انتخابات إيران.. توقعات بإحكام "المحافظين" قبضتهم على البرلمان

وسائل إعلام رسمية: نسبة المشاركة في الانتخابات تجاوزت 40%

time reading iconدقائق القراءة - 6
إيرانيون يدلون بأصواتهم في الانتخابات التشريعية. 01 مارس 2024 - Reuters
إيرانيون يدلون بأصواتهم في الانتخابات التشريعية. 01 مارس 2024 - Reuters
دبي-رويترزرويترز

أدلى الناخبون الإيرانيون بأصواتهم، الجمعة، لاختيار برلمان جديد في انتخابات هي الأولى منذ الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها البلاد في 2022، وذلك وسط دعوات للمقاطعة وتنامي الانتقادات بسبب المشاكل الاقتصادية.

وبث التلفزيون الرسمي، الذي روج لأجواء حماسية بتغطية حية من جميع أنحاء إيران تتخللها الأغاني الوطنية، لقطات لأشخاص يتحدون الثلوج للتصويت في بعض البلدات والقرى، وقال العديد من الأشخاص للتلفزيون الرسمي إنهم يصوتون "لإسعاد الزعيم الأعلى".

وأفادت وكالة "أسوشيتد برس"، بأن مراكز الاقتراع في أنحاء العاصمة طهران ظهرت فارغة إلى حد كبير، وفي أماكن أخرى في إيران.

وقالت وسائل إعلام إيرانية، الجمعة، إن نسبة المشاركة في انتخابات مجلس الشورى ومجلس خبراء القيادة في البلاد بلغت أكثر من 40%، فيما ذكرت وكالة "مهر" الإيرانية أن حوالي 25 مليون شخص، أدلوا بأصواتهم في مراكز الاقتراع.

وتبدأ نتائج الانتخابات في الظهور السبت، فيما لفتت وكالة "رويترز" إلى أن التوقعات تشير إلى إحكام "المحافظين" قبضتهم على مجلس الشورى، وسط ضعف الإقبال.

ومن بين نحو 15 ألف مرشح يتنافسون على مقاعد في البرلمان المؤلف من 290 عضواً، والمعروف رسمياً باسم "مجلس الشورى الإسلامي"، يعتبر 116 مرشحاً فقط معتدلين نسبياً أو مؤيدين للإصلاح.

وبجانب الانتخابات البرلمانية يجري التصويت لاختيار مجلس الخبراء المؤلف من 88 مقعداً، وهو مجلس يُعين الزعيم الأعلى، وسيتولى مهمة اختيار خليفة خامنئي البالغ من العمر 84 عاماً.

خامنئي: أسعدوا الأصدقاء

المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي وصف التصويت بأنه واجب شرعي، كان أول من أدلى بصوته.

وقال خامنئي للتلفزيون الرسمي مخاطباً مواطني بلاده: "أدلوا بأصواتكم في أسرع وقت ممكن.. اليوم عيون أصدقاء إيران ومن يتمنون لها السوء على نتائج (الانتخابات).. أسعدوا الأصدقاء، وخيبوا آمال الأعداء".

وتُمثّل الانتخابات أول مقياس رسمي للرأي العام بعد أن تحولت احتجاجات مناهضة للحكومة عامي 2022 و2023 إلى واحدة من أكبر الاضطرابات السياسية منذ الثورة الإيرانية في 1979.

وشهدت الانتخابات البرلمانية عام 2020 تراجعاً غير مسبوق للإقبال بلغ 42.5%. ووصل الإقبال في الانتخابات البرلمانية عام 2016 إلى نحو 62%.

دعوات للمقاطعة

ونشر النشطاء الإيرانيون وجماعات المعارضة "وسوماً" على وسائل التواصل الاجتماعي تحث على عدم المشاركة في الانتخابات، وذلك بحجة أن نسبة المشاركة العالية ستضفي شرعية على السلطات.

وأفاد الإعلام الرسمي بأن مسؤولين قالوا إن المشاركة "جيدة"، لكن شهوداً أشاروا إلى أن أغلب مراكز الاقتراع في طهران وعدة مدن أخرى كان الإقبال فيها ضعيفاً، وتم تمديد التصويت 3 مرات، بواقع ساعتين في كل مرة.

وقال رضا (35 عاماً)، وهو معلم في مدينة ساري الشمالية لـ"رويترز": "لن أصوت لنظام يُقيد حرياتي الاجتماعية. التصويت لا معنى له".

ووصفت نرجس محمدي، وهي سجينة سابقة حائزة على جائزة نوبل للسلام، الانتخابات بأنها "صورية".

وليس للبرلمان، الذي يهيمن عليه متشددون سياسيون داخل إيران على مدى أكثر من عقدين، تأثير يُذكر على السياسة الخارجية، أو البرنامج النووي الذي تؤكد طهران أنه سلمي.

وتستمر فترة البرلمان لمدة أربع سنوات، ويتم تخصيص خمسة مقاعد للأقليات الدينية. وبموجب القانون، يتولى البرلمان التصويت على المعاهدات ويتعامل مع القضايا الأخرى. ومن الناحية العملية، فإن السلطة المطلقة في إيران تقع على عاتق المرشد الأعلى.

ومع غياب أصحاب الثقل من المعتدلين والمحافظين عن السباق، ووصف الإصلاحيين بأنها "انتخابات غير حرة وغير نزيهة"، ستدور المنافسة بين متشددين ومحافظين، غير معروفين، يدينون بالولاء لـ"المُثل الثورية" في البلاد.

ولم تغب الذكريات المؤلمة للماضي القريب عن الكثير من الإيرانيين الداعمين للإصلاح الذين لا يزالون يتذكرون طريقة التعامل مع الاحتجاجات التي خرجت في أنحاء البلاد، بعد وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني بعد احتجازها لدى شرطة الأخلاق في العاصمة طهران عام 2022.

الأزمة الاقتصادية

ويقول كثير من المحللين إن أعداداً كبيرة من الإيرانيين فقدوا الثقة في قدرة الحكام الحاليين على حل الأزمة الاقتصادية الحالية.

وتأتي الانتخابات في وقت يتصاعد التوتر في الشرق الأوسط، حيث تشن إسرائيل حرباً على غزة، وتُهاجم جماعة الحوثي اليمنية سفناً في البحر الأحمر، بينما تهاجم جماعات أخرى مدعومة من إيران أهدافاً إسرائيلية وأميركية في المنطقة.

واتهم خامنئي "أعداء" البلاد، وهو المصطلح الذي يستخدمه عادة للإشارة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، بمحاولة "بث اليأس" بين الناخبين الإيرانيين.

تصنيفات

قصص قد تهمك