أميركا تستعد لأطول حملة انتخابية بين أكبر مرشحين سناً في تاريخها

time reading iconدقائق القراءة - 11
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث داخل مصنع في بلدة سوبريور بولاية ويسكونسن. 25 يناير 2024 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث داخل مصنع في بلدة سوبريور بولاية ويسكونسن. 25 يناير 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

تستعد الولايات المتحدة لحملة انتخابات رئاسية مختلفة كثيراً هذا العام تعد الأطول فيما يتعلق بتوقيت بدء المنافسات والأعلى تكلفة بحسب بعض التقديرات، وستنحصر غالباً بين المرشحين الأكبر سناً في تاريخ البلاد، وهما الرئيس الديمقراطي جو بايدن، وسلفه الجمهوري دونالد ترمب، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".

ورجحت الصحيفة الأميركية في تقرير، السبت، أنه إذا نجح ترمب في الحصول على بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري قريباً، سيخوض الرجلان سباقاً ماراثونياً فردياً إلى الانتخابات العامة في 5 نوفمبر المقبل، وصفته بأنه "اختبار تحمل" يهدد بإثارة المتاعب لكلا المرشحين، وموظفي حملتيهما، وللناخبين الذين قالوا إنهم يخشون إعادة تكرار مواجهة عام 2020.

وأشارت إلى أن كلاً من بايدن (81 عاماً)، وترمب (77 عاماً)، أيضاً "عرضة للأخطاء"، وسيكونان في دائرة الضوء لعدة أشهر، وستحتاج حملتيهما للتفكير في كيفية إدارة وتيرة تحركاتهما خلال هذه الجولة الطويلة، بالإضافة إلى ضبط عمليات جمع وإنفاق الأموال.

"أخطاء" لفتت الانتباه

وخلال الأيام الماضية، ارتكب كل من بايدن وترمب "أخطاء" لفتت الانتباه إلى أعمارهما، فخلال حديث في البيت الأبيض، خلط بايدن بين اسمي وزيرين في حكومته، فأبدل بالخطأ اسم وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس، ووزير الصحة والخدمات الإنسانية خافيير بيسيرا.

والأسبوع الماضي، خلط ترمب بين منافسته الجمهورية سفيرة الأمم المتحدة السابقة نيكي هيلي، ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي خلال تجمع انتخابي في نيو هامشر، اتهم فيه هيلي بعدم تأمين الكابيتول خلال أحداث السادس من يناير 2021، التي يواجه فيها اتهامات بـ"التحريض".

وفاز ترمب بشكل متتابع في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري بولايتي نيو هامشر وأيوا، ما جعل التصويت المباشر بينه وهيلي يبدو وكأنه أمر لا مفر منه. ورغم أن هيلي أعلنت أنها تعتزم البقاء في السباق، فإن لديها فرصة ضئيلة للغاية في هزيمة ترمب، بحسب الصحيفة.

وهذا لا يحدث أبداً في يناير، وهو وقت مبكر للغاية. فحتى في تاريخ التحركات السريعة نحو الترشيح، كما حدث في عامي 1996 و2000، حولت الانتخابات التمهيدية التنافسية الانتباه لمرشح واحد على الأقل في وقت متأخر من مارس.

"اختبار تحمل"

ووفقاً لـ"وول ستريت جورنال"، ستختبر المواجهة المطولة التي ربما تجمع بين بايدن وترمب قدرة المرشحين على التحمل، وستعيد توزيع إنفاق أموال الحملة الانتخابية، وستؤثر في المساحة المتاحة للصفقات في الكونجرس.

ومن المتوقع أن تتدفق مئات الملايين من الدولارات الإعلانية إلى 6 من الولايات الحاسمة، التي من المرجح أن تحدد ملامح نتيجة الانتخابات. وفي حين يسعى الجانبان بالفعل لجذب متبرعين لتمويل السباق الطويل، يزداد شعور بعض الناخبين بالإرهاق والضجر بالفعل.

ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أن الحملات الانتخابية الحالية غير تقليدية، إذ يواجه رئيس حالي رئيساً سابقاً، وهذا يعني أن أياً منهما لن يحتاج إلى تعريف نفسه للشعب الأميركي.

وبالنسبة لترمب، يشمل ذلك تميزه كأول رئيس أميركي سابق متهم بجرائم فيدرالية، يواجه 91 تهمة مرتبطة بتعامله مع وثائق سرية، وجهوده لقلب نتيجة الانتخابات الرئاسية عام 2020.

