"اليمين المتطرف" صانع ملوك محتمل في البرتغال بعد الانتخابات

time reading iconدقائق القراءة - 6
زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي البرتغالي لويس مونتينيجرو يحيي أنصاره بعد نتيجة الانتخابات العامة في لشبونة. 11 مارس 2024 - REUTERS
زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي البرتغالي لويس مونتينيجرو يحيي أنصاره بعد نتيجة الانتخابات العامة في لشبونة. 11 مارس 2024 - REUTERS
دبي -الشرقوكالات

حقق التحالف الديمقراطي (يمين وسط) في البرتغال، فوزاً بفارق ضئيل في الانتخابات البرلمانية، الأحد، لكنه فشل في تحقيق الأغلبية، ما حول حزب "تشيجا" اليميني المتطرف إلى "صانع ملوك" محتمل، وفق صحيفة "فاينناشيال تايمز" البريطانية.

وحقق حزب "تشيجا"، وهو حزب وطني مناهض للنظام بقيادة أندريه فينتورا، أكبر المكاسب بينما شهد الحزب الاشتراكي الحاكم انهياراً في التصويت مقارنة بمكاسبه في عام 2022، وحافظ يمين الوسط على مكانته.

تقدم لليمين بأوروبا

وتمثل النتيجة تقدماً مهما آخر لليمين في الاتحاد الأوروبي، حيث فاز المحافظون بالانتخابات أو انضموا إلى ائتلافات في إيطاليا، واليونان، والسويد، وفنلندا في العامين الماضيين؛ ولكنها تدفع البرتغال أيضاً نحو مرحلة "شك سياسي، وعدم استقرار" محتمل، بحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز".

وقبل 3 أشهر من الانتخابات الأوروبية، أكّد هذا الاقتراع في البرتغال، أن اليمين المتطرف آخذ في الصعود في جميع أنحاء القارة العجوز، كما أظهر الناخبون الإيطاليون والهولنديون.

وكانت الدولة الواقعة في شبه الجزيرة الإيبيرية، واحدة من الدول القليلة في أوروبا التي يقودها اليسار حتى مطلع نوفمبر، عندما استقال الاشتراكي أنطونيو كوستا، بعدما تولى السلطة لثماني سنوات، وتخلى عن الترشح لولاية أخرى بعد أن ورد اسمه في تحقيق في قضية استغلال نفوذ.

وكان زعيم التحالف الديمقراطي لويس مونتينيجرو، يأمل في التعويل على حزب المبادرة الليبرالية، الذي حصل على 5 إلى 7% من الأصوات بحسب تقديرات النتائج، غير أن الحزبين لن يصلا معاً إلى أغلبية 116 نائبًا من أصل 230 مقعداً.

وكان لويس مونتينيجرو، وهو أستاذ قانون وبرلماني مخضرم، قد استبعد تشكيل حكومة بدعم من اليمين المتطرف.

وأصر مونتينيجرو في الساعات الأولى من صباح الاثنين، على أنه سيلتزم بتعهده بعدم تشكيل تحالف مع "تشيجا"، على الرغم من أن ذلك ربما يحقق أغلبية محافظة.

وقال مونتينيجرو: "بالطبع سألتزم بكلمتي. لن أفعل أبداً مثل هذا الأمر الخبيث لنفسي وحزبي وبلدي حتى لا أفي بالالتزامات التي تعهدت بها بوضوح".

وخلال حملته الانتخابية، وصف مونتينيجرو، آراء تشيجا بأنها "غالباً عنصرية ومعادية للأجانب".

ولفتت الصحيفة إلى أنه ثمة طريقة أخرى لزعيم يمين الوسط لتولي السلطة، وهي أن يختار الحزب الاشتراكي الامتناع عن التصويت البرلماني على تشكيل الحكومة، للسماح له بالحكم دون مساعدة "تشيجا".

إقرار بالهزيمة

وأقر الاشتراكيون بهزيمتهم في الساعات الأولى من صباح الاثنين، منهين بذلك ثماني سنوات في السلطة بعد انتخابات مبكرة بسبب فضيحة فساد، أدت إلى استقالة رئيس الوزراء أنطونيو كوستا.

