قمة بولندية ألمانية فرنسية الجمعة في برلين بشأن أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بوتسدام خارج برلين- 6 يونيو 2023 - via REUTERS
المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بوتسدام خارج برلين- 6 يونيو 2023 - via REUTERS
برلين-أ ف ب

يعقد زعماء بولندا وألمانيا وفرنسا اجتماعاً طارئاً في برلين، الجمعة، بشأن أوكرانيا، في حين تسعى الدول الأوروبية إلى تسوية خلافاتها بشأن دعم كييف.

وقالت برلين، الأربعاء، إن هذا الاجتماع "مبادرة مشتركة" لرئيس الوزراء البولندي دونالد توسك والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز.

وقال توسك لقناة "تي في بي إنفو" العامة مساء الثلاثاء، إن العواصم الثلاث "عليها المسؤولية وهي قادرة أيضاً على تعبئة أوروبا بأكملها" لتقديم مساعدة جديدة لأوكرانيا.

وأتى ذلك عشية إعلان مسؤولين في بروكسل، توصل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق الأربعاء، لإضافة 5 مليارات يورو إلى صندوق يهدف إلى تمويل شراء الأسلحة لأوكرانيا.

وقالت بلجيكا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد، إن سفراء دوله الـ27 اتفقوا "مبدئياً" على خطة لدعم إمدادات الأسلحة إلى كييف لعام 2024.

وكان توسك والرئيس البولندي أندريه دودا زارا واشنطن، التي أعلنت عن مساعدة عسكرية جديدة بقيمة 300 مليون دولار لأوكرانيا. إلا أن هذه المساعدة لا تذكر مقارنة بعشرات مليارات الدولارات التي يطلب الرئيس الأميركي جو بايدن من الكونجرس إقرارها، لكنها متوقفة منذ أشهر بسبب الخلافات بين الجمهوريين والإدارة الديمقراطية.

ووفقاً للرئاسة الفرنسية فإن قمة الجمعة، ستشدد مجدداً على "إرادة" القادة الثلاثة "لتقديم دعم ثابت وطويل الأمد لأوكرانيا". وستتم مناقشة "مساهماتهم" وهو موضوع أثار خلافات بين الأوروبيين في الأسابيع الأخيرة.

وظهرت في الآونة الأخيرة خلافات بين فرنسا وألمانيا بشأن سبل دعم كييف عسكرياً، الأمر الذي أدى إلى إضعاف رسالة الوحدة التي يحاول حلفاء أوكرانيا إظهارها في مواجهة روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين.

وقبل القمة الثلاثية سيعقد أولاف شولتز وإيمانويل ماكرون اجتماعاً ثنائياً، وفق ما ذكر مكتبهما الأربعاء.

واتخذ قرار المساعدة الأوروبية، الأربعاء، بعد أسابيع من المفاوضات، وكانت فرنسا تطالب بالحصول على ضمانات بشأن منح الأسلحة المصنّعة في أوروبا الأولوية في عمليات الشراء للشحنات المخصصة لأوكرانيا، فيما أبدت ألمانيا تردّدها إزاء هذه الآلية الأوروبية مفضّلة المساعدات الثنائية.

وقال دبلوماسيون إنه تم التوصل إلى أن المساعدات الألمانية المباشرة لأوكرانيا، وقد تعهدت برلين تقديم 8 مليارات يورو هذا العام، ستُحتسب كجزء من الدعم الألماني المالي لصندوق المساعدات الأوروبي لكييف.

من جهتها، حصلت فرنسا على ضمانة أن "الأولوية" ستُعطى لصناعة الدفاع الأوروبية عندما تقدم دولة عضو طلباً لشراء أسلحة، ما لم تثبت صعوبة الحصول عليها خلال حدود زمنية معقولة.

"فوارق دقيقة"

وأكد ستيفن هيبستريت المتحدث باسم المستشار الألماني أن ماكرون وشولتز "تحدثا مطولاً هاتفياً في الأيام الأخيرة"، واصفاً الخلافات الأخيرة بأنها "فوارق دقيقة بشأن مسألة تقنية".

وتراجعت حدة التصريحات المتبادلة بين الطرفين. وأكد شولتز، الأربعاء، أن لديه علاقة "شخصية جيدة للغاية" و"ودية" مع ماكرون. وقال خلال مؤتمر صحافي في المستشارية إن "هذا التفاهم المتبادل الجيد يساعدنا أيضاً في عملنا".

ويدور الخلاف الرئيسي بين ألمانيا وفرنسا بشأن شكل المساعدة الواجب تقديمها لأوكرانيا لصد التقدم الروسي.

وعارضت ألمانيا تلميحات الرئيس الفرنسي في الأسابيع الماضية بشأن عدم استبعاده إرسال قوات غربية لأوكرانيا.

كما يعارض شولتز قيام بلاده، أكبر مساهم أوروبي في للمساعدات المالية والعسكرية لأوكرانيا، بتسليم كييف صواريخ "توروس" بعيدة المدى.

ويطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بهذه الأسلحة التي يتجاوز مداها 500 كيلومتر. ويناشد العديد من النواب الألمان بما في ذلك داخل ائتلاف شولتز، إضافة الى الحلفاء الغربيين، المستشار باتخاذ هذه الخطوة.

وأعلن شولتز، الأربعاء، خلال نقاش في البرلمان أنه "لن يتم تسليم أنظمة أسلحة واسعة النطاق لا يمكن توفيرها بشكل عقلاني دون مشاركة جنود ألمان".

وأضاف: "الأمر يتعلق بالمساعدة في تحديد الموقع الذي نستهدفه والموقع الذي سنقصفه يجب ألا يحدث ذلك مع جنود ألمان"، مشدداً على أنه "كمستشار أتحمل مسؤولية منع مشاركة ألمانيا في هذه الحرب".

وتابع: "لا يجب الخلط بين الحذر والضعف كما يفعل البعض".

وبعد تصريحاته في نهاية فبراير بشأن خيار إرسال قوات على الأرض، ذهب ماكرون إلى أبعد من ذلك داعياً الأوروبيين إلى "ألا يكونوا جبناء".

ووفق استطلاع للرأي نشرته مؤخراً قناة "آي أر دي" الألمانية، يعارض 61% من الألمان تسليم صواريخ توروس لأوكرانيا.

وحثت بولندا وهي أقرب حلفاء أوكرانيا، الشركاء الغربيين مراراً على زيادة الإنفاق على المساعدات العسكرية المخصصة لكييف.

ومع تشكيل حكومة جديدة مؤيدة لأوروبا، تسعى وارسو إلى تعزيز التعاون مع برلين وباريس في مواجهة موسكو.

وتخصص بولندا حالياً 4% من إجمالي الناتج المحلي للنفقات المرتبطة بتعزيز أنظمتها الدفاعية، أي ضعف ما يطلبه حلف شمال الأطلسي من الأعضاء.

تصنيفات

قصص قد تهمك