وافق البرلمان التركي، الثلاثاء، على بروتوكول انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، في تصويت حاسم، بعد 20 شهراً من المفاوضات بين أنقرة وستوكهولم، فيما رحب رئيس الوزراء السويدي بالخطوة التركية، قائلاً إن بلاده باتت على بعد "خطوة واحدة" من الانضمام إلى الناتو.
وصادق البرلمان التركي على طلب ستوكهولم الانضمام إلى الحلف بموافقة 287 مشرّعاً مقابل 55 صوتاً معارضاً، لتصبح بذلك المجر العائق الأخير أمام نيل السويد العضوية في التكتل الدفاعي.
وقدّمت السويد في مايو 2022، عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، ترشيحها لعضوية حلف شمال الأطلسي، تزامناً مع فنلندا، التي أصبحت في أبريل 2023 العضو الـ31 في الحلف. وكانت تركيا مع المجر آخر دولتين منضويتين في الحلف تعرقلان انضمام ستوكهولم.
انضمام السويد إلى الناتو
بدوره، قال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون، الثلاثاء، إن السويد باتت على بعد خطوة واحدة من نيل العضوية الكاملة في "الناتو".
وأضاف عبر منصة "X": "نحن اليوم على بعد خطوة واحدة من نيل العضوية الكاملة في حلف شمال الأطلسي. تصويت البرلمان التركي بكامل هيئته لصالح انضمام السويد للحلف أمراً إيجابياً".
كما رحب أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرج بخطوة تركيا للتصديق على عضوية السويد، وحث المجر على فعل الشيء نفسه.
وقال ستولتنبرج، في بيان: "أرحب بتصديق الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا على عضوية السويد في الناتو"، مضيفاً أنه "سيعتمد على المجر لاستكمال تصديقها الوطني في أقرب وقت ممكن".
وقبل جلسة التصويت الحاسمة التي وافق فيها البرلمان التركي على الطلب، أكد دولت بهجلي، الحليف الرئيسي للرئيس رجب طيب أردوغان والذي يحظى بفضله الرئيس التركي بالأغلبية المطلقة في البرلمان، أن نوابه سيصوتون لصالح انضمام السويد إلى الناتو.
ودعا رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان نظيره السويدي إلى بودابست، الثلاثاء، لمحاولة حل خلافاتهما، لكن وزير خارجية السويد رد على الدعوة قائلاً إنه "ليس هناك سبب" لدى بلاده للتفاوض حالياً مع المجر.
ومن ناحية أخرى، ولتلبية مطالب أنقرة عدّلت السويد دستورها، واعتمدت قانوناً جديداً لمكافحة الإرهاب، بعدما اتهمت تركيا ستوكهولم بأنها تؤوي مجموعات كردية تعتبرها أنقرة "إرهابية".
دعم الحزب الحاكم
وفي مطلع ديسمبر الماضي، اشترط أردوغان للموافقة على انضمام السويد أن يصادق الكونجرس الأميركي على بيع مقاتلات F-16 لأنقرة، علماً أنها في حاجة ماسة إليها.
وقال مسؤول تركي كبير لـ"بلومبرغ "، الاثنين، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن "حزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ويسيطر على الأغلبية في البرلمان إلى جانب حليفه القومي (الحركة القومية)، يسعى للحصول على الموافقة البرلمانية للمصادقة على انضمام السويد إلى حلف (ناتو) وهي مسألة طال انتظارها".
ووافقت لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان التركي في ديسمبر الماضي، على طلب السويد الانضمام إلى عضوية "الناتو" المعلق منذ مايو 2022، بسبب مماطلة تركيا والمجر في التصديق على طلب العضوية.