تايوان تدعو الصين إلى "العقلانية" بعد سقوط شخصين في حادث بحري

time reading iconدقائق القراءة - 5
فرقاطة حربية صينية خلال مناورات بالقرب من تايوان. 8 أبريل 2023 - Reuters
فرقاطة حربية صينية خلال مناورات بالقرب من تايوان. 8 أبريل 2023 - Reuters
تايبيه –أ ف ب

دعت تايوان الصين إلى "العقلانية"، الثلاثاء، بعد مصرع شخصين في حادث وقع بين سفينة صينية وخفر السواحل التايواني، فيما أكد رئيس وزراء الجزيرة بأنها "ستحمي مياهها".

وتطالب الصين بتايوان التي تتمتع بحكم ذاتي على اعتبارها جزءاً من أراضيها، وتدهورت العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة.

والأسبوع الماضي، لقي اثنان من أفراد طاقم قارب صيني حتفهما بعدما انقلب مركبهما قرب كينمين، وهي جزيرة خاضعة للإدارة التايوانية لكنها تقع على بعد 5 كيلومترات فقط عن مدينة شيامن في البر الرئيسي.

كان القارب مطارداً من قبل خفر السواحل التايواني نظراً إلى وجوده في "مياه محظورة".

وأفاد رئيس الوزراء التايواني تشين شيان-جين، الثلاثاء، بأنه تم اطلاع الجانبين على "المناطق البحرية الخاضعة للقيود والمحظورة" منذ العام 1992.

وقال للصحافيين خارج مقر البرلمان التايواني: "سنواصل حماية هذه المناطق البحرية لضمان السلامة في مياهنا الإقليمية وحقوق صيادينا".

وتابع: "نأمل أن يتصرف الجانبان بعقلانية وتساوٍ، وأن يتعاونا معاً لضمان سلامة مياه كينمين-شيامن، ليكون بإمكان الناس على جانبي المضيق التعامل مع بعضهم بعضاً بشكل صحي ومنظّم".

من جهتها، قالت الحكومة الصينية، عقب الحادث، إنه لا توجد حدود أو مناطق محظورة لصيد الأسماك حول مجموعة من الجزر التايوانية القريبة من ساحل الصين، وإن بكين تحتفظ بالحق في اتخاذ المزيد من الإجراءات بعد سقوط اثنين من مواطنيها.

وفي وقت متأخر السبت، قال مكتب شؤون تايوان الصيني: "الصيادون على جانبي مضيق تايوان يعملون في مناطق الصيد التقليدية في منطقة شيامن-كينمن البحرية منذ العصور القديمة، ولا يوجد شيء اسمه مياه محظورة أو مغلقة".

وتقع كينمن، التي تسيطر عليها تايوان منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية في عام 1949، بجوار مدينتي شيامن وتشوانتشو الصينيتين.

وقال مكتب شؤون تايوان الصيني، إن الحكومة لديها حسن النية تجاه شعب تايوان، لكنها لن تتسامح أبداً مع تجاهل تايبيه لسلامة الصيادين الصينيين، مضيفاً أن "البر الرئيسي يحتفظ بالحق في اتخاذ المزيد من الإجراءات، وستتحمل تايوان كافة العواقب"، دون الخوض في تفاصيل.

في السياق، قال وزير الدفاع التايواني تشيو كيو-تشينغ إن الجيش لن يكون طرفاً في المسألة، وسيترك لخفر السواحل مهمة مراقبة المياه حول كينمين "نظراً إلى أننا نرغب بتجنّب الحرب".

وقال للصحافيين: "إذا تدخلنا، فسيؤدي ذلك إلى تصعيد النزاع وهو أمر لا نريده.. فلنتعامل مع المسألة بشكل مسالم".

لم تستبعد بكين يوماً استخدام القوة لإخضاع تايوان إلى سيطرتها وكثّفت في السنوات الأخيرة خطابها بشأن "التوحيد".

وكثّفت في الأثناء الضغط العسكري على تايوان عبر نشر طائرات حربية، وسفن تابعة لسلاح البحرية في محيط الجزيرة بشكل يومي تقريباً.

والشهر الماضي، أجرت تايوان انتخابات رئاسية انتهت بفوز لاي تشينج-تي من الحزب الديمقراطي التقدّمي، وهو مرشح تعتبره بكين "انفصالياً".

وأعلنت وزارة الدفاع التايوانية، الثلاثاء، بأنها رصدت 24 طائرة حربية صينية في محيط الجزيرة خلال 24 ساعة منذ السادسة صباحاً، في زيادة طفيفة مقارنة بالأيام الأخيرة.

"غضب شديد"

وصل أقارب القتيلين من أفراد الطاقم إلى كينمين، الثلاثاء، مصحوبين بممثلين عن جمعية الصليب الأحمر في الصين.

وقال الممثل عن الصليب الأحمر لي جاهوي للصافيين، إن "الحادث الخبيث تسببت بغضب شديد في الصين".

وأفاد بأن "الغرض من زيارتنا إلى كينمين هو فهم الحقيقة ومساعدة العائلات في أعقاب (الحادث) وإعادة الناجيَّين".

ومن المتوقع أن تشارك العائلات في مراسم دينية حداداً على ضحايا الحادث الذين سيتم حرق جثثهم. وستبقى العائلات في كينمين حتى الأربعاء.

إدانة رسمية

دانت الصين الحادثة، فيما قال الناطق باسم مكتب الشؤون الخارجية التايوانية في بكين جو فينغليان، الاثنين، إن على تايبيه تسهيل زيارة الأقارب "لتجنّب إيذاء مشاعر أبناء الوطن ذاته على ضفتي" المضيق.

ومن جانبه، دافع خفر السواحل في تايوان عن عملية المطاردة التي أدت إلى انقلاب القارب، مشيرين إلى أن الطاقم الصيني رفض التعاون مع أجهزة إنفاذ القانون.

وليس غريباً بالنسبة للسفن التايوانية والصينية الدخول خطأ إلى منطقة الطرف الآخر.

وبعد حادث الأسبوع الماضي المميت، أعلنت الصين تعزيز الدوريات في محيط المياه التايوانية، وصعد عناصر من قوة خفر السواحل التابعة لها على متن سفينة سياحية تايوانية، الاثنين، للتحقق من معلومات القبطان والركاب.

وقالت المشرعة في كينمين تشين يو-جين إن السفينة السياحية دخلت مياه البر الرئيسي بمسافة بلغت "نحو كيلومتر".

وأضافت: "عندما كانت العلاقات بين الجانبين مسالمة نسبياً، لم نكن نصعد على متن سفن بعضنا البعض.. بسبب وجود تفاهم ضمني حينذاك ولأن الطرفين لم يكونا يتخذان إجراءات أكثر تشدداً".

لكن مع توتر العلاقات أكثر عبر المضيق الآن، حضّت القوارب السياحية التايوانية والصيادين على البقاء ضمن مياه الجزيرة.

وقالت تشين للصحافيين: "هذه الطريقة الأكثر أماناً".

تصنيفات

قصص قد تهمك