سلوفاكيا.. فيتسو "المعارض لدعم أوكرانيا" يفوز بانتخابات البرلمان

وجه انتقادات لاذعة إلى الاتحاد الأوروبي و"الناتو" ورفض أي مساعدة إضافية لكييف

time reading iconدقائق القراءة - 4
زعيم الحزب "الديمقراطي الاجتماعي" SMER-SSD روبرت فيتسو يسير خارج مقر حزبه في الانتخابات البرلمانية المبكرة في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا. 30 سبتمبر 2023 - Reuters
زعيم الحزب "الديمقراطي الاجتماعي" SMER-SSD روبرت فيتسو يسير خارج مقر حزبه في الانتخابات البرلمانية المبكرة في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا. 30 سبتمبر 2023 - Reuters
براتيسلافا (سلوفاكيا)-وكالات

فاز الحزب الديمقراطي الاجتماعي "SMER" اليساري، الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق روبرت فيتسو، بالانتخابات البرلمانية في سلوفاكيا، الأحد، ما قد يحد من دعم البلاد لأوكرانيا ويقربها إلى روسيا.

وتقدم الحزب اليساري على الحزب الليبرالي Progresivne Slovensko (سلوفاكيا التقدمية، PS)، وذلك بعد أن أدلى الناخبون، السبت، بأصواتهم في عملية اقتراع تنافس فيها الحزبان بشكل رئيسي.

وأظهرت النتائج حصوله على نسبة 23.42% من الأصوات، بعد فرز 98.13% من الدوائر الانتخابية.

وخلال الحملة الانتخابية في البلد المقدر عدد سكانها بنحو 5.4 ملايين نسمة، وجّه فيتسو انتقادات لاذعة إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) ومجتمع الميم، كما رفض أي مساعدة عسكرية إضافية لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي.

وأشارت "بلومبرغ" إلى تعهد فيتسو (59 عاماً) بإنهاء المساعدات العسكرية المقدمة إلى أوكرانيا، ووصفه لرئيسة سلوفاكيا، زوزانا تشابوتوفا، بأنها "عميلة أميركية"، ومعارضته لانضمام كييف إلى حلف الناتو.

حليف محتمل لروسيا

وتعتبر سلوفاكيا عضواً مهماً في الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو وحلف الناتو، وتشكل أهمية على الصعيد السياسي، لا سيما بسبب موقعها بين المجر وبولندا.

وهذه الدول الثلاث أثارت غضب كييف بسبب ضغطها لتمديد الحظر المفروض على واردات الحبوب الأوكرانية لحماية مزارعيها، وقد توعد فيتسو باستمرار الحظر حال فوزه.

ولا تزال سلوفاكيا مستمرة في إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، وتستضيف أكثر من 100 ألف لاجئ أوكراني، وتؤيد جميع العقوبات المفروضة على روسيا، رغم أن هذه الخطوة أثرت تأثيراً مباشراً على إمداداتها من الطاقة.

وقد تغير عودة فيستو ذلك بشكل سريع، ما يثير شكوكاً بشأن تعاون سلوفاكيا مع "الناتو" في ظل انتقاداته الشديدة للحلف والولايات المتحدة، كما قد تؤدي أيضاً إلى تعزيز نفوذ رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي عارض العقوبات المفروضة على روسيا وتزويد أوكرانيا بالأسلحة.

واستلهم فيتسو قدرة أوربان على تغيير سرد الأحداث للبقاء في السلطة، وبدأ في التخلي عن قضايا كان يدعمها سابقاً، وواجه رئيس الوزراء السابق وحزبه اتهامات بالسماح بانتشار الفساد، والذي بلغ ذروته في عام 2018.

ائتلاف لإنتزاع الأغلبية

وقالت دانييلا فونجرايوفا، التي أدلت بصوتها في العاصمة براتيسلافا، إنها تريد التغيير لأن "الثقافة السياسية والسلوكيات تراجعت إلى مستوى متدن جداً".

ويرجح أن يحتاج الفائز في الانتخابات الى التحالف مع أحزاب أخرى صغيرة لتشكيل ائتلاف يتيح انتزاع الغالبية في البرلمان المكوّن من 150 نائباً. وسيتولى الفائز تشكيل الحكومة الجديدة لتحلّ بدلاً من ائتلاف يمين الوسط الذي أمسك بالسلطة منذ عام 2020 عبر 3 حكومات مختلفة.

وقال المحلل السياسي جريجوري ميسينزيكوف إن "هذه الانتخابات ستكون فاصلة لناحية التوجه المستقبلي لبلادنا في مجال السياسة الخارجية، الدفاع والأمن، من أجل مستقبل الديمقراطية".

وكانت الرئيسة السلوفاكية زوزانا كابوتوفا أكدت أنها ستكلف الفائز في الانتخابات بتشكيل الحكومة المقبلة. وسيكون أمام الفائز مجموعة واسعة من الخيارات لتشكيل ائتلاف حكومي، إذ يتوقع أن تفضي الانتخابات إلى دخول 11 حزباً سياسياً إلى البرلمان.

وفاز حزب "SMER" بأول انتخابات عامة في عام 2006، وبلغت شعبيته ذروتها في عام 2012، عندما تعهد بتقديم المزيد من الأموال للفقراء.

ويرى جريجوري ميسزنيكوف، وهو رئيس مؤسسة "معهد الشؤون العامة" البحثية، أن "أهداف فيتسو ستثير المعارضة خارج البلاد، وقد تؤدي إلى عزل سلوفاكيا وإخراجها من السياق الأوروبي".

تصنيفات

قصص قد تهمك