في حين يهدف فريق بايدن إلى تذكير الناخبين الأميركيين بما لم يعجبهم خلال فترة ترمب الأولى ولماذا صوّتوا ضده، ويعتقد مسؤولو حملته منذ فترة طويلة أن أرقام استطلاعات الرأي الباهتة للرئيس ستتحسن بمجرد أن يركز الناخبون على الأحداث والفوضى التي أحاطت بترمب وقراره التشبث بالسلطة بعد انتخابات 2020.

ومع اقتراب المنافسة، بدأ بايدن في مهاجمة ترمب بشكل مباشر، وعلى نحو أكبر. وتسلط الحملة الضوء على التعليقات التي أدلى بها الرئيس السابق، والتي تشير إلى أنه سيحكم كـ"ديكتاتور" في أول يوم له بمنصبه، وتقول إن ترمب سيشكل مزيداً من التهديد لحقوق الإجهاض.

"ورقة الاقتصاد"

ويعتزم ترمب وفريقه مطالبة الناخبين بتذكر اقتصاد ما قبل الجائحة، عندما كانت تكلفة اقتراض الأموال منخفضة، وكان الغاز أقل تكلفة، فيما يصر الرئيس السابق أن العالم كان يشعر بمزيد من الاستقرار آنذاك، عندما كان الجيش الروسي "هادئاً"، والشرق الأوسط "أقل اضطراباً".

وكان التضخم ارتفع بعد تولي بايدن منصبه، لكنه تراجع منذ ذلك الحين، بينما ارتفعت الأجور وسط سوق عمل مقيدة، وسجلت الأسهم مستويات ارتفاع قياسية هذا العام.

كما سيطرح ترمب الذي ركز أكثر على بايدن خلال فعالياته الأخيرة، خلال الانتخابات العامة مسألة الهجرة، ويكرر الاتهامات بأن الديمقراطيين "متساهلون على الحدود"، ما يسمح بالهجرة غير الشرعية وتدفق مخدر الفنتانيل، بحسب الصحيفة، التي ذكرت أنه عندما سئل بايدن مؤخراً عما إذا كانت الحدود آمنة، أجاب: "لا، ليس كذلك"، ودفع الجمهوريين إلى الموافقة على إصلاح شامل يقترحه.

ويقر مساعدو ترمب بأن محاكماته المختلفة ستجعل الالتزام بالجدول صعباً، وربما تبعده عن المسار. وحتى الآن، أدرج ترمب إجراءات المحاكمة في حملته، واستخدمها لإشعال حماس أنصاره بادعاءات لا تستند إلى أدلة بأن بايدن "يدبر الاتهامات".

وستمر أسابيع قبل أن يفوز أي من المرشحين بما يكفي من أصوات المندوبين لحسم ترشيح حزبهما رسمياً. وستقام أول انتخابات تمهيدية رسمية للحزب الديمقراطي في ولاية ساوث كارولينا في 3 فبراير. ومن المرجح أن يحصل كلا الفريقين على المندوبين اللازمين بحلول مارس.

ترمب يتصدر

وتعطي معظم استطلاعات الرأي الوطنية التي أجريت خلال الأسابيع الأخيرة ترمب ميزة على بايدن، أو تظهر أن الاثنين متقاربان.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته "رويترز" ومؤسسة "إبسوس"، الخميس، أن ترمب يتقدم على بايدن بنسبة 6 نقاط مئوية بحصوله على 40% مقابل 34%. وقال نحو 70% ممن شملهم الاستطلاع، ويشمل ذلك قرابة نصف الديمقراطيين، إنهم يرون أنه لا ينبغي لبايدن أن يسعى لإعادة انتخابه. 

وقال 56%، بما في ذلك نحو ثلث الجمهوريين، إن ترمب لا ينبغي أن يترشح. ووافق ثلاثة أرباع من شملهم الاستطلاع على أن بايدن أكبر سناً من أن يعمل في الحكومة. وقال نصفهم ذلك عن ترمب.

وكان التحوّل نحو الانتخابات العامة الأسبوع الماضي ملموساً في الكابيتول، وقال زعيم الأقلية الجمهورية بمجلس الشيوخ السناتور عن ولاية كنتاكي ميتش ماكونيل في أحاديث خاصة، لجمهوريين آخرين، الأربعاء، إن السياسة تغيرت عند التوصل إلى اتفاق مع البيت الأبيض لإصلاح نظام الهجرة في البلاد.

