قال مدير السياسات والبرامج للعالم العربي والشرق الأوسط في الاتحاد الدولي للصحافيين، منير زعرور، الثلاثاء، إنه تم رصد حالات قتل متعمد للصحافيين على يد القوات الإسرائيلية خلال حربها الجارية على قطاع غزة.
وأضاف زعرور أن "المسألة معقدة بعض الشيء، رأينا أنماطاً من القتل يمكن أن تشير إلى أن هناك قتلاً متعمداً لعدد من الحالات بين الصحافيين في غزة، لكن لتأكيد ما إذا كان هناك استهداف مقصود، بمعنى اغتيال، نحتاج لنقوم بمزيد من البحث والتدقيق".
ودان الاتحاد قتل الصحافيين على يد القوات الإسرائيلية في غزة. وطالب، في بيان، بإجراء تحقيق فوري في سقوط صحافيين بالقطاع، الذي يتعرض لحرب إسرائيلية منذ 46 يوماً، لكن زعرور أشار إلى أن هذا غير ممكن الآن في ظل استمرار الحرب، ويمكن التأكد من ذلك بعد انتهائها.
وكشف زعرور أنه منذ بداية الحرب في غزة "قضى على الأقل 54 صحافي وصحافية، منهم 47 فلسطينياً، و3 لبنانيين، بينهم 4 صحافيين وصحافية واحدة، 4 منهم سقطوا اليوم".
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية، الثلاثاء، أن صحافيين اثنين قتلوا جرّاء قصف إسرائيلي على حي الشجاعية شرق محافظة غزة، وعلى منطقة الصفطاوي شمال القطاع.
من ناحيتها، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية، الثلاثاء، بأن قصفاً إسرائيلياً على جنوب لبنان قتل صحافيين اثنين ومسنة، في ظل الاشتباكات بين جماعة "حزب الله" والجيش الإسرائيلي.
"معلومات وأدلة كافية"
وأضاف زعرور: "إلى جانب الصحافيين الضحايا، لدينا معلومات بشأن صحافيين مفقودين ولا نعرف مصيرهم حتى الآن، ولهذا الحصيلة النهائية للضحايا من الصحافيين مرشحة للزيادة في أي لحظة".
وبشأن إمكانية محاكمة إسرائيل على تلك الهجمات، قال زعرور: "لدينا معلومات وأدلة كافية قبل بداية هذه الحرب تشير إلى أن تل أبيب تعمدت قتل صحافيين في الأراضي الفلسطينية، ولذلك قدمنا منذ سنتين شكوى بالشراكة مع نقابة الصحافيين الفلسطينيين إلى المحكمة الجنائية الدولية، ثم عززنا هذه الشكوى بعد جريمة اغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة".
وأضاف: "الشكوى مسجلة لدى المحكمة الجنائية الدولية، ومدعمة بالتوثيق والتحليل وإثباتات قوية تشير إلى ضلوع إسرائيل بقتل مُتعمد للصحافيين، لكن كل القضايا المتعلقة بفلسطين لدى الجنائية الدولية لا يزال يتم النظر فيها من قبل المدعي العام للمحكمة كريم خان".
عجز المنظمات الدولية
وأصدر الاتحاد الدولي للصحافيين بياناً في وقت سابق الثلاثاء، أفاد بأنه منذ السبت الماضي، قُتل 11 صحافياً في فلسطين، وفي لبنان على يد قوات الجيش الإسرائيلي.
وقال الزعرور: "هذا مؤشر قوي على عجز المنظمات الدولية والآليات الدولية المتوافرة حالياً عن حماية الصحافيين في مثل هذا الوضع".
وأضاف: "مع قتل عدد كبير من الصحافيين كما يحدث الآن، هناك حاجة ماسة لأن تقوم الأمم المتحدة بتبني آلية جديدة خاصة بسلامة الصحافيين والتحقيق في ملابسات قتلهم".
وأكد الزعرور أن الاتحاد قدم مقترحاً بشأن اتفاقية أو معاهدة دولية جديدة خاصة بسلامة الصحافيين، "لأننا نعتقد للأسف أنه في ظل الأدوات والقوانين الموجودة حالياً لا توجد إمكانية لمتابعة فعالة لقضايا قتل الصحافيين".
وعن آليات حماية الصحافيين التي يقدمها الاتحاد الدولي، قال الزعرور: "منذ 15 عاماً لدينا برنامج للسلامة المهنية، يقدم تدريباً للصحافيات والصحافيين ممن يعملون في بيئات خطرة، ومن أكثر البلدان التي ننشط فيها فلسطين".
لكنه في الوقت نفسه، قال إن حجم الحرب التي تشهدها غزة أكبر بكثير من أي قدرات للاتحاد، وقال "ضراوة الحرب الحالية، وشمولها لكل مكان، غير مسبوق".
وتابع: "في حالة غزة ليس هناك جبهة أمامية يذهب إليها الصحافيون للتغطية الإخبارية، الجبهة الأمامية هي غرف النوم وعتبات البيوت، وهذا وضع استثنائي، لم نره من قبل، ولم يمر علينا".
وأشار المسؤول في الاتحاد الدولي للصحافيين إلى أن "الصحافيين الذين يعملون في مناطق النزاع محميون بحسب عدة نصوص قانونية، بما يشمل اتفاقية جنيف، وقرارين صادرين عن مجلس الأمن الدولي".