وبعد فرز 99% من الأصوات، فاز التحالف الديمقراطي بزعامة لويس مونتينيجرو (51 عاماً) بما يتراوح بين 29 و33% من الأصوات، لكنه لن يتمكن من تشكيل غالبية بمفرده.

ويحلّ الحزب الاشتراكي (يسار وسط) الذي حصل على أغلبية مطلقة في الانتخابات التشريعية السابقة في يناير 2022 مع نتيجة 41.4%، ثانياً مع 25 إلى 29% من الأصوات.

وهنأ بيدرو زعيم الحزب الاشتراكي نونو سانتوس التحالف الديمقراطي، بالفوز الذي جاء بفارق ضئيل للغاية.

ويتولى الحزب الاشتراكي السلطة منذ أواخر عام 2015 لكن معظم استطلاعات الرأي كانت تشير إلى تأخره خلف التحالف الديمقراطي منذ استقالة رئيس الوزراء الاشتراكي أنطونيو كوستا، وسط تحقيقات فساد تجرى منذ أربعة أشهر.

"نتيجة تاريخية"

أما القوة السياسية الثالثة منذ انتخابات عام 2022 التي فاز فيها الحزب الاشتراكي بأغلبية مطلقة، فهو حزب "كفى" (تشيجا) المناهض للنظام بقيادة أندريه فينتورا (41 عاماً).

ورجحت استطلاعات الرأي التي أجريت قبل الانتخابات أن يكون اليمين بأكمله (المكون من حزب العمل الديمقراطي وتشيجا والمبادرة الليبرالية) ضمن الأغلبية في البرلمان المقبل.

ورحّب فنتورا مساء الأحد بـ"نتيجة تاريخية" لحزبه في الانتخابات، مؤكداً أنه "متوفر" لتقديم "حكومة مستقرة للبرتغال مع أغلبية يمينية قوية".

وسرعان ما بدأ فينتورا محاولته الخاصة لشق طريقه إلى الحكومة بعد فوزه بنسبة 18% من الأصوات، ارتفاعاً من 7% في عام 2022، وتعزيز مكانة "تشيجا" كثالث أكبر حزب في البرتغال.

ورداً على سؤال عما إذا كان سيتصل بمونتينيجرو عشية الانتخابات، قال فينتورا: "دعونا نرى. والآن سأتصل بوالدتي".

وركز الشعبوي أندريه فنتورا حملته الانتخابية على اتهام الحزبين الرئيسيين الوسطيين اللذين يتقاسمان السلطة منذ قيام النظام الديمقراطي، بأنهما "وجهان لعملة واحدة يجب محاربتهما".

وأدلى أستاذ القانون والمعلق الرياضي السابق المعروف بهجماته "المعادية للأجانب" وخصوصاً الأقلية الغجرية، بصوته ظهراً في إحدى مدارس العاصمة.

اقتراح تشكيل حكومة

واقترح بيدرو نونو سانتوس، الزعيم الاشتراكي، أن يعمل حزبه على تمكين مونتينيجرو من تولي السلطة دون تشيجا، قائلاً: "لن نجعل تشكيل الحكومة أمراً غير ممكن". 

لكنه أشار أيضاً إلى أن الاشتراكيين لن يفعلوا بعد ذلك الكثير للمساعدة. وقال: "لا تطلبوا منا أن نكون من يدعم الحكومة".

ويقع على عاتق الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا الآن، ترشيح رئيس وزراء جديد، وهذا من المرجح أن يفعله بعد التشاور مع الأحزاب في الأيام المقبلة. وربما يستغرق المرشح الذي يختاره أسبوعاً، أو أسبوعين لمحاولة تشكيل الحكومة.

وعلى الرغم من إصلاح الموارد المالية العامة، ونمو يفوق المتوسط الأوروبي وبطالة في أدنى مستوياتها، تضرر أداء الحكومة الاشتراكية بسبب التضخم والخلل في الخدمات الصحية والمدارس، إلى جانب أزمة سكن حادة.

تضاف إلى ذلك فضائح فساد أدت في نهاية المطاف إلى سقوط أنطونيو كوستا، وتضاعف عدد المهاجرين في خمس سنوات، وهما موضوعان واعدان لليمين المتطرف.

تصنيفات

قصص قد تهمك