المحكمة العليا الأميركية تقرر مصير ترمب في سباق الرئاسة قبل 5 مارس

ترمب يتهم بايدن باستخام الحكومة "كسلاح" ضده

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي في ولاية أيوا. 05 يناير 2023 - AFP
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي في ولاية أيوا. 05 يناير 2023 - AFP
دبي/واشنطن-الشرقوكالات

أعلنت المحكمة العليا الأميركية، الجمعة، أنها ستقرر ما إذا كان يمكن إبعاد الرئيس السابق دونالد ترمب من المشاركة في الانتخابات الرئاسية 2024، وذلك على ضوء القرار الذي اتخذته المحكمة العليا في كولورادو بإبعاده من الانتخابات التمهيدية للولاية، فيما اتهم ترمب الرئيس الحالي جو بايدن باستخدام "الحكومة كسلاح" ضده.

ويضع هذا الإعلان المحكمة العليا "بشكل مباشر" في قلب الحملة الرئاسية، إذ أنها ستنظر، للمرة الأولى، في التعديل الـ14 الذي اعتمدت عليه ولايتي كولورادو ومين لإبعاد ترمب، والفصل في هذه المادة سيحدد بشكل كبير مستقبل ترمب السياسي، وفق ما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".

ووافقت المحكمة العليا الأميركية، على قبول استئناف ترمب ضد القرار الصادر عن المحكمة العليا في ولاية كولورادو، والقاضي بمنعه من خوض الانتخابات التمهيدية للانتخابات الرئاسية في الولاية الغربية، بسبب "دوره في الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021".

واعترف القضاة بالحاجة إلى التوصل إلى القرار سريعاً، حيث سيبدأ الناخبون قريباً في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التمهيدية الرئاسية في جميع أنحاء البلاد. ومن المقرر أن يصدر القرار قبل 5 مارس المقبل.

وقالت المحكمة العليا المشكلة من 9 قضاة 3 منهم عينهم ترمب شخصياً، إنها ستستمع إلى المرافعات الشفهية في هذه القضية في 8 فبراير.

ورحبت حملة ترمب بإعلان المحكمة العليا، وقال متحدث باسمها: "نحن واثقون من أن المحكمة العليا العادلة ستؤكد بالإجماع الحقوق المدنية للرئيس ترمب، وحقوق التصويت للأميركيين جميعاً".

وطلب ترمب، الأربعاء، من المحكمة العليا إبطال القرار الصادر عن أعلى هيئة قضائية في كولورادو، والقاضي بمنعه من خوض الانتخابات التمهيدية في الولاية.

وكان محامو ترمب طعنوا، الثلاثاء، أمام قضاء ولاية مين بقرار مماثل اتخذته بحق الرئيس السابق، كاتبة هذه الولاية.

واعتبرت كلا الولايتين أن الرئيس السابق "ليس أهلا لتولي منصب الرئيس" بسبب موقفه خلال اقتحام حشد من أنصاره مقر الكونجرس، لإلغاء نتائج انتخابات 2020، التي فاز فيها الديمقراطي جو بايدن.

التعديل الـ14 للدستور الأميركي

وترتكز الولايتان إلى التعديل الـ14 لدستور الولايات المتحدة، الذي يمنع أي شخص سبق أن أقسم على الولاء لدستور الولايات المتحدة من أن يشغل أي منصب منتخب إذا ما نكث بقسم اليمين عبر مشاركته في تمرد.

وستنظر المحكمة العليا لأول مرة في معنى واختصاص التعديل الـ14، الذي تم اعتماده في عام 1868 بعد الحرب الأهلية. وتم استخدام هذا التعديل نادراً جداً، لدرجة أن أعلى محكمة في الولايات المتحدة لم يكن لديها فرصة سابقة لتفسيره.

