إندونيسيا تكثف دورياتها البحرية لمنع وصول لاجئي الروهينجا

كثّفت إندونيسيا دورياتها البحرية في منطقة آتشيه لمنع وصول قوارب جديدة تنقل لاجئين من الروهينجا الذين وصل أكثر من ألف منهم خلال أسبوع إلى البلاد، وفق ما أعلنت الشرطة ومسؤولون محليون السبت.

وقال قائد الشرطة أندي رحمن سياه في بيان "تقوم الشرطة بدوريات على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع لمنع اللاجئين الروهينجا من الوصول إلى شرق آتشيه".

وأوضح البيان أن الشرطة أصدرت أمراً "في المناطق الساحلية بتكثيف المراقبة سواء على الساحل، أو في مضيق ملقا لمنع وصول الروهينجا".

ووصل أكثر من ألف لاجئ من الروهينجا إلى إقليم آتشيه في أقصى غرب إندونيسيا منذ 14 نوفمبر. وهو أعلى عدد وافدين منذ 2017.

وحاول قرويون الأسبوع الماضي إعادة قوارب مهاجرين إلى البحر، لكن السلطات استقبلتهم في نهاية المطاف، ونقلتهم إلى مركز إيواء مؤقت.

غضب شعبي

ويتعرض الروهينجا وغالبيتهم مسلمون للاضطهاد في ميانمار، ويجازف آلاف منهم بحياتهم كل عام في رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر ومكلفة من بنجلاديش، وفي معظم الأحيان على متن قوارب بدائية.

وتستقبل بنجلاديش نحو مليون شخص من الروهينجا بينهم نحو 750 ألفاً فروا عام 2017 من قمع الجيش في ميانمار الذي تحقق محكمة العدل الدولية بشبهات ارتكابه "أعمال إبادة جماعية".

وفي شمال آتشيه، تم تعزيز الدوريات الجمعة، بعد أن أفاد صيادون أنهم عثروا على قارب للروهينجا على بعد ميلين بحريين من السواحل (3,6 كلم) كما أعلن أمير الدين إسماعيل المسؤول في قرية تانوه أنوي. ولم يُرْصَد القارب مجدداً منذ ذلك الحين.

وشارك الصيادون أيضاً في هذه الدوريات كما أعلن نهار الدين وهو رئيس الصيادين في منطقة ديوانتارا شمال آتشيه، والذي مثل العديد من الإندونيسيين يستخدم اسماً واحداً فقط. وقال "حين ذهب الصيادون إلى البحر، طلبنا منهم أن يبقوا متيقظين".

ولطالما كان العديد من سكان آتشيه متعاطفين مع محنة هذه الأقلية المسلمة. لكن البعض يظهرون الآن عدائية تجاههم، وباتوا يشكون وصول هؤلاء المهاجرين الذين "يستهلكون مواردهم المحدودة أساساً، ويدخلون أحيانا في خلافات مع السكان المحليين"، وفق ما نقلت "فرانس برس".

وأعرب خبراء عن قلقهم من أن تحذو إندونيسيا حذو دول أخرى في تشديد الرقابة على حدودها لمنع وصول الروهينجا، بعدما عمدت ماليزيا وتايلاند والهند المجاورة إلى اتخاذ إجراءات مماثلة.

وإندونيسيا ليست من الدول التي وقعت اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين، وتقول إنها غير ملزمة باستقبال هؤلاء.