مؤتمر ميونيخ.. دعوات لتعزيز قدرات أوروبا العسكرية وتحذير من نفاد أسلحة كييف

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جيشانكار ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك خلال نقاش في مؤتمر ميونيخ للأمن، جنوب ألمانيا، 17 فبراير 2024 - AFP
وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جيشانكار ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك خلال نقاش في مؤتمر ميونيخ للأمن، جنوب ألمانيا، 17 فبراير 2024 - AFP
ميونيخ-رويترز

قال المستشار الألماني أولاف شولتز، السبت، إن أوروبا يجب أن تعزز قدرتها على الدفاع عن نفسها، بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الأميركية المقبلة، أو كيف ستنتهي الحرب في أوكرانيا، فيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن نقص الأسلحة الذي تعاني منه بلاده يدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الحرب.

كان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قال إنه لن يدافع عن الحلفاء داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذين يفشلون في إنفاق ما يكفي على الدفاع، إذا أعيد انتخابه في وقت لاحق العام الجاري، ويمنع الجمهوريين المؤيدين لترمب في الكونجرس المساعدات المخصصة للدفاع عن أوكرانيا ضد روسيا.

وأضاف شولتز خلال جلسة أمام مؤتمر ميونيخ للأمن: "علينا نحن الأوروبيون أن نهتم أكثر بأمننا، الآن وفي المستقبل".

وأضاف أن ألمانيا، وهي أكبر اقتصاد في أوروبا، رفعت إنفاقها على الدفاع إلى 2% من الناتج المحلي، و"ستواصل تحقيق هذا الهدف" الذي وضعه حلف "الناتو".

وأشار شولتز إلى أن بلاده "تناقش أيضاً مع حليفتيها فرنسا وبريطانيا تطوير أسلحة دقيقة قادرة على الوصول إلى مسافة بعيدة، من أجل ضمان أن تظل استراتيجية الردع الخاصة بها متطورة".

ومع ذلك، عارض شولتز تصريحات ترمب قائلاً إن "أي تعامل بطابع نسبي مع بند الدفاع في حلف شمال الأطلسي، لا يخدم إلا أولئك الذين يريدون إضعافنا، مثل (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين"، مشدداً على أن "الروابط عبر الأطلسي ما زالت قوية".

وفي اليوم الأول للمؤتمر، الجمعة، والذي هزته أنباء وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني، سعت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس إلى طمأنة أوروبا.

وقالت هاريس إن "التزامنا المقدس، والتزام الرئيس جو بايدن تجاه حلف شمال الأطلسي لا يزال راسخاً"، مضيفة أن الإدارة الأميركية "ستواصل الضغط لمساعدة أوكرانيا في تأمين الأسلحة والموارد التي تحتاجها".

وأشارت هاريس إلى أن "التزامنا ببناء التحالفات واستدامته ساعد أميركا على أن تصبح أقوى وأكثر دولة مزدهرة في العالم"، مؤكدة أن "تعريض كل ذلك للخطر سيكون أمراً غبياً".

العلاقات مع روسيا

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار، السبت إن استمرار بلاده في التعاون مع روسيا في مشتريات الغاز والأسلحة لا يجب أن يشكل مشكلة بالنسبة للحلفاء الغربيين، مضيفاً وهو ينظر إلى بلينكن الذي كان يجلس أمامه مبتسماً: "يجب أن تعجبوا بذكائنا؛ لأننا نملك هذه الخيارات، وليس انتقادنا".

وذكر جايشانكار، أن هذه الخيارات "لا يجب أن تشكل مشكلة مع الغرب، على غرار الولايات المتحدة وألمانيا، مشيراً إلى العلاقات التاريخية بين الدول، على غرار العلاقات الألمانية الأميركية. وقال إنه رغم وجود الهند في أقصى الشرق، إلا أن لها علاقات وثيقة مع الغرب.