ووفق "بلومبرغ" يعتبر الصدام حول هذا التعديل "نقطة محورية" في محاولة ترمب العودة إلى البيت الأبيض. ومن شأن أي قرار من المحكمة العليا لصالح الرئيس السابق أن ينهي الجهود في جميع أنحاء البلاد لإبعاده من الانتخابات، ولكن أي حكم ضد ترمب سيضع مستقبله السياسي على المحك.

وقال محامو ترمب إنه إذا لم يُبطَل هذا القرار القضائي "فستكون هذه أول مرة في تاريخ الولايات المتحدة يمنع النظام القضائي ناخبين من التصويت لمرشح رئيسي لحزب كبير في الانتخابات الرئاسية".

وأضاف المحامون أن "أهلية تولي منصب رئيس الولايات المتحدة هي مسألة يعود إلى الكونجرس حصراً النظر فيها، واتخاذ قرار بشأنها، وليس إلى محكمة ولاية".

وعلى غرار ولاية مين، استندت المحكمة العليا في كولورادو في قرارها بشأن عدم أهلية ترمب إلى "المادة الثالثة من التعديل الـ14 لدستور الولايات المتحدة".

وفي هذا الصدد دفع محامو ترمب في طلبهم المقدم إلى المحكمة العليا للولايات المتحدة بأن المادة الثالثة من التعديل الـ14 للدستور الأميركي لا تنطبق على موكلهم بصفته رئيساً، وأن ما جرى في 6 يناير لم يكن "تمرداً"، وأن ترمب "لم يشارك بأي حال من الأحوال في تمرد".

ترمب يرد على بايدن

واتهم دونالد ترمب، الجمعة، جو بايدن بـ"إثارة المخاوف" بعد أن قارن الرئيس الأميركي خطاب سلفه بخطاب "ألمانيا النازية".

وقال ترمب لأنصاره في أيوا، إن "سجلّ بايدن هو عبارة عن سلسلة متواصلة من الضعف وعدم الكفاءة والفساد والفشل... لهذا السبب نظّم جو المحتال في بنسلفانيا اليوم حملة مثيرة للشفقة لإثارة المخاوف".

وأضاف ترمب: "بايدن يستخدم الحكومة الفيدرالية كسلاح، لمهاجمة خصومه السياسيين، فيما يقول إنني أشكل تهديداً على الديمقراطية".

وفي وقت سابق، الجمعة، قال بايدن إن ترمب "مستعد للتضحية بديمقراطيتنا من أجل الوصول إلى السلطة"، واعتبر أن محاولة ترمب إعادة انتخابه تقوم على السعي لـ"الانتقام" من أعدائه السياسيين. وذكّر الأميركيين بأن الرئيس السابق وصف معارضيه بـ"الحشرات"، مشيراً إلى أنها "نفس اللغة المستخدمة في ألمانيا النازية".

واعتبر ترمب أن بايدن "أساء استخدام إرث جورج واشنطن"، من خلال إلقاء خطابه بالقرب من فالي فورج، في ولاية بنسلفانيا، حيث قاد أول رئيس للولايات المتحدة القوات خلال حرب الاستقلال.

كما سخر ترمب من طريقة إلقاء بايدن لخطابه، مشيراً إلى أنه "كان يتلعثم طوال كلمته". وأفادت "نيويورك تايمز" بأن بايدن يعاني التأتأة منذ الطفولة.

ووصف ترمب الأشخاص الذين يقضون أحكاماً بالسجن لدورهم في هجوم الكابيتول بأنهم "رهائن"، وقال إن الوقت الذي قضوه في السجن يعتبر "من أكثر الأمور حزناً في تاريخ بلادنا"، مضيفاً: "لم يتم معاملة أي شخص على مر التاريخ بنفس هذا السوء الذي يتعرض إليه هؤلاء الأشخاص".

وكرر ترمب اتهاماته بأن أعمال الشغب التي وقعت في 6 يناير كانت بتحريض من مكتب التحقيقات الفيدرالي.

تصنيفات

قصص قد تهمك