حالة من الترقب تسود قطاع غزة استعداداً لعملية عسكرية برية إسرائيلية محتملة، ظهرت مؤشرات على قرب حدوثها، إذ استدعت تل أبيب 300 ألف من جنود الاحتياط، فيما قال الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، إن "الحركة مستعدة لكل الاحتمالات".
وبدأ مقاتلو الفصائل الفلسطينية هجمات مباغتة على بلدات محاذية لقطاع غزة، صباح السبت، أدّت وفقاً لإعلام إسرائيلي إلى سقوط 900، بالإضافة إلى 2600 جريح على الأقل. فيما قالت وزارة الصحة في غزة إن 687 فلسطينياً على الأقل لقوا حتفهم، وأصيب 3726 آخرون في الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع المحاصر منذ السبت.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في كلمة الاثنين: "في نهاية هذه المعركة كل أعدائنا سيعرفون أن مهاجمة إسرائيل كانت خطأً فظيعاً".
وأضاف نتنياهو: "ما سنفعله لأعدائنا في الأيام القادمة سيترك صداه لأجيال قادمة، ساحات المعركة تشهد بطولات لجنود ورجال شرطة ومواطنين".
حشد غير مسبوق
وقالت إسرائيل الاثنين إنها استدعت عدداً غير مسبوق من جنود الاحتياط قوامه 300 ألف جندي خلال 48 ساعة، وتفرض حصاراً كاملاً على قطاع غزة، في أحدث مؤشر على عزمها شن هجوم بري رداً على هجوم حركة حماس السبت.
وقال المتحدث العسكري الأدميرال دانيال هاجاري "لم يسبق لنا استدعاء جنود احتياط بهذا العدد... مستمرون في الهجوم"، موضحاً أنه "خلال الـ24 ساعة القادمة، سنقوم بإخلاء كافة المناطق المتاخمة للسياج مع قطاع غزة، لكن لن يتم إخلاء مدينة سديروت في هذه المرحلة".
وأعلنت إسرائيل حصار قطاع غزة بقطع إمدادات المياه والغذاء والكهرباء، فيما هجر ما يزيد على 130 ألف فلسطيني منازلهم، بينما تواصل إسرائيل غاراتها الجوية على القطاع المكتظ بالسكان.
وبعث الجيش الإسرائيلي برسائل هاتفية يطلب فيها من الفلسطينيين مغادرة بعض المناطق في غزة، مما يشير إلى هجوم بري جديد يمكن أن يفوق في شدته ما حدث في أي مداهمات سابقة في القطاع.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن الثمن الذي ستدفعه غزة "سيغير الواقع لأجيال"، وإن إسرائيل تفرض حصاراً كاملاً، وتحظر دخول واردات الغذاء والوقود.
وتعرض سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة لنوبات متكررة من الحروب والضربات الجوية من قبل. ويتوقعون أن تكون الحرب هذه المرة أسوأ.
"مواجهة يتمناها مقاتلونا"
وفي الجانب الآخر، قال الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، "أبو عبيدة" في كلمة صوتية مسجلة إن حماس لن تتفاوض فيما يتعلق بالأسرى "تحت النار" وفي ظل الهجمات الإسرائيلية.
وحذر "أبو عبيدة" من أن الأسرى الإسرائيليين معرضون للخطر بالقدر نفسه الذي يواجهه الفلسطينيون في ظل هجمات إسرائيل على قطاع غزة.
وقال: "قضية الأسرى هي ملف استراتيجي له مساره الواضح والمعروف وأثمانه التي ستدفعها إسرائيل لا محالة، ولن يفلح التهديد والضغط في هذا المجال وعليهم توفير جهدهم والاستعداد لدفع الثمن".
وفيما يتعلق بإعلان إسرائيل الحرب على غزة والتلويح بغزو بري للقطاع قال الناطق باسم القسام إنها "مواجهة يتمناها مقاتلونا".
وأضاف "ندرك نتائج دخول المعركة مع الجيش الإسرائيلي جيداً، ومستعدون لكل الاحتمالات".
وأشار إلى أن مقاتلي "القسّام" يخوضون اشتباكات متواصلة مع الجيش الإسرائيلي في مواقع عديدة على الأرض، كما أن الكتائب ما زالت تستبدل قوات في مواقع القتال، وترسل تعزيزات وأسلحة ومعدات وأفراداً.