واعتبر بلينكن أن الولايات المتحدة والهند يعملان سوياً في العديد من القضايا والتحالفات، على غرار تحالف "إكواس" ومجموعة العشرين، معتبراً أن بلاده لا تحاول أن تفرض وجهة نظر معينة على حلفائها.

وشدد على أن العلاقات بين نيودلهي وواشنطن قوية ومتينة وهناك اتصالات مشتركة في عدد من الملفات.

الصين تحذر

وتحدث وزير الخارجية الصيني وانج يي خلال مؤتمر ميونيخ للأمن عن العلاقات مع واشنطن، وقال إنه "عندما تعمل الصين والولايات المتحدة معاً، يمكن تحقيق أشياء جيدة لكلا البلدين والعالم بأسره"، مشدداً على أن "المواجهة تضر بالجانبين والعالم".

وحذر وزير الخارجية الصيني الغرب من أنه سوف يرتكب خطأً تاريخياً إذا سعى إلى الانفصال عن الصين لصالح ما وصفه بـ"الحد من المخاطر".

وقال وانج: "من يحاول إزالة الطابع الصيني باسم إزالة المخاطر، فإنه يرتكب خطأً تاريخياً".

وأضاف وانج أنه "بغض النظر عن كيفية تغير العالم، فإن الصين، باعتبارها دولة كبرى مسؤولة، ستحافظ على ثبات مبادئها وسياساتها، وستعمل كقوة للاستقرار في عالم مضطرب".

وأشار وانج إلى "وساطة الصين النشطة"، التي "أدت إلى مصالحة تاريخية بين السعودية وإيران، ما أطلق موجة من المصالحة في الشرق الأوسط".

وقال إن الصين توافق على إجراء مباحثات سلام بين روسيا وأوكرانيا لإحلال السلام، مضيفاً أن على الطرفين العودة إلى طاولة المفاوضات لإنهاء الحرب.

وشدد على أن العلاقات الصينية الروسية لا تنطوي على تشكيل تحالفات أو توجه معارض لطرف ثالث، وإنما هي علاقات طبيعية بين دولتين كبيرتين متجاورتين.

"نقص الأسلحة يدعم بوتين"

إلى ذلك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن عدم حصول بلاده على الأسلحة يعزز موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحث الحلفاء على سد ما وصفه بالنقص "المصطنع" في الأسلحة.

وأضاف في كلمة خلال مؤتمر ميونيخ للأمن: "لسوء الحظ فإن إبقاء أوكرانيا في حالة عجز مصطنعة فيما يتعلق بالأسلحة، خاصة في ظل العجز في المدفعية والقدرات (من الأسلحة) بعيدة المدى، يسمح لبوتين بالتكيف مع الوتيرة الحالية للحرب. هذا الإضعاف الذاتي للديمقراطية يقوض مع مرور الوقت تصميمنا المشترك".

وأشار إلى بلدة أفدييفكا المدمرة في شرق أوكرانيا، والتي انسحبت منها القوات الأوكرانية، إذ تواجه أوكرانيا نقصاً حاداً في الذخيرة، مع تأخير الكونجرس المساعدات العسكرية الأميركية لعدة أشهر.

وقال زيلينسكي: "لا تسألوا أوكرانيا متى ستنتهي الحرب. اسألوا أنفسكم، لماذا لا يزال بوتين قادراً على الاستمرار فيها؟"، مشيراً إلى أن إرسال حزم إضافية من الأسلحة والدفاعات الجوية إلى أوكرانيا هو "أهم شيء يمكن أن يفعله حلفاؤها الآن".

واعتبر زيلينسكي أن "من المستحيل رؤية بوتين زعيماً شرعيً لروسياً بعد وفاة نافالني"، وأضاف: "بوتين يقتل من يشاء، سواء كان زعيماً للمعارضة أو أي شخص يبدو هدفاً له".

تصنيفات

قصص قد تهمك