من هو يحيى السنوار زعيم "حماس" في غزة؟

تضعه إسرائيل هدفاً استراتيجياً لعمليتها الأمنية والاستخباراتية بالقطاع

time reading iconدقائق القراءة - 8
يحيى السنوار زعيم حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة يتحدث خلال تجمع حاشد بمناسبة يوم القدس السنوي، غزة. 14 أبريل 2023 - Reuters
يحيى السنوار زعيم حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة يتحدث خلال تجمع حاشد بمناسبة يوم القدس السنوي، غزة. 14 أبريل 2023 - Reuters
دبي-الشرق

تضع إسرائيل يحيى السنوار، زعيم حركة "حماس" في غزة، هدفاً استراتيجياً لعملياتها الأمنية والاستخباراتية بالنظر إلى وزنه ونفوذه الكبير داخل القطاع، لا سيما بعد عملية "طوفان الأقصى"، التي شنتها الحركة على بلدات ومدن إسرائيلية في السابع من أكتوبر الماضي، ليصبح على رأس قائمة المطلوبين لدى إسرائيل.

وتردد اسم السنوار على لسان عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، كان آخرهم وزير الدفاع يوآف جالانت الذي تعهد بالقضاء على زعيم حماس في غزة، فيما شبهه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ"هتلر الصغير".

وأشارت صحيفة "فاينانشيال تايمز" في تقرير إلى أن "القراءة الخاطئة لشخصية السنوار شكلت مقدمة لأكبر فشل استخباراتي لإسرائيل".

وكان لدى إسرائيل ما يقرب من 40 عاماً من الخبرة في التعامل مع السنوار، ومع ذلك، فإن هذه المعرفة المتراكمة في السنوات الأخيرة، ربما كانت سبباً لتهدئة مخاوف قادة الأمن في إسرائيل، ودفعهم إلى الشعور الزائف بالرضا عن النفس، وفقاً للصحيفة البريطانية.

وقبل بدء عملية "طوفان الأقصى" كانت إسرائيل تنظر إلى السنوار باعتباره "متطرفاً خطيراً" ومع ذلك لم تكن تعتبره مصدر تهديد حقيقي، حيث كان تركيزه منصباً على تعزيز حكم "حماس" في غزة وانتزاع تنازلات اقتصادية، حسب ما أوردت "تايمز أوف إسرائيل".

زعيم الأسرى

ولد يحيى السنوار، في مخيم خان يونس للاجئين بجنوب غزة عام 1962، وظهر لأول مرة على الساحة السياسية في أوائل الثمانينيات باعتباره مقرباً من مؤسس حركة "حماس" أحمد ياسين، وبرز اسمه تحديداً في عام 1982، حين ألقت إسرائيل القبض عليه، ووضعته رهن الاعتقال الإداري لمدة 4 أشهر بتهمة الانخراط في "أنشطة تخريبية".

وأدانت محكمة إسرائيلية السنوار في عام 1988 بقتل جنديين إسرائيليين و4 فلسطينيين بتهمة التعاون مع إسرائيل، وأمضى عقدين من الزمن في سجون إسرائيل، قبل أن يفرج عنه مع أكثر من ألف أسير فلسطيني في 2011 مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في الصفقة التي عرفت إعلامياً باسم "الوفاء للأحرار"، حسب ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

وقال كوبي مايكل، الباحث البارز بمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، لشبكة فوكس نيوز: "كان السنوار نشطاً منذ الأيام الأولى لانضمامه إلى حركة حماس"، "وفي السجن أصبح زعيماً بارزاً لأسرى حماس، وكان شخصية مؤثرة جداً بين جميع السجناء الفلسطينيين".

قدرات قيادية

ونقلت "فاينانشيال تايمز" عن ميكا كوبي، الذي استجوب السنوار في جهاز "الشاباك" قوله: "لقد قرأ كتباً عن شخصيات إسرائيلية، مثل فلاديمير جابوتنسكي، ومناحم بيجن، ويتسحاق رابين"، مضيفاً: "لقد قام بدراستنا من الأسفل إلى الأعلى".

وخلال فترة سجنه، دأب السنوار على دراسة اللغة العبرية، إذ بعد مرور 15 عاماً من سجنه، استخدم هذه اللغة خلال مقابلة مع قناة إسرائيلية، دعا خلالها الإسرائيليين إلى الهدنة مع "حماس".

