أعلن وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس، الاثنين، أن عام 2024 سيكون حاسماً بالنسبة للمملكة المتحدة وحلفائها، مشيراً إلى أنه سيتم فيه اتخاذ "خيارات استراتيجية للدفاع عن أنفسنا ضد التهديدات الدولية المتزايدة".
واعتبر شابس في خطاب ألقاه بقصر لانكستر هاوس بالعاصمة البريطانية لندن، أن عام 2024 سيكون لحظة لتقرير مستقبل الدفاعات الوطنية، لاسيما وأن بريطانيا لا تزال تتمتع بالقدرة على "التأثير على الأحداث العالمية".
وأضاف: "نحن في عصر جديد وعلينا أن نكون مستعدين لردع أعدائنا، ولقيادة حلفائنا، وللدفاع عن أمتنا كلما جاء النداء"، لافتاً إلى أن "أسس النظام العالمي تهتز. ونحن نقف على مفترق طرق".
ودافع عن قرار المملكة المتحدة بضرب أهداف للحوثيين في اليمن، مشيراً إلى أن العالم "أرسل رسالة واضحة للغاية" مفادها أن حياة المدنيين والاقتصاد العالمي يجب ألا تكون تحت التهديد.
الحوثيون وإيران
واعتبر شابس، الذي تم تعيينه وزيراً للدفاع في أغسطس من العام الماضي، أن علاقة إيران بالحوثيين في اليمن "واضحة للغاية"، مضيفاً أن الحكومة "تراقب الوضع بعناية شديدة" لمعرفة ما سيفعله الحوثيون".
وقال إن السفن التي تتعرض للهجوم في البحر الأحمر لا علاقة لها بالحرب بين إسرائيل وغزة، وفق تعبيره، مضيفاً أن المسؤولين الأميركيين والبريطانيين حذروا الحوثيين للتوقف والكف عن هجماتهم، مع رسائل مباشرة وغير مباشرة.
وأشار إلى أن هذه الهجمات "غير مقبولة" و"لا يمكن أن تستمر".
وقال شابس أمام مسؤولي الدفاع ونواب البرلمان بشأن قرار المملكة المتحدة بالانضمام إلى الضربات الأميركية على مواقع الحوثيين في اليمن: "لقد طفح الكيل"، مضيفاً أنه ورئيس الوزراء ريشي سوناك اختارا توجيه ضربات دون الحصول على موافقة البرلمان، والنتيجة هي أن الحوثيين تلقوا ضربة.
وتابع: "لذلك، أذنت أنا ورئيس الوزراء لسلاح الجو الملكي بتوجيه ضربات دقيقة باستخدام 4 طائرات من طراز تايفون FGR4 وبدعم من طائرتين من طراز Voyager للتزود بالوقود في الجو".
وأوضح أن وكلاء إيران تسبّبوا في إحداث الفوضى من إسرائيل إلى البحر الأحمر، مضيفاً أن البحرية الملكية البريطانية لعبت دوراً "رائعاً" في الدفاع عن الملاحة الدولية ضد هجمات الحوثيين.
زيادة الإنفاق الدفاعي
وقال شابس في كلمته إنه بسبب التهديدات الدولية المتصاعدة، فإن وزارته تسعى جاهدة لإنفاق 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي على الخطط الدفاعية، "في أقرب وقت ممكن"، لأن "عصر مكاسب السلام قد انتهى".
وقال شابس إن وزارته مصممة على بذل المزيد خلال 2024، معلناً أن المملكة المتحدة سترسل حوالي 20 ألف جندي لقيادة واحدة من أكبر مناورات حلف شمال الأطلسي "الناتو" منذ نهاية الحرب الباردة.
وتحدث أيضاً عن أهمية الردع، قائلاً إن الجيش بحاجة إلى "سياسة ردعية" في جميع المجالات، والتحديث باعتباره "أولوية حاسمة"، مشيراً إلى أنه تم استبدال عصر المثالية بالواقعية الصارمة.
وذكر وزير الدفاع البريطاني أن المعطى الجديد المثير للقلق هو أن العديد من أعداء بلاده أصبحوا مرتبطين ببعضهم البعض، إذ تجري روسيا والصين تدريبات مشتركة منتظمة، ويعتمد بوتين على الطائرات بدون طيار الإيرانية والصواريخ الباليستية الكورية الشمالية لتغذية قصفه في أوكرانيا.
وزاد: "إذا جمعنا كل ذلك معاً، فإن هذه التهديدات مجتمعة تهدد بتمزيق النظام الدولي القائم على قواعد السلام منذ نهاية الحرب العالمية الثانية".
الخطر النووي
كما قال شابس إن كوريا الشمالية تتعهد بتوسيع ترسانتها النووية. ثم هناك إيران، التي تصل نسبة اليورانيوم المخصب لديها إلى 83.7%، وهو المستوى الذي لا يمكن عنده استخدام اليورانيوم المدني.
وتابع: "بالعودة إلى أيام الحرب الباردة، كان هناك شعور بأننا نتعامل مع جهات فاعلة عقلانية، لكن هذه القوى الجديدة غير مستقرة وغير عقلانية إلى حد كبير".
واعتبر أن شبح الإرهاب والتهديدات من جانب جهات غير تابعة لدول بعينها، لا يزال يطارد العالم المتحضر.