أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، إغلاق المدارس وتقليص التجمعات لأسباب أمنية، بعد تهديدات إيران بالرد على الهجوم الذي استهدف قنصليتها في دمشق، فيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن قطع عطلته للاجتماع بفريقه للأمن القومي بسبب الأوضاع في الشرق الأوسط.
وقال الجيش الإسرائيلي إن هذه التغييرات تم اتخاذها بعد تقييم الوضع، موضحاً أنها تشمل وقف الأنشطة التعليمية في أنحاء البلاد، بينما ستقتصر التجمعات في المناطق الخضراء على ألف شخص كحد أقصى.
وبالنسبة للتجمعات في المناطق البرتقالية، فسيسمح بتجمع ما يصل إلى 100 شخص في الأماكن المفتوحة، وما يصل إلى 300 شخص في الأماكن المغلقة، بينما ستغلق الشواطئ أمام الجمهور.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، السبت، إن إسرائيل "تترقب عن كثب هجوماً محتملاً" عليها من جانب إيران وحلفائها في المنطقة، دون تقديم مزيد من التفاصيل عن طبيعة هذا التهديد.
وأضاف جالانت في بيان أنه يتعين على الإسرائيليين أن يستجيبوا لأي أوامر قد تصدر عن قيادة الجبهة الداخلية بالجيش، التي ترصد الصواريخ القادمة والتهديدات الجوية الأخرى، حتى يتمكنوا من معرفة ما إذا كان عليهم الاحتماء أم لا.
وتوعدت طهران بالرد على هجوم نُسب إلى إسرائيل على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق مطلع أبريل الجاري، أسفر عن سقوط 7 من الحرس الثوري؛ بينهم القيادي البارز اللواء محمد رضا زاهدي قائد "فيلق القدس" الموكل بالعمليات الخارجية في الحرس الثوري.
اعتماد إسرائيل على "الدعم الأميركي"
وقالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، إن وزير الدفاع أوستن تحدث مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت، السبت، لمناقشة التهديدات الإقليمية، مؤكداً أن إسرائيل يمكنها الاعتماد على واشنطن في وجه أي هجمات من جانب إيران ووكلائها الإقليميين.
كما أعلن البيت الأبيض أن بايدن سيعود، السبت، للتشاور مع فريق الأمن القومي بشأن الأحداث في الشرق الأوسط. وكان من المفترض في الأصل أن يعود بايدن إلى البيت الأبيض غداً الأحد، حسب ما ذكرت شبكة CNN الأميركية.
وحذّر بايدن، الجمعة، إيران من الانتقام حتى مع توقعه أن الهجوم قد يكون "وشيكاً، قائلاً: "نحن ملتزمون بالدفاع عن إسرائيل. سندعم إسرائيل. سنساعد في الدفاع عن إسرائيل، ولن تنجح إيران".
وفي وقت سابق، السبت، أعلنت إيران احتجاز سفينة شحن "إسرائيلية" في الخليج العربي، فيما قال الجيش الإسرائيلي، إن طهران "ستتحمل عواقب تصعيد الوضع".
تحركات عسكرية في إيران
ورصدت الولايات المتحدة تحريك إيران مُسيّرات وصواريخ كروز، في إطار استعدادها لـ"هجوم محتمل" على إسرائيل من داخل أراضيها، وذلك رداً على استهداف قنصلية طهران في دمشق، حسبما ذكرت شبكة CNN.
ونقلت الشبكة الأميركية عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية ومصدر مطلع على المعلومات الاستخباراتية قولهما، إن الولايات المتحدة تتوقع أن تنفذ إيران ضربات ضد عدة أهداف داخل إسرائيل، وأن يشارك وكلاء إيران في المنطقة أيضا في تنفيذ الهجمات.
وتهدد الضربة الإيرانية بإشعال المنطقة، وزيادة التوترات وتحويل "حرب الظل" المستمرة منذ فترة طويلة بين الأعداء الإقليميين إلى مواجهة مباشرة، إذ تأتي في وقت تتعرض فيه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لضغوط دولية متزايدة لإنهاء حملتها العسكرية على قطاع غزة، التي قتلت أكثر من 33 ألف فلسطيني.
وأشارت تقديرات الاستخبارات الأميركية إلى أن "الإيرانيين يريدون تجنب التورط في حرب مباشرة مع إسرائيل والولايات المتحدة"، وأن طهران "ستستخدم قواتها بالوكالة لشن الهجوم الأول".