وقال السنوار في المقابلة بلغة عبرية متقنة: "ندرك أن إسرائيل تملك 200 رأس نووي وهي القوة الجوية الأكثر تقدماً في المنطقة، نعلم أننا لا نملك القدرة على تفكيك إسرائيل".

وفي تصريحات نقلتها "فوكس نيوز"، اعتبر مايكل ميلشتاين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية بمركز ديان بجامعة تل أبيب، أن السنوار يمثل الجيل الثاني من قادة "حماس"، وقال إن"لديه القدرة على قيادة الحركة بأكملها، وليس فقط شؤونها في غزة".

وقال ميلشتاين: "بالمقارنة مع هنيّة والزعيم السياسي السابق خالد مشعل، يتمتع السنوار بشخصية كاريزمية للغاية"، مضيفاً أنه أيضاً "أكثر تشدداً وتطرفاً من قادة حماس السابقين".

ونقلت شبكة NBC News الأميركية، عن تقرير نشره المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن السنوار "ساهم في تشكيل جهاز الأمن الداخلي لحركة حماس، كما قاد عملية إعادة تقييم علاقات الحركة الخارجية، بما في ذلك تحسين العلاقات مع مصر".

وبعد عامين من تصنيفه ضمن "لائحة الإرهاب" التي أعلنتها الولايات المتحدة في 2015، بسبب دعوته إلى أسر الإسرائيليين، تم انتخابه على رأس حركة "حماس" في غزة خلفاً لإسماعيل هنية في 2017، كما أعيد انتخابه في 2021 لولاية ثانية.

وفي ما يتعلق بملامح شخصية السنوار، أشار تقييم استخباراتي إسرائيلي أُنجز خلال فترة وجود السنوار في السجن، إلى أنه كان "قاسياً، وموثوقاً، ومؤثراً ومقبولاً من قبل أصدقائه، ويتمتع بقدرات غير عادية على التحمل والمكر والتلاعب، ويحتفظ بالأسرار حتى داخل السجن بين السجناء الآخرين"، حسب ما نقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز".

والسنوار، المعروف على نطاق واسع باسم "أبو إبراهيم"، ساعد على بناء الجناح العسكري لـ"حماس"، وكتائب القسام، منذ أيامه الأولى. ولكن عندما اعتقل في أواخر الثمانينيات، كان ذلك بسبب دوره الخاص داخل "حماس" في مطاردة الفلسطينيين المشتبه في تعاونهم مع إسرائيل وفقاً للصحيفة البريطانية.

السنوار والضيف

ويتمتع يحيى السنوار بعلاقات "مقربة" مع محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إضافة إلى المساعدة التي قدمها لإنشاء الجناح العسكري للحركة.

وعُيِّن السنوار مسؤولاً عن جهاز الأمن الداخلي في الجناح المسلح للحركة "مجد".

وتقول صحيفة "فاينانشيال تايمز"، إن السنوار، أصبح شخصية "أسطورية" داخل قطاع غزة، ونقلت عن أحد الناشطين الفلسطينيين البارزين في القدس الشرقية قوله: "يشعر الكثير من الفلسطينيين بالفخر به، ويحظى بشعبية كبيرة في الشارع الفلسطيني". 

ووفقاً للاستخبارات الإسرائيلية، فإن هجوم حماس تطلب سنة على الأقل من التخطيط. وقال ميلشتاين، وهو ضابط المخابرات العسكرية الإسرائيلية في تصريحات نقلتها الصحيفة: "علينا أن نواجه الأمر "هجوم 7 أكتوبر مدفوع بالكراهية والمذابح وتدمير إسرائيل"، وفق تعبيره.

وهذه ليست المرة الأولى التي يكون فيها السنوار في مرمى إسرائيل. ففي عام 2018، عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه سينقل السفارة الأميركية إلى القدس، اندلعت احتجاجات حاشدة في غزة على طول السياج الحدودي مع إسرائيل.

وقالت إسرائيل، إن السنوار "يحرض على الاضطرابات، ويشجع آلاف الفلسطينيين على محاولة اقتحام إسرائيل لإيذاء المدنيين".

وأفاد اللفتنانت كولونيل المتقاعد بيتر ليرنر، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، لشبكة "فوكس نيوز ديجيتال"، بأن الجيش "ليس لديه شك" في أن السنوار هو "العقل المدبر لهذه المذبحة"، وفق تعبيره.

تصنيفات

قصص قد تهمك