كارثة الزفاف في العراق.. تشييع الضحايا ومساعدات طارئة من الصحة العالمية

time reading iconدقائق القراءة - 7
جانب من جنازات ضحايا حريق قاعة الزفاف في بلدة الحمدانية بمحافظة نينوى في العراق. 28 سبتمبر 2023 - Reuters
جانب من جنازات ضحايا حريق قاعة الزفاف في بلدة الحمدانية بمحافظة نينوى في العراق. 28 سبتمبر 2023 - Reuters
نينوى-وكالات

أعلنت منظمة الصحة العالمية، الخميس، تقديم مساعدات طبية طارئة للعراق لعلاج المصابين في الحريق الذي شهدته بلدة الحمدانية في محافظة نينوى وأودى بحياة العشرات، فيما وجّه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بإنزال أقصى العقوبة بحق المقصرين والمهملين.

وقالت المنظمة، في بيان، إنها اتخذت إجراءات فورية لدعم جهود وزارة الصحة العراقية في تقديم المساعدة الطبية الحرجة للجرحى، استجابة "لهذه الأزمة المأساوية".

وكان حريق ضخم قد نشب في قاعة أفراح في الحمدانية، مساء الثلاثاء، خلال حفل زفاف، وأعلن مجلس القضاء العراقي أن الحريق تسبب بوفاة أكثر من 100 شخص وإصابة حوالي 150 آخرين، مشيراً إلى أن المصابين بحالة خطيرة.

وجاء في بيان منظمة الصحة العالمية: "تم تخصيص إمدادات طبية عاجلة تضمنت حقائب طبية ومستلزمات علاجية شاملة لضمان توفر الموارد الأساسية الكافية في مستشفى الحمدانية العام ومستشفى الجمهوري ومركز الموصل التخصصي للحروق والجراحة التجميلية".

وتابع البيان: "كما تضافرت جهود المنظمة مع الجهود الوطنية العاملة في الخطوط الأمامية للإسراع في نقل وعلاج الجرحى في مستشفيات الموصل وأربيل وتقديم الرعاية الطبية الحيوية".

أقصى العقوبة

ووجّه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الخميس، بإنزال أقصى العقوبة بحق المقصرين والمهملين المتورطين بالتسبب في الحريق.

وشدد السوداني، خلال زيارته لمحافظة نينوى للوقوف على تداعيات الحادث، على ضرورة فحص شروط السلامة في المباني وقاعات المناسبات.

وتابع ميدانياً تقديم العلاج للمصابين في الحريق، "وزار من يتلقون العلاج في المستشفى الجمهوري ومستشفى الحمدانية، ورافقه وزراء الداخلية والصحة والثقافة والهجرة"، وفق بيان لمكتبه.

واطلع "على أوضاع المصابين واستمع إلى ذوي الضحايا وقدّم تعازيه ومواساته لهم"، موجهاً "بتوفير جميع مستلزمات العلاج دون تلكؤ، ونقل الحالات الحرجة على الفور إلى خارج العراق للعلاج".

وذكر المكتب الإعلامي لرئيس وزراء العراق أن السوداني "عقد اجتماعاً أكد فيه توجيهاته بمواصلة تفتيش المباني العامة وقاعات المناسبات والمطاعم والفنادق، وفحص شروط السلامة العامة والاحتياطات وإجراءات الوقاية من الحرائق والحوادث المحتملة".

وأكد رئيس الوزراء "على تحمّل مديري الوحدات الإدارية مسؤولية التأكد من سلامة هذه الإجراءات"، وكان قد وجّه بإعلان الحداد العام في جميع أنحاء العراق لمدة 3 أيام.

حملة شاملة

وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي لـ"الشرق": "هناك حملة شاملة على أن ترفع كل محافظة تقاريرها إلى رئيس الوزراء مباشرة، لفحص كافة القاعات والمدارس والجامعات والمطاعم والمقاهي، والتأكد من المواد المستخدمة في بنائها، والتي من الممكن أن تفتقد لشروط السلامة، ومن ثم رفع النتائج للجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة".

وعما إذا كانت الحكومة تتحمل جزءاً من المسؤولية نتيجة وقوع هذه الحادثة، قال العوادي: "ليس من مسؤولية رئيس الحكومة أو الوزراء النزول إلى المحافظات وتطبيق القوانين.. هم أشبه بالهيئة التشريعية العليا. نحن في العراق نظام لا مركزي، والمحافظون لم يعودوا كالسابق، بل الآن هم حكام فعليون، والمحافظ هو رئيس اللجنة الأمنية والاقتصادية ولديه صلاحيات كبيرة".

وأردف: "بغداد لا تشرع إلا القوانين التنظيمية للمحافظات، وبالتالي هذه مسؤولية الإدارات المحلية. وللأسف في مراكز المحافظات الكبيرة يكون هناك تطبيق لإجراءات ومعايير السلامة، لكن عندما نبتعد إلى النواحي والأقضية تضعف هذه الإجراءات، إما بسبب العلاقات الاجتماعية أو بسبب عدم الاهتمام، علماً أن هناك الكثير من الموظفين في كل مؤسسة لتطبيق الإجراءات".

قداس للصلاة

وشارك عشرات الأشخاص، الخميس، في قداس للصلاة على الضحايا في كنيسة الطاهرة للسريان الكاثوليك في قرقوش، حيث جلست نساء متشحات بالسواد على المقاعد الخشبية وبدا الحزن والألم على وجوههن.

وكان من بين المشاركين أيضاً بعض الناجين ممن ضمّدت يده المحروقة، ووضعت صور الضحايا من أطفال ورجال ونساء حول مذبح الكنيسة.

وارتجف صوت نجيبة يوحنا (55 عاماً) فيما عدّدت أسماء أقربائها الذين فقدتهم في الحريق. وقالت: "شعور لا يمكن وصفه، لا أعرف ماذا أقول، شعور قاسٍ جداً وألم حزين بقلبنا، هذه فاجعة لن تنسى أبداً".

وكان البابا فرنسيس بابا الفاتيكان زار كنيسة الطاهرة في قرقوش في مارس 2021 خلال جولته في العراق.

المتهم الرئيسي

من جانبه، أعلن مجلس القضاء الأعلى في العراق أن التحقيق في حريق الحمدانية انتهى إلى أن الألعاب النارية والأقمشة سريعة الاشتعال بسقف قاعة الأعراس كانتا السبب الرئيسي للحريق.

وذكر بيان للمجلس أن الأقمشة سريعة الاشتعال "تسببت في اشتعال السقف وانقطاع التيار الكهربائي، ولم يكن هناك مخرج بعد غلق الباب الرئيسي للقاعة".

وأضاف المجلس أن باب الطوارئ كان "صغيراً ومخفياً وبسبب العدد الكبير للمدعوين داخل القاعة لم يصل إليه أحد، إذ تسببت النيران بحالة ذعر وتدافع وانتشرت بصورة سريعة".

وقال إن الحريق تسبب في وفاة أكثر من 100 شخص وإصابة نحو 150 آخرين، مشيراً إلى أن المصابين بحالة خطرة.

وأشار البيان إلى أن صاحب القاعة وبقية المتهمين قاموا بتسليم أنفسهم إلى الأجهزة الأمنية في أربيل وتم استلامهم من قبل الأجهزة الأمنية ونقلهم إلى مدينة الموصل للتحقيق معهم.

تصنيفات

قصص قد تهمك