دبي -الشرق
لم يحسم الأوروبيون خلال اجتماعهم الشهري في بروكسل، الاثنين، طريقة عمل وشكل المهمّة العسكرية الأوروبية المحتملة في البحر الأحمر، والتي تهدف إلى حماية السّفن من هجمات الحوثي في اليمن، فيما أكد وزير الخارجية الإسباني، خوسيه إيمانويل ألباريس، أن مهمة الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر ستتحدد في فبراير، مشيراً إلى أن مشاركة إسبانيا في هذه الخطة "غير واردة".
واتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي من "حيث المبدأ" على تنظيم مهمة تهدف إلى حماية السفن من هجمات الحوثيين حول شبه الجزيرة العربية، فيما من المقرر نشر 3 سفن عسكرية تحمل أعلام الاتحاد الأوروبي لحماية السفن التجارية ودعم التحالف الأميركي، الموجود في المنطقة منذ 18 ديسمبر الماضي، وفق صحيفة "لوموند" الفرنسية.
وأشار ألباريس في مؤتمر صحافي بعد حضوره اجتماع مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي في بروكسل، إلى أن الاجتماع ناقش تفاصيل العملية، "لكن لم نتخذ أي قرار"، مضيفاً أن إسبانيا قررت عدم المشاركة في هذه العملية، ولن ترسل ضباط اتصال إلى البحر الأحمر.
وأكدت وزيرة الدفاع الإسبانية، مارجريتا روبلز، في وقت سابق، أن بلادها لن تشارك في المهمة المرتقبة للاتحاد الأوروبي، قائلة: "لا نعرف حتى الآن ما إذا كان الاتحاد الأوروبي سينشئ مهمة جديدة، لكن إذا حدث ذلك، فإن مدريد لن تشارك في البحر الأحمر، لأنها تشارك حالياً في 17 مهمة".
انقسامات داخلية
وطفت انقسامات داخلية إلى السطح بشأن حجم مشاركة الأوروبيين في هذه المهمة والدول المعنية، فيما أكد منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن دول الاتحاد الأوروبي مازالت تعمل على تفاصيل العملية، ولم تقرر بعد في الدول التي سترسل سفناً للمشاركة في العملية وتحديد قواعد الاشتباك في حالة وقوع هجوم على هذه السفن.
وقرّر الاتحاد الأوروبي، نشر سفن حربية أوروبية وأنظمة إنذار مبكر محمولة جواً لحماية سفن الشحن والدفاع عنها في حالة وجود تهديد. ولا توجد خطط للمشاركة في العمليات الأميركية والبريطانية ضد مواقع الحوثيين في اليمن، وفق صحيفة "لوسوار" البلجيكية.
وقال بوريل في تصريحات على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، الاثنين: "لم تعارض أي دولة الاقتراح". وأضاف أن بعض الدول قد تقرر عدم المشاركة، لكن هذا لا يعني أنها ضد العملية".
ولا يزال يتعين على الاتحاد أن يحدد التفويض الدقيق للعملية، ويحدد الدولة التي ستتولى القيادة. وسيتم إدراج هذه العناصر في "قواعد الاشتباك" والنصوص القانونية التي لم تتم الموافقة عليها رسمياً بعد.
ونقلت مصادر مطلعة، أن العملية قد تنطلق بعد الاجتماع القادم لوزراء الخارجية الأوروبيين في 19 فبراير. وقال دبلوماسي أوروبي: "نطمح أن نتحرك بسرعة"، وفق صحيفة "لوسوار".
واتفق وزيرا الدفاع الفرنسي والإيطالي، خلال مكالمة هاتفية، على الحاجة إلى زيادة التعاون الفرنسي الإيطالي للتعامل مع التحديات المشتركة في البحر الأحمر، وأصرا بشكل خاص على دعم "مهمة أوروبية يمكن أن تنضم إليها أيضاً دول من خارج الاتحاد الأوروبي".
فرقاطات وسفن
وقالت بلجيكا إنها ستشارك في الأسطول الأوروبي المحتمل بفرقاطة لويز ماري. كما تخطط ألمانيا أيضاً للمشاركة من خلال فرقاطة من طراز "هيسن"، إذا تمت الموافقة على الفكرة من قبل البوندستاج (البرلمان الألماني)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.
في المقابل، أعربت إسبانيا عن رفضها المشاركة، استناداً إلى التزامها بالسلام والعدد الكبير من البعثات الموجودة خارج البلاد. وبحسب الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الإسبانية، تشارك إسبانيا في 17 مهمة دولية، يشارك فيها ما يصل إلى 3000 جندي وحارس مدني.
وفي إيطاليا، رفضت الحكومة، المشاركة في الضربات الأميركية البريطانية ضد "الحوثيين"، موضحة أنها تفضل انتهاج سياسة "التهدئة" في البحر الأحمر.
وقال مصدر لوكالة "رويترز"، الأسبوع الماضي، إن الحكومة كانت ستحتاج إلى الحصول على موافقة البرلمان للمشاركة في أي عمل عسكري، ما يجعل الموافقة السريعة مستحيلة.
عملية "أتالانتا"
والعام الماضي، درس الاتحاد الأوروبي إمكان توسيع عملية "أتالانتا" المتمحورة على حماية الملاحة البحرية قبالة سواحل الصومال، لكن إسبانيا عطلت هذه المبادرة.
ويشن "الحوثيون" الذين يسيطرون على أجزاء من اليمن هجمات بواسطة صواريخ ومسيّرات منذ 19 نوفمبر قرب مضيق باب المندب الفاصل بين شبه الجزيرة العربية وإفريقيا.
وحولت العديد من شركات الشحن، مسارات سفنها بعيداً عن البحر الأحمر في أعقاب هجمات "الحوثي" التي تسيطر على مناطق كبيرة من اليمن.
وفي الأيام القليلة الماضية، نفذت الولايات المتحدة، سبع جولات من الضربات الجوية على مواقع عسكرية للحوثيين، استهدفت قواعدهم الجوية ومواقع الإطلاق المحتملة للصواريخ. ويبدو أن إيقاع هجمات الحوثيين على الشحن قد تباطأ في الوقت الحالي، بينما زادت الدوريات البحرية للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
ومع ذلك، تظل هناك مخاطر على الاقتصاد العالمي، إذ تواصل العديد من السفن، تجاوز تلك المنطقة لخوض رحلة أطول حول رأس الرجاء الصالح. وأدى ذلك إلى زيادة تكاليف الشحن التي قد ترفع التضخم العالمي.
تصنيفات
