أعلنت ملكة الدنمارك مارجريت الثانية أنها ستتنحى عن العرش في 14 يناير بعد 52 عاماً على توليها الحكم، إذ أوضحت الملكة البالغة 83 عاماً، خلال خطابها التقليدي لمناسبة رأس السنة، الأحد، أنها سلمت الراية لابنها، بسبب تقدمها في العمر ومشاكلها الصحية.
وعرف التاريخ العديد من الحالات التي تنحي فيها ملوك بكل أنحاء العالم منذ تنحي ملك إنجلترا إدوارد الثامن في العام 1936.
إمبراطور اليابان أكيهيتو
تنحى إمبراطور اليابان الـ 125، لمعاناته من مشاكل صحية في 30 أبريل 2019، بعد مرور 30 عاماً على اعتلائه العرش في اليابان في العام 1989 خلفاً لوالده هيروهيتو، وسلّم الراية لابنه ناروهيتو في أول تنحٍ إمبراطوري عن العرش في البلاد منذ العام 1817.
ولم يكن الدستور الياباني المطبّق منذ العام 1947 يلحظ حصول مثل هذا التنحي، ما استدعى وضع قانون استثنائي. ويبلغ أكيهيتو حالياً الـ90 من عمره، ويحمل منذ ذلك الحين لقب الإمبراطور الفخري جوكو هيكا.
ملك إسبانيا خوان كارلوس
تنحى ملك إسبانيا خوان كارلوس عن العرش في 18 يونيو 2014 عن عمر يناهز 76 عاماً، بعدما طالته فضائح فساد، وزادت الوضع سوءاً رحلة صيد فيلة مكلفة قام بها الملك في ربيع العام 2012 إلى بوتسوانا صدمت الإسبان الذين يعانون من أزمة.
وسلّم خوان كارلوس العرش لابنه الذي أصبح الملك فيليبي السادس، إذ اعتلى كارلوس العرش عام 1975 بعد وفاة الديكتاتور فرانكو وكان يحظى باحترام واسع النطاق لدوره في المساعدة على توجيه إسبانيا من الديكتاتورية إلى الديموقراطية، ولدوره في إحباط محاولة انقلاب فاشلة في 23 فبراير 1981.
لكن توارد الأنباء المحرجة عن علاقاته العاطفية وثروته الشخصية أدى إلى تقويض مكانته، فاضطر للتنحي عام 2014، قبل أن يتوجه للإقامة في الإمارات في 2020.
دول "بنلوكس"
يعد تنحي الملوك في المملكات الدستورية الأوروبية الثلاث هولندا وبلجيكا ولوكسمبورج (دول اتحاد بنلوكس الاقتصادي) أمر شائعاً، إذ تنحت بياتريكس ملكة هولندا منذ العام 1980 عن العرش عن عمر يناهز 75 عاماً في 30 أبريل 2013، مسلّمة الراية لابنها ويليام ألكسندر.
وقبلها، تنازلت والدتها جوليانا عن العرش في عيد ميلادها الـ71، على غرار جدتها فيلهلمينا التي تنحت عن العرش في العام 1948، بعدما استمر حكمها 58 عاماً.
وفي بلجيكا، تنازل ألبيرت الثاني عن العرش عن عمر يناهز 79 عاماً في 21 يوليو 2013، في يوم إحياء العيد الوطني، بعد إمضائه 20 عاماً في الحكم، وكان ألبيرت الثاني قد خلّف أخيه بودوان، وسلّم العرش بعد تنحيه لابنه الأكبر، فيليب.
وكان والد الملكَين ألبيرت الثاني وبودوان، ليوبولد الثالث، قد تنحى عن العرش في العام 1951 بعد أزمة طويلة ارتبطت بسلوكه المثير للجدل خلال الحرب العالمية الثانية.
وفي لوكسمبورج، تنازل الدوق الأكبر جان، الذي توفي في العام 2019، عن العرش في العام 2000 لصالح ابنه هنري، وكان قد تولى مهامه الملكية منذ العام 1964، خلفاً لوالدته شارلوت، التي كانت قد تنحت أيضاً عن العرش.
البابا بنديكتوس الـ 16
وأعلن الكاردينال الألماني يوزف ألويسيوس راتسينجر استقالته في العام 2013، وكانت الأولى من نوعها لحبر أعظم منذ تنحي جريجوريوس الـ12 عام 1415.
ونُصّب يوزف ألويسيوس راتسينجر بابا في الفاتيكان في 19 أبريل 2005 باسم بنديكتوس الـ16، وبعد تنحيه أصبح البابا الفخري، وعاش في دير في الفاتيكان حياة صمت وصلاة حتى وفاته في 31 ديسمبر 2022.
نورودوم سيهانوك
تخلى ملك كمبوديا نورودوم سيهانوك عن العرش مرتين، حيث حكم بلاده من 1941 حتى 1955، ثم من 1993 حتى 2004. وتنازل في المرة الأولى عن العرش لصالح والده، وفي المرة الثانية لصالح ابنه الأمير نورودوم سيهاموني.
ونورودوم سيهانوك شخصية رئيسية في بلاده، وهو مقدّس باعتباره ملكاً إلهياً، ولم يتول عرش المملكة فقط في خلال فترة 60 عاماً، بل تبوأ أيضاً منصب رئيس الوزراء (9 مرات) ومنصب رئيس للدولة، وتولى أحياناً منصبين في الوقت عينه.
وتوفي "الملك الأب" عشية عيد ميلاده الـ90 في العام 2012.
إدوارد الثامن
تنازل الملك إدوارد الثامن عن عرش المملكة المتحدة في ديسمبر 1936، بعدما اعتلاه لبضعة أشهر فقط مفضّلاً الزواج من واليس سيمبسون، وهي أميركية مطلّقة مرّتين.
وتوّج أخوه الأصغر ألبرت ملكاً خلفاً له باسم جورج السادس في مايو 1937، وهو والد الملكة إليزابيث الثانية.
وأصبح إدوارد الثامن دوق وندسور بعد تنازله عن العرش، وعاش في فرنسا حيث توفي عام 1972 عن عمر يناهز 77 عاماً.