جماعة "جيش العدل".. سنوات من الصراع مع إيران ومساع للاستقلال

إيران استهدفت مواقع للجماعة في الأراضي الباكستانية ما أثار توتراً مع إسلام أباد

time reading iconدقائق القراءة - 5
جندي من شرطة بلوشستان يقف بجانب حطام طائرة هليكوبتر. 7 يونيو 2018 - REUTERS
جندي من شرطة بلوشستان يقف بجانب حطام طائرة هليكوبتر. 7 يونيو 2018 - REUTERS
دبي/إسلام أباد/طهران-الشرقأ ف ب

أثارت الضربات الإيرانية الثلاثاء، على مواقع في باكستان قالت إنها لجماعة "جيش العدل" المسلحة المناوئة لطهران، التوتر مع إسلام أباد، التي نددت بانتهاك سيادتها، واستدعت سفيرها في طهران، بعد أن أدت الضربات إلى سقوط طفلين.

وتصنف إيران جماعة "جيش العدل" على أنها "مجموعة إرهابية"، وتتهمها بالعمل من قواعد في باكستان، ولكن كيف نشأت هذه الجماعة، وما هي أهدفها؟

يعتبر "جيش العدل" امتداداً لتنظيم "جند الله"، الذي أطلق تمرداً ضد إيران عام 2000، وشنّ لـ10 سنوات "تمرداً" ضد المدنيين والمسؤولين في جنوب شرق إيران، المنطقة الحدودية المضطربة، لكن هذه الجماعة أصابها الوهن منذ أعدمت إيران قائدها عبد الملك ريغي في العام 2010 بعد أن اعتقلته في عملية لافتة، بحسب وكالة "فرانس برس".

وكان ريغي تلك السنة في رحلة جوية متجهة إلى قرغيزستان، حين اعترضت مقاتلات إيرانية الطائرة، وأجبرتها على الهبوط في إيران، قبل أن تعتقله.

أين ينشط "جيش العدل" وما هي أهدافه؟

وعلى غرار "جند الله"، ينشط تنظيم "جيش العدل" في ولاية سيستان بلوشستان، وفي باكستان المحاذية حيث يتلقى دعماً من قبائل البلوش.

وتقع محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران على الحدود بين باكستان وأفغانستان، وتُعد ثاني أكبر المحافظات الإيرانية من حيث المساحة، وعاصمتها زاهدان.

وتتكون المحافظة من 7 أقاليم بين سيستان شمالاً وبلوشستان جنوباً، وتعتبر عرقية "البلوش" أكبر جماعة تعيش هناك، وهي تطالب بالانفصال وتأسيس "الدولة البلوشية".

متى تأسس "جيش العدل"؟

تأسس "جيش العدل" في العام 2012 على يد صلاح الدين فاروقي الناشط المعروف بمعارضته لدعم إيران للرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية في سوريا.

ومذاك، أعلن مسؤوليته عن عشرات الهجمات الدامية التي استهدفت قوات الأمن الإيرانية في هذه المنطقة المضطربة، وكذلك عن عمليات خطف أيضاً.

وتصنف إيران هذا التنظيم الذي تطلق عليه تسمية "جيش الظلم" جماعة "إرهابية"، وتقول إنه يتلقى دعماً من الولايات المتحدة وإسرائيل.

وشنت جماعة "جيش العدل" عدة هجمات ضد قوات أمن إيرانية منذ تأسيسها، ففي أكتوبر عام 2013، قتل 14 من عناصر الحرس الثوري في كمين قرب الحدود مع باكستان، فيما أكد "جيش العدل" مسؤوليته عن الهجوم، مشيراً إلى أن ذلك رداً على ما سماه "جرائم الحرس الثوري في سوريا".

وانتقاماً لذلك، أعلنت إيران أنها أعدمت 12 "متمرداً" وأن قواتها قتلت لاحقاً 4 من عناصر الجماعة قرب مدينة ميرجاوه الحدودية.

والشهر التالي، قتل المدعي العام لمدينة زابول على الحدود الإيرانية الأفغانية بالرصاص في عملية تبناها "جيش العدل" أيضاً.

"جيش العدل".. عمليات عبر الحدود

وفي فبراير 2014، تعرض 5 جنود إيرانيين للخطف، وتم اقتيادهم عبر الحدود إلى باكستان، ما ساهم في توتر العلاقات بين طهران وإسلام آباد.

وحذّرت طهران آنذاك أنها قد ترسل قوات عبر الحدود لتحرير الجنود، كما استدعت القائم بالأعمال الباكستاني لتطلب من إسلام آباد في بيان "التحرك بحزم ضد قادة وعناصر الجماعة الإرهابية الذين فروا إلى باكستان"، لكن "جيش العدل" أعدم جندياً في مارس 2014، قبل أن يطلق سراح الأربعة الباقين، ويسلمهم إلى إيران مع جثمان الجندي الخامس.

اضطرابات دامية

وشهد إقليم سيستان وبلوشستان اضطرابات كبيرة خلال التظاهرات التي اجتاحت إيران سبتمبر 2022، احتجاجاً على وفاة الشابة الكردية مهسا أميني أثناء احتجازها من قبل شرطة "الأخلاق"، واستمرت حتى مطلع 2023.

وتحوّلت الكثير من تلك التظاهرات إلى اضطرابات دامية سقط فيها عشرات الضحايا.

وفي أكتوبر 2022، أغلقت إيران معبراً رئيسياً على حدودها مع باكستان، وسط الاضطرابات الدامية، التي شهدتها سيستان وبلوشستان.

وأودى حادث إطلاق نار حينها، بحياة رئيس الاستخبارات الإقليمية في "الحرس الثوري" العقيد علي موسوي. وتبنَّت جماعة "جيش العدل" مسؤوليتها عن قتله.

وفي ديسمبر الماضي، أودى هجوم استهدف مقر قوى الأمن الداخلي في مدينة راسك بمحافظة سيستان وبلوشستان، بحياة 11 من رجال الشرطة الإيرانية، وأصاب 8 آخرين.

وقالت وكالة "تسنيم" الإيرانية آنذاك، إن جماعة "جيش العدل" المسلحة التي تنشط في المنطقة، أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم.

وأفادت الوكالة بأنه تم نقل جرحى الهجوم إلى مدينة زاهدان بواسطة مروحية لتلقي المزيد من العلاج، وأن القوات الأمنية تلاحق "الإرهابيين" في النقاط الحدودية بين إيران وباكستان.

تصنيفات

قصص قد تهمك