تركيا.. النتائج النهائية للانتخابات البلدية تكشف مفاجأة بالمركز الثالث

المعارضة في المقدمة.. وأردوغان: نقطة تحول ولكنها ليست النهاية

time reading iconدقائق القراءة - 5
أنصار حزب الشعب الجمهوري المعارض يحتفلون خارج مبنى بلدية إسطنبول، 31 مارس 2024 - AFP
أنصار حزب الشعب الجمهوري المعارض يحتفلون خارج مبنى بلدية إسطنبول، 31 مارس 2024 - AFP
إسطنبول/ دبي-أ ف بالشرق

أعلنت تركيا، الاثنين، النتائج النهائية للانتخابات البلدية التي مثلت أسوأ انتكاسة انتخابية للرئيس رجب طيب أردوغان منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في عام 2002، لكن كانت هناك مفاجأة بالمركز الثالث.

وقال رئيس المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا أحمد ينر، بمؤتمر صحافي، الاثنين، إن النتائج النهائية الرسمية بعد فرز جميع الأصوات أظهرت تصدر حزب الشعب الجمهوري المعارض، بحصوله على 37.76% من الأصوات في عموم البلاد البالغ عدد سكانها 85 مليون نسمة، وحل بعده حزب العدالة والتنمية بنسبة 35.48% من الأصوات.

وجاء حزب الرفاه من جديد في المركز الثالث بنسبة 6.19%، وهو تقدم مفاجئ لحزب كان يوصف بأنه "ثانوي غير مؤثر".

وبعد ذلك، حزب الديمقراطية والمساواة 5.70%، ثم حزب الحركة القومية (المتحالف مع العدالة والتنمية) 4.99%، وحزب الجيد 3.77%، ثم حزب النصر اليميني المتطرف 1.74%.

وجاء في النهاية كل من حزب السعادة (الإسلامي) بنسبة 1.09%، وحزب هدى بار (يُسمى حزب الله التركي، كونه قريب من محور إيران) بنسبة 0.55%.

وأضاف ينر أن 34 حزباً سياسياً شارك في الانتخابات، وقال إن الانتخابات أجريت بمشاركة 61 مليوناً و441 ألفاً و882 ناخباً مسجلاً في 207 آلاف و848 مركز اقتراع.

وكان رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري، أعلن احتفاظه بمنصبه الذي يشغله منذ العام 2019 مع فرز غالبية صناديق الاقتراع. 

المعارضة في إسطنبول وأنقرة

إسطنبول وأنقرة هما أكبر مدينتين في تركيا. كانتا تحت سيطرة حزب العدالة والتنمية بين عامي 1994 و2019، وانتقلتا إلى حزب المعارضة الرئيسي قبل 5 سنوات، وأعادتا انتخاب رئيسي بلديتهما المنتهية ولايتهما.

في إسطنبول، فاز حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إليه رئيس البلدية أكرم إمام أوغلو في 26 دائرة من أصل 39 (مقارنة مع 14 في عام 2019). وكان بعضها يعتبر حتى الآن معاقل محافظة، لا سيما منطقة أوسكودار حيث مكان إقامة الرئيس.

وفي العاصمة أنقرة، فاز حزب الشعب الجمهوري في 16 دائرة من أصل 25، بما في ذلك منطقة كيتشيورين، ثاني أكبر منطقة من حيث عدد السكان، والتي حكمها حزب العدالة والتنمية وأسلافه منذ عام 1994.

تحول في الجغرافيا الانتخابية

حقّق حزب "الشعب الجمهوري" الذي كانت هيمنته مقتصرة لفترة طويلة على غرب تركيا، خاصة المناطق المطلة على بحر إيجه وبحر مرمرة، اختراقاً كبيراً في الأناضول، حيث انتزع بلدات سيطر عليها لفترة طويلة حزب "العدالة والتنمية".

فقد فاز في بورصة، وهي مدينة صناعية كبيرة في شمال غرب البلاد، كما في أديامان، وهي مدينة في الجنوب الشرقي تضررت بفعل زلزال فبراير 2023 المدمر.

أشار بيرك إيسن المتخصّص في العلوم السياسية في جامعة سابانجي في إسطنبول إلى أنه "رغم عدم تكافؤ قواعد اللعبة، خسر مرشحو السلطة حتى في معاقل المحافظين"، مؤكداً أن حزب الشعب الجمهوري حقق انتصاراً مدوياً هو الأكبر له منذ 47 عاماً.

وإذ فاز مرشحو حزب العدالة والتنمية في بعض معاقل الحزب، مثل طرابزون وريز (شمال شرق)، إلا أن دوائر مهمة في هاتين المحافظتين المطلتين على البحر الأسود تحوّلت إلى المعارضة.

منافس إسلامي لحزب العدالة والتنمية

جاءت انتكاسة حزب العدالة والتنمية أيضاً نتيجة التقدم الذي حققه حزب ينيدن رفاه (الرفاه الجديد)، وهو تشكيل إسلامي فرض نفسه كقوة سياسية ثالثة خلال هذه الانتخابات البلدية، مع 6,2% من الأصوات على المستوى الوطني وفقاً لنتائج شبه نهائية.

تم انتخاب مرشحي ينيدن رفاه في سانليورفا (جنوب شرق) ويوزجات (وسط)، وهما عاصمتان إقليميتان كان يقودهما رئيسا بلدية من حزب العدالة والتنمية. لكن الحزب استحوذ أيضاً على أصوات حزب العدالة والتنمية في عدد من المحافظات.

وقال فاتح أربكان، زعيم حزب ينيدن رفاه، والذي ندد طوال حملته الانتخابية بالحفاظ على العلاقات التجارية بين تركيا وإسرائيل، رغم الحرب على غزة، إن "نتيجة هذه الانتخابات تم تحديدها من خلال سلوك أولئك الذين يواصلون التجارة بحرية مع إسرائيل والقتلة الصهاينة".

مصير العدالة والتنمية

تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، بتصحيح أي أخطاء قد تكون قادت إلى هزيمة حزبه في الانتخابات المحلية في البلاد حيث استفادت المعارضة من المشاكل الاقتصادية ونفور الناخبين الإسلاميين؛ مما أثار حالة من عدم اليقين بشأن خططه الإصلاحية.

ورفض أردوغان كلمة "هزيمة"، إلا أنه أقر بأن نتائج الانتخابات البلدية شكلت "نقطة تحول، ولكنها ليست النهاية" لحزبه.

ودعا أردوغان الذي أكد في مطلع مارس أن الانتخابات البلدية هذه ستكون "الأخيرة" خلال ولايته، معسكره إلى ممارسة "النقد الذاتي".

ورأت غونول تول، مديرة برنامج تركيا في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، أن "الاختراق الانتخابي الذي حققه ينيدن رفاه، والذي كان أداؤه أفضل من الحليف القومي لأردوغان، حزب الحركة القومية... يمكن أن يغير حسابات أردوغان، ويضطره إلى تعديل تحالفه الانتخابي".

تصنيفات

قصص قد تهمك