"من أجل أمن العالم".. كاميرون يحث الكونجرس على تمرير "تمويل أوكرانيا"

رحب وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في مقال نشره بصحيفة "ذا هيل" الأميركية، بإقرار مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون ينص على حزمة تمويل لأوكرانيا وتايوان وإسرائيل، مؤكداً أن هذه الحزمة، وخاصة دعم كييف، تهم إلى حد كبير أمن المملكة المتحدة وأوروبا، داعياً الكونجرس إلى تمريرها من أجل الأمن العالمي.

وقال كاميرون: "سأتخلى عن جميع الأدبيات الدبلوماسية، وأحث الكونجرس على تمرير هذه الحزمة التمويلية لأوكرانيا"، مضيفاً: "أود أن ندعم جميعاً، سواء الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة أو الحلفاء الأوروبيون وغيرهم، كييف في مكافحة الهجوم الروسي غير المبرر..".

وتابع: "لا أريد أن نظهر الضعف الذي ظهر ضد (الزعيم النازي أدولف) هتلر في الثلاثينيات، كما حدث في مواجهة (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين عام 2008، عندما غزا جورجيا، أو عدم اليقين في الرد في عام 2014، عندما استولى على شبه جزيرة القرم، قبل أن يعود ليكلفنا أكثر بكثير بعدوانه في عام 2022".

وأكد أنه يرغب في أن "يظهر (الغرب) بنفس القوة التي ظهر بها منذ عام 2022، حيث ساعد الغرب الأوكرانيين في تحرير نصف الأراضي التي استولى عليها بوتين، دون فقدان أي من أفراد حلف شمال الأطلسي (الناتو)".

وأشار الوزير البريطاني إلى أن "لندن أثبتت أن مخاطر التصعيد (الروسية) وهمية.. إذ كانت أولى الدول التي قدمت كل شيء بدءاً من أسلحة مضادة للدبابات إلى مدافع، والآن صواريخ طويلة المدى مثل صاروخ ستورم شادو.. في كل مرة كان يلوح بوتين بالتصعيد، وفي كل مرة كانت هذه مجرد شعارات فارغة".

وكان مجلس الشيوخ الأميركي الذي يقوده الديمقراطيون، وافق الثلاثاء، على حزمة مساعدات بقيمة 95.34 مليار دولار لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان، وأرسل مشروع القانون إلى مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون حيث تواجه فرص إقراره صعوبات.

لماذا "الحزمة مهمة"؟

وتابع كاميرون: "أريد أن أشرح لماذا هذه الحزمة مهمة؟.. أنا أؤمن بالعلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وشراكتنا في الدفاع عن الحرية".

وأضاف: "هذا أمر شخصي بالنسبة لي.. عندما كنت رئيساً للوزراء، أمرتُ الجيش البريطاني بالانضمام إلى الولايات المتحدة لطرد (تنظيم) داعش من سوريا والعراق.. فكان هؤلاء المتطرفون يقطعون رؤوس مواطنينا، بريطانيين وأميركيين.. ومعاً، تأكدنا من عدم قدرته على تنفيذ مثل تلك الأفعال الفظيعة مرة أخرى".

وعلّق كاميرون على تقارب لندن وواشنطن، قائلاً: "لقد انضممنا إليكم في دعم إسرائيل بعد 7 أكتوبر، والضربات ضد (جماعة) الحوثي التي تسعى إلى تعطيل حرية الملاحة في البحر الأحمر، إلى جانب الدفاع عن أوكرانيا".

وأشار الوزير البريطاني إلى أنه منذ زيارته الأخيرة إلى واشنطن قبل عيد الميلاد "الكريسماس"، أثبتت أوروبا عزمها الاستمرار في هذا المسار، إذ قدمت الدول الأوروبية أكثر من نصف الدعم لأوكرانيا، بإجمالي مساعدات تصل إلى 170 مليار دولار.

وأوضح أن الاتحاد الأوروبي وافق، أخيراً، على حزمة تمويل متعددة السنوات بقيمة 50 مليار يورو، كما ضاعفت ألمانيا مساعداتها العسكرية لكييف في الشهر الماضي، وأصبحت بريطانيا أول دولة توقع اتفاقية أمن ثنائية مع كييف، وهو مثال نتوقع من الشركاء أن يتبعوه خلال الأسابيع المقبلة.

وأشار كاميرون إلى أن "هذه المساعدة تُحدث فرقاً.. لقد دمرنا ما يقرب من نصف قدرة القوات العسكرية الروسية قبل الحرب، بكلفة تقل عن 10% من أي ميزانية دفاع وطنية".

"بوتين يخشى الفشل"

وقال كاميرون إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يخشى الفشل، لافتاً إلى أن ربع أسطوله في البحر الأسود "تقريباً" قد غرق خلال الحرب مع أوكرانيا، بالإضافة إلى أن روسيا شهدت محاولة الانقلاب الأولى في ثلاثة عقود (في إشارة إلى تمرد مجموعة فاجنر بقيادة يفجيني بريجوجين ضد وزارة الدفاع الروسية)، وأول عجز لها عن سداد الديون في أكثر من قرن.

وأضاف: "الآن، نواجه اختياراً بسيطاً، فمن جانب، هناك بوتين، الذي يأمل توسيع إمبراطوريته ببساطة عن طريق التفوق على الغرب.. وأنه يعتقد أننا ضعفاء، ويستطيع الإفلات من أكثر أعمال العدوان إثارة للصدمة التي شهدناها في حياتنا".

وتابع: "على الجانب الآخر نقف جميعاً. لدينا الموارد والقوة الاقتصادية والخبرة. قوتنا الاقتصادية تفوق روسيا بمعدل يصل إلى 25 ضد واحد. إنهم يضطرون للجوء إلى بيونج يانج للحصول على المساعدة. كل ما علينا فعله هو جعل قوتنا تؤتي ثمارها. والسؤال هو: هل لدينا الإرادة؟".