رئيس وزراء المجر يلتقي ترمب في فلوريدا لدعمه قبل الانتخابات

time reading iconدقائق القراءة - 6
لقاء سابق بين رئيس وزراء المجري فيكتور أوربان مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في البيت الأبيض. 13 مايو 2019 - REUTERS
لقاء سابق بين رئيس وزراء المجري فيكتور أوربان مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في البيت الأبيض. 13 مايو 2019 - REUTERS
دبي-الشرق

من المقرر أن يجتمع رئيس وزراء المجري فيكتور أوربان، بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في مقر إقامته في مارالاجو بولاية فلوريدا، الجمعة، حسبما نقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، معتبرةً هذه الخطوة "إشارة دعم نادرة" من قبل قيادي أوروبي للمرشح الجمهوري "الأوفر حظاً" في انتخابات نوفمبر المقبل.

وأفادت المتحدث باسم الحكومة المجرية، زولتان كوفاكس، عند الإعلان عن هذه الزيارة، بأن الاجتماع يهدف إلى "تعزيز العلاقات الدبلوماسية والاستراتيجية بين المجر والولايات المتحدة".

وقال أوربان خلال الأسبوع الجاري، في خطاب أمام غرفة التجارة والصناعة المجرية: "نحن لا نتسلى. كل ما في الأمر هو أن المراهنة على عودة ترمب (في انتخابات نوفمبر) هو النهج المعقول الوحيد بالنسبة للمجر".

وتأتي رحلة أوربان، إلى الولايات المتحدة دون دعوة من البيت الأبيض، بحسب ما ذكرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، التي استبعدت أن يلتقي أي مسؤول في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

وذكرت الصحيفة، أنه من المقرر أن يلتقي أوربان، برئيس مؤسسة التراث، وهي مركز أبحاث محافظ مقره واشنطن، قبل أن يجتمع مع ترمب في فلوريدا.

وأشارت "فاينانشيال تايمز" إلى أن أوربان القيادي الوحيد في الاتحاد الأوروبي الذي يدعم علانية ترمب في الانتخابات المقبلة، لكن وجهة النظر السائدة في الكتلة الأوروبية تشير إلى أن ترمب "سيصعب التنبؤ بتصرفاته"، و"سيصعب التعامل معه"، و"سيزيد من المخاطر الأمنية في أوروبا في حال أجبر أوكرانيا على وقف إطلاق النار مع روسيا بشروط الأخيرة".

وكان أوربان قال عن ترمب الأسبوع الماضي: إن "الفرصة الجادة الوحيدة للسلام حالياً هي أن يتمكن من العودة"، واصفاً إياه بـ"الأمل الوحيد"، وأردف: "وإلا الحرب بين أوكرانيا وروسيا ستكون طويلة، وتقترب أكثر فأكثر من المجر، وتخلق المزيد من المعضلات القوية للسياسة الأوروبية".

ويرفض أوربان المسؤول الأوروبي الوحيد الذي أبقى على علاقات وثيقة مع الكرملين، إرسال أي دعم عسكري لأوكرانيا، ويدعو باستمرار إلى وقف إطلاق النار، بناء على قناعته بأن كييف لا يمكنها الانتصار، بحسب وكالة "فرانس برس".

واعتبرت "فاينانشيال تايمز"، أن أراء رئيس وزراء المجري المتناقضة أوقفت العقوبات الأوروبية ضد روسيا، كما أخّرت انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وإقرار حزمة المساعدات الأوروبية المقدمة لأوكرانيا والتي تبلغ قيمتها 50 مليار يورو.

وكانت علاقات رئيس الوزراء المجري متوترة مع الإدارات الديمقراطية، بما في ذلك إدارة بايدن، حيث سبق أن انتقد مسؤولون أميركيون أوربان على ما أسموه "تآكل المعايير الديمقراطية في المجر"، معتبرين أن سلوكه "يشكل خطراً مباشراً على المصالح الأمنية الأميركية في أوروبا".

ورفض أوربان هذه الاتهامات، وقال إنه ليس "حصان طروادة" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوروبا.

ويرمز مصطلح "حصان طروادة" إلى ملحمة "هوميروس"، التي تتحدث عن قيام "أوديسيوس" ملك إيثاكا بغزو طروادة من خلال إخفاء المحاربين الإغريق داخل هيكل حصان خشبي جرى إدخاله إلى المدينة، وقبل الطرواديون الحصان على أنه عرض سلام.

وسبق أن التقى أوربان ترمب، عدة مرات، كما كان أيضاً ضيفاً في عدة مناسبات أقامها الحزب الجمهوري، بحسب "فاينانشيال تايمز" التي أشارت إلى أن ترمب وعد بإنهاء الحرب في أوكرانيا "خلال يوم واحد"، وهدد بالتخلي عن الدول الأعضاء في الناتو، إذا لم تلتزم بالإنفاق الدفاعي، من خلال السماح لروسيا "بفعل ما تريد".

"أكبر خصوم المجر"

ووصف ترمب، رئيس الوزراء المجري، بأنه "قيادي عظيم للغاية، ورجل قوي جداً"، مضيفاً: "بعض الناس لا يحبونه لأنه قوي جداً، ومن الجميل أن يقود بلادك رجل قوي".

من جهته، أعرب سفير الولايات المتحدة لدى المجر، ديفيد بريسمان، عن أسفه من أن "أوربان اختار التعامل مع الولايات المتحدة على أساس حزبي"، لافتاً إلى أنه رئيس الوزراء المجري وصف الحكومة الأميركية الحالية بأنها "واحدة من أكبر خصوم المجر".

وقال بريسمان للصحيفة البريطانية، إن أوربان "اتهم إدارة بايدن بمحاولة هزيمته أو الإطاحة به، وهذه كلها تصريحات مثيرة للقلق للغاية"، معتبراً أن "استراتيجية بودابست تتمثل في انتظار انتهاء الإدارة الحالية".

ووصف هذه الاستراتيجية، بأنها "ليست سياسة خارجية بل سياسية خارجية من الخيال"، مشدداً على ضرورة أن "تكون للمجر علاقة ثنائية مع الولايات المتحدة، وليس مع طرف معين فيها".

ويعود التقارب بين الرجلين إلى سنوات، فقد دعم أوربان الملياردير في 2016 ضد هيلاري كلينتون التي كان يكرهها لأنها وجهت إليه انتقادات قبل سنوات، قبل أن يتم استقباله في  2019 في واشنطن في خطوة تكريمية نادرة للدولة الصغيرة الواقعة في وسط أوروبا، وفقاً لـ"فرانس برس".

وعندما هُزم ترمب في 2020، أعرب أوربان عن أسفه لخسارة "دعم كبير" ولم يُدن الهجوم على مبنى الكونجرس (الكابيتول).

تصنيفات

قصص قد تهمك