وقال ماكونيل إنه "يكره فعل أي شيء يضر بفرص حامل لواء حزبه"، وهو اعتراف بأن زملاءه في مجلس الشيوخ الجمهوريين في مأزق بالنظر إلى أن بعض الجمهوريين، لا يريدون إضعاف قدرة ترمب على الترشح، بسبب الأزمة على الحدود.

واتفاق الحدود، الذي جعله الجمهوريون شرطاً للموافقة على تقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، هو واحد ضمن قائمة طويلة من البنود غير المكتملة في الكونجرس.

ولم يتفق المشرعون بعد على خطط الإنفاق للعام بأكمله، وربما يضطرون لفرض إغلاق جزئي على الحكومة الفيدرالية خلال الأسابيع المقبلة.

أكبر مرشحين

"وول ستريت جورنال" نوّهت بأن كلا المرشحين تقدم في السن بشكل ملحوظ منذ الحملة الانتخابية الرئاسية الأخيرة، وأشار طبيب بايدن إلى أن مشية الرئيس تصلّبت، وهو أمر يعزوه إلى تغيرات مرتبطة بالعمر في العمود الفقري.

ويرتدي بايدن أحياناً أحذية رياضية مع بدلاته، وبدأ في استخدام درج أصغر للصعود إلى الطائرة الرئاسية لتقليل مخاطر التعثر. وهو نفسه يمزح بشأن عمره، ويشير إلى أنه يُكسبه حكمة.

فيما لفت ترمب الانتباه إلى تراجع مستوى لياقته البدنية، ففي ديسمبر الماضي، أثناء حضوره جلسة استماع في المحكمة، رأى الرئيس السابق رسماً لنفسه وقال للفنان: "يجب أن أفقد بعض الوزن".

وزار بايدن بالفعل ولايات نورث كارولينا وبنسلفانيا وويسكونسن، وهي 3 من 7 ولايات من المتوقع أن يتم فيها حسم الانتخابات العامة، وهو يستخدم الخطب الرئيسية عن حماية الديمقراطية وحقوق الإجهاض لتسليط الضوء على مواضيع حملته أو الوصول إلى كتل التصويت الرئيسية. كما أنه يقوم بفعاليات صغيرة تعيد الحملة الترويج لها على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأثناء توقفه مؤخراً خلال تجمع انتخابي في نورث كارولاينا، زار منزلاً متواضعاً لإجراء مناقشة استمرت قرابة ساعتين مع عائلة استفادت من جهوده لإلغاء قروض الطلاب.

وبعد ذلك، نشر أحد أفراد الأسرة مقطع فيديو لزيارة بايدن على منصة الفيديوهات القصيرة "TikTok"، وحقق 3.7 ملايين مشاهدة، متجاوزاً ما يتحقق من البرامج الإخبارية التقليدية.

وينخرط ترمب، المعروف باحتفالاته، في فعاليات أصغر داخل قاعات الفنادق، تمنحه شهرة إعلامية، ولكنها أقل تكلفة من التجمعات، التي يمكن أن يكلف الواحد منها ما يصل إلى 250 ألف دولار.

أغلى دورة انتخابية

مع ذلك، ثمة توقعات بأن تكون الدورة الانتخابية الحالية هي الأغلى على الإطلاق، مدفوعة جزئياً بالسباق الرئاسي الذي يشهد منافسة شرسة، والمعركة من أجل الكونجرس.

ومن المتوقع أن يصل الإنفاق على الإعلانات السياسية إلى 10.2 مليار دولار لهذه الدورة الانتخابية، بزيادة 13% عن دورة الانتخابات الماضية، حسبما ذكرت شركة تتبع الإعلانات الأميركية AdImpact.

وعلى الرغم من الهيمنة المتزايدة للإعلان الرقمي، لا يزال البث التلفزيوني هو الوسيلة المفضلة للمرشحين، ومن المتوقع أن يمثل نحو نصف جميع نفقات الإعلانات الانتخابية، حسبما ذكرت الشركة.

وبالنسبة للعديد من الناخبين، فإن احتمال الاختيار بين مرشحين لا يحظيان بشعبية، يعد "أسوأ جزء" في الحملة الرئاسية لهذا العام.

تصنيفات

قصص قد تهمك