قال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، الجمعة، إن استبدال قائد الجيش الأوكراني "لن يؤثر" في مسار الحرب الدائرة منذ قرابة العامين بين موسكو وكييف، وذلك غداة إعفاء فاليري زالوجني وتعيين قائد القوات البرية أولكسندر سيرسكي خلفاً له.
وأضاف بيسكوف: "لا نعتقد أن هذه الخطوة عامل مؤثر في مسار العملية العسكرية الخاصة"، وهي التسمية الرسمية التي تعتمدها روسيا للحرب في أوكرانيا، مشدداً على أن الهجوم "سيستمر حتى تُحقق الأهداف المحددة له".
وعيّن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، أولكسندر سيرسكي، قائداً جديداً للجيش، في وقت تحظى فيه القوات الروسية باليد العليا بعد ما يقرب من عامين من الحرب، وفق وكالة "رويترز".
ووصف زيلينسكي، القائد الجديد الذي كان يتولى قيادة القوات البرية، بأنه "الجنرال الأكثر تمرساً في أوكرانيا"، لافتاً إلى أنه قاد الدفاع عن كييف في بداية الحرب، ثم الهجوم المضاد في خريف 2022، والذي تسبب في انتقادات كبيرة لأوكرانيا، بسبب عدم تحقيقه النتائج المطلوبة.
ودعا زيلينسكي، قيادته العسكرية الجديدة، إلى وضع استراتيجية لهزيمة القوات الروسية، وقال: "لا يمكن أن يكون عام 2024 ناجحاً بالنسبة لأوكرانيا، إلا إذا أجرينا تغييرات فعالة في أسس دفاعنا، ألا وهي القوات المسلحة الأوكرانية".
ويتولى سيرسكي، زمام القيادة، وسط حالة بالغة من عدم اليقين، إذ تنتظر كييف، مساعدات عسكرية حيوية من الولايات المتحدة تأخرت بسبب خلال سياسي هناك منذ عدة أشهر.
ويأتي التغيير الذي جاء بقيادة عسكرية جديدة بعد شهور من التكهنات بشأن خلاف بين زيلينسكي وزالوجني، الذي يعتبره العديد من الأوكرانيين "بطلاً قومياً".
وقاد زالوجني الذي يتمتع بشعبية كبيرة، الجيش الأوكراني منذ بداية الحرب، وتمكن من صد الجيش الروسي في الأشهر الأولى من الحرب، لكن فشل الهجوم المضاد الذي تم تعليق الآمال عليه الصيف الماضي، إضافة إلى الخلاف العلني مع زيلينسكي، لطَّخا صورته داخل مكتب الرئيس.
وأجْرت روسيا أيضاً تغييرات عدة في هيئة الأركان، ولا سيما بعد انسحاب قواتها من منطقة خاركوف في شمال شرقي أوكرانيا في سبتمبر 2022، وبعد محاولة التمرد في صفوف مجموعة "فاجنر" شبه العسكرية في يونيو 2023.
"هزيمتنا مستحيلة"
وفي وقت سابق، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة مع المذيع الأميركي تاكر كارلسون، إن "هزيمة روسيا في أوكرانيا مستحيلة"، مؤكداً أن تفاوض الغرب مع موسكو هو "الحل الأفضل"، كما شدد على أن العلاقات بين موسكو وكييف سوف "تتعافى".
وأضاف بوتين خلال المقابلة التي استمرت ساعتين أن "هذه التعبئة في أوكرانيا، هذه الهستيريا، والمشاكل الداخلية، ستؤدي عاجلاً أم آجلاً إلى اتفاق.. يبدو هذا غريباً نظراً للوضع الحالي، ولكن العلاقات بين الشعبين سيُعَاد بناؤها على أي حال، سيستغرق الأمر الكثير من الوقت، لكن العلاقات ستتعافى".
إلا أنه في سياق حديثه، وصف أوكرانيا بأنها "دولة مصطنعة أُنشئت بناء على رغبة (الزعيم السوفييتي السابق جوزيف) ستالين، ولم تكن موجودة قبل عام 1922".
وشدد بوتين على أن روسيا "ستقاتل حتى النهاية" للدفاع عن مصالحها. وحثَّ البيت الأبيض على التركيز على القضايا الداخلية في الولايات المتحدة.