وزراء مالية مجموعة العشرين يفشلون في التوصل إلى بيان مشترك

البرازيل: خلافات الصراعات الإقليمية أفسدت محادثات المسار المالي

time reading iconدقائق القراءة - 5
جانب من اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين في ساو باولو بالبرازيل. 29 فبراير 2024 - REUTERS
جانب من اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين في ساو باولو بالبرازيل. 29 فبراير 2024 - REUTERS
دبي/ساو باولو-الشرقوكالات

اختتم وزراء مالية دول مجموعة العشرين اجتماعهم، الخميس، في مدينة ساو باولو البرازيلية دون إصدار بيان ختامي مشترك جراء انقسام بشأن "الأزمات الجيوسياسية".

وشددت البرازيل، التي ترأس مجموعة العشرين منذ ديسمبر الماضي، على أن الفعاليات المالية للمجموعة "ليست المنتدى الأنسب" لأكبر الاقتصادات في العالم لحل الخلافات بشأن الحربين في أوكرانيا وغزة، مقترحةً "مواصلة مناقشة هذه القضايا في المنتديات والاجتماعات ذات الصلة".

وأشارت البرازيل في إيجاز عن اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين إلى الوزراء تبادلوا وجهات النظر بشأن الحروب والصراعات والأزمات الإنسانية المستمرة، مع تسليط الضوء على أوكرانيا وغزة.

وقال وزير المالية البرازيلي فرناندو حداد في مؤتمر صحافي: "لم يتسن (التوصل) إلى بيان ختامي"، مضيفاً أن "المأزق هو كالعادة يتعلق بالنزاعات الجارية".

الصراعات الإقليمية

ولفت الوزير البرازيلي إلى أن الخلافات التي دارت خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين الذي بحث، الأسبوع الماضي، الصراعات الإقليمية "أفسدت محادثات المسار المالي، والجهود المبذولة للتوصل إلى بيان مشترك"، موضحاً أن اجتماع وزراء المالية وصل في مرحلة ما إلى عدم القدرة على التوافق بالآراء بسبب كلمة واحدة.

وناقش وزراء مجموعة العشرين خلال الساعات الأخيرة من الاجتماع، كيفية وصف الحربين في البيان المشترك، وسط خلافات بين روسيا والدول الغربية الكبرى حول "لهجة" البيان، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز" عن مصادر مطلعة على الأمر.

وأيدت مجموعة السبع التي تضم الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وكندا، فكرة الإشارة إلى الحرب "على" أوكرانيا، في حين أرادت روسيا وصفها بأنها الحرب "في" أوكرانيا، بحسب ما ذكره مصدرين مطلعين على الأمر.

وأضاف المصدران أن دول مجموعة السبع أيدت أيضاً وصف الحرب في غزة بأنها "أزمة إنسانية" دون ذكر إسرائيل.

وسعى المسؤولون البرازيليون للتركيز على التعاون الاقتصادي من أجل معالجة قضايا مثل تغير المناخ والفقر، لكن عدة دول منها ألمانيا ضغطت لإصدار بيان مشترك يتطرق لحربي أوكرانيا وغزة.

وذكرت وكالة "رويترز" أن وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر أصر على أنه لا يمكن أن يكون هناك حركة تجارية طبيعية في ظل "استمرار الحرب ضد أوكرانيا وإرهاب (حماس) والوضع الإنساني في غزة".

وشارك في اجتماع ساو باولو وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، ووزير المالية الفرنسي برونو لومير، ومديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا، لكن غاب وزراء مالية دول كبرى مثل الصين عن هذا الاجتماع الذي استمر يومين ويأتي بعد أسبوع من اجتماع لوزراء الخارجية في ريو دي جانيرو هيمنت عليه الأوضاع في أوكرانيا والحرب في غزة.

وحدّدت البرازيل أحد أهداف الاجتماع في الحصول على إشارات إيجابية لتعزيز المعركة ضد عدم المساواة مع الدفع باتجاه تخفيف ديون الدول الفقيرة وفرض ضرائب دولية على "فاحشي الثراء".

لكن رغم مساعي البرازيل على ألا تهيمن الحرب في أوكرانيا وقطاع غزة على اجتماع ساو باولو ، طُرحت المسألة الأوكرانية قبل افتتاح هذا الاجتماع، حيث بحث مسؤولو دول مجموعة السبع بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، صباح الأربعاء، المساعدات المقدمة لأوكرانيا بعد عامين من الغزو الروسي.

وناقشت مجموعة السبع فكرة مساعدة أوكرانيا في تمويل مجهودها الحربي وإعادة إعمارها من خلال الفوائد المدفوعة على نحو 397 مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة لدى الدول الغربية منذ الغزو الروسي.

وهدف أول اجتماع لوزراء المالية ورؤساء البنوك المركزية في مجموعة العشرين هذا العام إلى تمهيد الطريق خصوصاً لاجتماع رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين في نوفمبر في ريو دي جانيرو. 

وستُحدّد هذه القمة ما إذا كانت القوة الرائدة في أميركا اللاتينية التي تطرح نفسها بإدارة لولا كرائدة في "الجنوب العالمي" قد نجحت في تحقيق تقدّم ملموس.

وتمثل مجموعة العشرين التي تأسست عام 1999، أكثر من 80% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وثلاثة أرباع التجارة العالمية وثلثي سكان العالم. 

وتضم المجموعة حالياً 21 عضواً هم أكبر 19 اقتصاداً على هذا الكوكب، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي الذي يشارك للمرة الأولى هذا العام.

تصنيفات

قصص قد تهمك