باكستان تشن ضربات عسكرية داخل إيران.. وطهران تعلن سقوط 9 أشخاص

الخارجية الباكستانية: هجمات منسقة ودقيقة ضد "ملاذات إرهابية" في سيستان وبلوشستان

time reading iconدقائق القراءة - 7
طائرة مقاتلة تابعة للقوات الجوية الباكستانية (PAF) JF-17 Thunder تؤدي عرضاً عسكرياً خلال يوم باكستان في إسلام أباد، باكستان. 23 مارس 2022 - Reuters
طائرة مقاتلة تابعة للقوات الجوية الباكستانية (PAF) JF-17 Thunder تؤدي عرضاً عسكرياً خلال يوم باكستان في إسلام أباد، باكستان. 23 مارس 2022 - Reuters
إسلام أباد-أ ف برويترز

أعلنت باكستان، الخميس، أن الجيش شنّ سلسلة ضربات عسكرية ضد ما سمتها بـ"مخابئ إرهابية" في مقاطعة سيستان وبلوشستان في إيران، أسفرت عن قتل عدد ممن وصفتهم بـ"الإرهابيين" خلال عملية اعتمدت على معلومات استخباراتية، وذلك بعدما شنّت طهران ضربات ضد مواقع في باكستان أودت بحياة طفلين.

وأكدت إيران، أن باكستان هاجمت قرية حدودية في جنوب شرق البلاد، بعدة صواريخ، ما أسفر عن سقوط 9 أشخاص، بينهم ثلاث نساء وأربعة أطفال غير إيرانيين.

وقال الجيش الباكستاني إنه نفَّذ ضربات دقيقة في إيران باستخدام الطائرات المسيَّرة، والصواريخ، والأسلحة الموجهة عن بُعد، مضيفاً: "نجحنا في ضرب مخابئ تستخدمها منظمات إرهابية، لا سيما جبهة تحرير بلوشستان".

وأوضح الجيش في بيان: "التزمنا أقصى درجات الحذر خلال الضربات في إيران لتجنب وقوع أضرار جانبية".

فيما قال نائب حاكم محافظة سيستان وبلوشستان للشؤون الأمنية علي رضا مرحمتي، الخميس، إنه "في الساعة 4:30 صباحاً (بالتوقيت المحلي) سُمع دوي انفجارات في قرية حدودية، جراء عدة صواريخ أطلقت عليها"، موضحاً أن انفجاراً آخر وقع بالقرب من مدينة سارافان، لكن لم يسفر عن سقوط إصابات.

رئيس وزراء باكستان يقطع زيارته إلى دافوس

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية ممتاز زهرة بلوش، إن رئيس الحكومة المؤقتة أنوار الحق كاكار، سيختصر زيارته إلى دافوس، حيث يشارك في المنتدى الاقتصادي العالمي، بعد إعلان إسلام أباد عن ضربات في إيران.

وقالت بلوش في مؤتمر صحافي إن "كاكار قرر اختصار زيارته نظراً إلى التطورات المستمرة". مشددة على أن "العملية التي نُفّذت في إيران اليوم (الخميس) استهدفت الدفاع عن أمننا القومي".

إسلام أباد: هدفنا مصلحتنا الوطنية

وقالت الخارجية الباكستانية في بيان، إن "باكستان نفّذت هذا الصباح (الخميس) سلسلة ضربات عسكرية منسقة جداً ودقيقة ضد ملاذات إرهابية في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية"، مضيفة أن "عدداً من الإرهابيين قد قُتِلوا".

وأكدت أنها ستواصل "اتخاذ جميع الخطوات اللازمة للحفاظ على سلامة وأمن شعبنا"، وذلك في أعقاب شن إيران هجمات على مواقع داخل باكستان.

وأفادت الخارجية أن باكستان "تحترم بشكل كامل سيادة وسلامة أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، مشيرة إلى أن "الهدف الوحيد من تحرك اليوم هو السعي لتحقيق أمن باكستان ومصالحها الوطنية، وهو أمر بالغ الأهمية، ولا يمكن المساس به".

وذكرت الوزارة أن "باكستان عبَّرت لإيران مراراً طوال السنوات الماضية عن قلقها الشديد إزاء الملاذات الآمنة والمآوى التي ينعم بها إرهابيون من أصل باكستاني... في مساحات لا تخضع لسيطرة داخل إيران"، مشيرة إلى أنها قدمت أيضاً أدلة ملموسة على وجود هؤلاء الأشخاص وأنشطتهم.

