بعد سنوات من التوتر.. اتفاق يوناني تركي على تحسين العلاقات

إجراءات عسكرية لبناء الثقة للقضاء على أسباب الجفاء وتعزيز حجم التجارة

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس (يمين) والرئيس التركي طيب أردوغان يبتسمان بعد التوقيع على إعلان مشترك في أثينا. 7 ديسمبر 2023 - REUTERS
رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس (يمين) والرئيس التركي طيب أردوغان يبتسمان بعد التوقيع على إعلان مشترك في أثينا. 7 ديسمبر 2023 - REUTERS
أثينا -وكالات

اتفقت اليونان وتركيا، الخميس، على تحسين علاقاتهما، ووضع خريطة طريق تهدف إلى بدء حقبة جديدة من العلاقات الوثيقة بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بعد سنوات من التوتر والمشاحنات.

وفي أول زيارة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أثينا منذ عام 2017، اتفق البلدان على التركيز على مواصلة علاقات حسن الجوار، والحفاظ على قنوات الاتصال مفتوحة، والسعي إلى اتخاذ إجراءات عسكرية لبناء الثقة للقضاء على أسباب التوتر، وتعزيز حجم التجارة والعمل على حل القضايا التي تسببت في حالة الجفاء بينهما، لا سيما في بحر إيجه.

وقال أردوغان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس: "ليست هناك مشكلة بيننا غير قابلة للحل. طالما أننا نركز على الوضع الأشمل، ولا ينتهي بنا الأمر إلى أن نكون مثل أولئك الذين يعبرون البحر، ويغرقون في النهر".

مضاعفة التجارة الثنائية

وأشار أردوغان، إلى إرادة بلاده في "تحويل إيجه إلى بحر سلام"، لافتاً إلى أن ذلك يأتي "من خلال الخطوات المشتركة التي سنتخذها، نحن تركيا واليونان، نرغب في أن نكون مثالاً يحتذى للعالم".

وأقرّ ميتسوتاكيس في تصريحات مشتركة، بأن العلاقات الثنائية كانت "مهددة بشكل خطير" في الماضي، لكنها أصبحت على "مسار أكثر هدوءاً".

وأضاف: "أشعر بواجب تاريخي لاستغلال الفرصة للتقريب بين البلدين كما حدودنا المتجاورة".

ووقعت اليونان وتركيا إعلان صداقة وعدة اتفاقيات، وقررتا العمل على مضاعفة التجارة الثنائية بينهما من 5 إلى 10 مليارات دولار، كما أعلنت أثينا أنها اتفقت مع الاتحاد الأوروبي على تمديد التأشيرات الممنوحة للمواطنين الأتراك لمدة 7 أيام لزيارة جزر بحر إيجه.

وأكد ميتسوتاكيس أن الاجتماعات مستمرة، وربما تكون الخطوة الجديدة في الحوار الثنائي الذي أعيد إطلاقه، هي الاقتراب من التوصل إلى اتفاق لترسيم حدود الجرف القاري ومناطق الاستغلال الاقتصادي ذات الصلة (المنطقة الاقتصادية الخالصة) حينما تسمح الظروف.

ويمكن أن تكون المنطقة الاقتصادية الخالصة البحرية بمثابة مقدمة للتنقيب عن النفط أو الغاز، خاصة أن حوض شرق البحر المتوسط إلى الشرق باتجاه إسرائيل، شهد ​​بعض أكبر اكتشافات الغاز الطبيعي في العالم في السنوات الماضية.

وزار أردوغان أثنيا للمرة الأولى منذ عام 2017، بعد سنوات من التوتر بشأن قضايا من بينها موضع بداية ونهاية الجرف القاري، وموارد الطاقة، والرحلات الجوية فوق بحر إيجه وجزيرة قبرص المقسمة.

وفي إشارة إلى سعيه لإعادة الدفء إلى العلاقات، وصف أردوغان رئيس الوزراء ميتسوتاكيس بـ"الصديق"، وقال في مقابلة مع صحيفة "كاتيميريني" اليونانية "صديقي كيرياكوس، لن نهددك إذا ما هددتنا".

وأضاف: "إذا قاربنا الخلافات من خلال الحوار والتوصل إلى أرضية مشتركة، فسيكون ذلك لمصلحة الجميع"، واضعاً حداً لفترة طويلة استخدم فيها خطاباً عدائياً تجاه الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي.

شهدت العلاقات بين اليونان وتركيا، الدولتين المنضويتين في حلف شمال الأطلسي، توتراً شديداً، وبرزت الخلافات مجدداً بسبب محاولات تركيا استكشاف حقول هيدروكربونات في شرق المتوسط.

والعام الماضي، اتهم أردوغان اليونان بـ"احتلال" جزر في بحر إيجه، وحذر حينها من أن تركيا "قادرة على الوصول فجأة في أي ليلة" إلى هذه الجزر، لكن العلاقات بين البلدين تحسنت منذ فبراير الماضي، عندما أرسلت اليونان مساعدات إلى تركيا بعد زلزال مدمّر أودى بحياة 50 ألف شخص على الأقل.

واتّسمت الزيارة الأخيرة للرئيس التركي لليونان قبل 6 أعوام بخلاف دبلوماسي أعقبته فترة من التوتر على حدودهما البحرية والبرية الطويلة بين عامي 2020 و2022.

تصنيفات

قصص قد تهمك