اعتبر زعيم التجمع السياسي الرئيسي للأحزاب اليسارية في الاتحاد الأوروبي، أن الوقت حان "للتفاوض" لإنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا، مؤيداً دعوة البابا فرنسيس إلى رفع كييف لـ"الراية البيضاء".
وقال والتر باير، النمساوي البالغ 70 عاماً، والذي رشحه حزب اليسار الأوروبي، الشهر الماضي، لرئاسة المفوضية الأوروبية: "أعتقد أن مساعدة الشعب الأوكراني تعني الآن بذل محاولات لإنهاء الحرب".
وفي إشارة إلى موقف التجمع، الذي يضم أحزاباً شيوعية واشتراكية أوروبية، بينها "دي لينكه" الألماني، و"سيريزا" اليوناني، و"الحزب الشيوعي" الفرنسي، قال باير إنه "دان بشدة العدوان الروسي" في بيانه للانتخابات الأوروبية المقررة في يونيو.
لكن في مقابلة مشتركة مع "غرفة الأخبار الأوروبية"، التي تضم وكالات أنباء عدة بينها "فرانس برس"، لفت باير إلى أن جبهات النزاع "المجمدة" تتطلب مقاربة جديدة.
وقال: "أتمنى من الاتحاد الأوروبي (...) أن يبذل جهوداً دبلوماسية لبدء مفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وانسحاب القوات الروسية".
وأضاف الرئيس السابق للحزب الشيوعي النمساوي: "في هذا الصدد، أؤيد تماماً ما يقوله البابا فرنسيس، الآن حان الوقت لإنهاء الحرب، والآن حان الوقت للتفاوض ووقف القتل".
وتجمع اليسار الأوروبي هو الأكبر بين تجمعين يساريين في البرلمان الأوروبي إلى جانب تكتل "الشعب الآن" الذي يضم في صفوفه حزب "بوديموس" الإسباني، و"حزب فرنسا الأبية".
وتتوقع استطلاعات رأي أن تشهد انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة في يونيو، ارتفاع تمثيل الأحزاب اليمينية المتطرفة.
ويضم برلمان الاتحاد الأوروبي حالياً 705 مقاعد، ومن المقرر أن يرتفع العدد إلى 720 مقعداً بعد انتخابات 2024.
جدل "الراية البيضاء"
البابا فرنسيس حض في مقابلة أذيعت في وقت سابق من مارس، كييف على "رفع الراية البيضاء والتفاوض".
وردت الحكومة الأوكرانية بغضب على الدعوة، حتى عندما أوضح الفاتيكان أن عبارة "الراية البيضاء" لا تعني الاستسلام، بل وقف الأعمال الحربية.
وعلى الرغم من ضعف احتمالات إجراء مفاوضات تحقق انفراجة في الحرب، إلا أن دول عدة تدعو إلى بحث سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا بجدية.
وسويسرا إحدى هذه الدول، وتخطط لاستضافة مؤتمر للسلام بهذا الخصوص خلال الأشهر المقبلة.
والاثنين، قال سفير الصين لدى سويسرا، وانج شي تينج، إن الصين تدرس المشاركة في هذا المؤتمر الرامي إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ 24 فبراير 2022.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة "نويه تسورخر تسايتونج"، إنه يتعين على جميع الأطراف العمل على إنهاء الحرب التي بدأت قبل أكثر من عامين.
وتابع السفير: "يجب منع الأزمة من أن تتفاقم أو حتى تخرج عن نطاق السيطرة.. نحن نتابع عن كثب مؤتمر أوكرانيا الذي ستستضيفه سويسرا، وندرس إمكانية المشاركة فيه".
وقالت الحكومة السويسرية إنها تهدف إلى عقد المؤتمر بحلول الصيف، بعد طرح الفكرة في يناير.
ولا تؤيد الولايات المتحدة المساعي الرامية لإسكات البنادق في الحرب الأوكرانية-الروسية، على الرغم من مواجهة واشنطن معضلة في تأمين المزيد من المساعدات العسكرية لكييف في الحرب.
وفي مقابل الموقف الغربي، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في فبراير، أن الحرب في أوكرانيا لا تشكل سوى مسألة "تحسين موقف تكتيكي" بالنسبة للغرب؛ لكنها "مسألة حياة أو موت" بالنسبة لروسيا.