وتابعت قائلة "نظراً لعدم اتخاذ إجراء حيال أوجه قلقنا البالغ، استمر هؤلاء الإرهابيون في إراقة دماء باكستانيين أبرياء، وهم يأمنون العقاب. وصباح اليوم تم اتخاذ تحرك في ضوء معلومات استخباراتية موثوق بها عن أنشطة إرهابية وشيكة واسعة النطاق". 
 
في الوقت نفسه، قالت بلوش، إن العملية التي نفذت في إيران اليوم تمت بناء على معلومات استخباراتية قوية "واستهدفت الدفاع عن أمننا القومي". وأضافت: "إيران دولة شقيقة ونحترم بشكل كامل سيادتها، وسنواصل حل المشاكل عن طريق الحوار".

لكنها شددت على أن بلادها لن تسمح بتهديد سيادتها إطلاقاً "تحت أي مسمى أو أي ظروف"

باكستان تستهدف 7 مواقع بإيران

وقال مصدر استخباراتي باكستاني كبير، غير مخوّل بتقديم معلومات لوسائل الإعلام، لوكالة "فرانس برس": "يمكنني فقط أن أؤكد أننا نفّذنا ضربات ضد مجموعات مسلحة مناهضة لباكستان استُهدِفَت داخل إيران".

وأوضح مسؤول أمني باكستاني لشبكة CNN الأميركية، أن إسلام أباد استهدفت 7 مواقع داخل إيران.

وأشار مصدر بالمخابرات الباكستانية لوكالة "رويترز" إلى أن الضربات نفَّذتها طائرات عسكرية، و"عادت بنجاح بعد استهداف مخابئ"، لافتاً إلى أن "الضربات استهدفت مسلحين بلوش داخل إيران".

وأردف أن "المسلحين المستهدفين ينتمون إلى جبهة تحرير بلوشستان"، التي تسعى إلى استقلال إقليم بلوشستان الباكستاني.

دعوات للوساطة والتهدئة

عبَّرت الصين عن استعدادها للتوسط بين باكستان وإيران بعد تبادل للقصف عند الحدود بين البلدين.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينج في مؤتمر صحافي: "يأمل الجانب الصيني بشكل صادق أن يكون بإمكان الطرفين التهدئة وممارسة ضبط النفس وتجنّب تصعيد التوتر".

وأضافت نينج: "نحن على استعداد للعب دور بنّاء في خفض التصعيد في حال رغب الطرفان بذلك".

ومن جهته، دعا كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني جميع الأطراف لممارسة أقصى درجات ضبط النفس، مضيفاً: "نراقب الوضع من كثب".

انفجارات في إيران

وسُمع دوي انفجارات عدة صباح الخميس في جنوب شرق إيران المضطرب، بعد يومين على تنفيذ طهران ضربات ضد "أهداف إرهابية" في باكستان.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن مسؤول في محافظة سيستان بلوشستان قوله إن دوي "انفجارات سُمع في مناطق عدة بمحيط مدينة سارافان".

وكانت وسائل إعلام إيرانية رسمية أعلنت، الثلاثاء، أن طهران شنت هجوماً صاروخياً على مجموعة "جيش العدل" في باكستان، والتي تنتمي إلى عرقية البلوش.

وشكّل "جيش العدل" عام 2012 أعضاء سابقين بمنظمة في سيستان-بلوشستان التي تُعد واحدة من أكثر مناطق إيران فقراً، والتي يعيش فيها عدد كبير من الأقلية البلوشية، بحسب وكالة "فرانس برس".

وأعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الأربعاء، أن بلاده استهدفت ما أسماه "مجموعة إرهابية إيرانية" في باكستان المجاورة، و"لم تستهدف أي مواطن باكستاني"، غداة إعلان إسلام آباد سقوط طفلين في ضربة جوية شنّتها طهران الثلاثاء، مشدداً على أن طهران تحترم سيادة باكستان، إلا أنها "لن تقبل تهديد أمنها القومي".

وقال الوزير الإيراني خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس "تمّ استهداف ما يسمى جماعة جيش العدل، وهي مجموعة إرهابية إيرانية". ويعد عبد اللهيان أول مسؤول إيراني يؤكد رسمياً هذه العملية التي أودت بحياة طفلين، بحسب السلطات الباكستانية.

تصنيفات

قصص قد تهمك