ضغوط على إسرائيل لمنع مهاجمة إيران.. ونتنياهو: سنتخذ قرارنا بأنفسنا

time reading iconدقائق القراءة - 7
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقبل وزيرة الخارجية الألمانية، القدس. 17 أبريل 2024 - twitter/IsraeliPM/
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقبل وزيرة الخارجية الألمانية، القدس. 17 أبريل 2024 - twitter/IsraeliPM/
دبي/ القدس-أ ف بالشرق

تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة الحكومة، الأربعاء، بأن إسرائيل ستتخذ قراراتها الخاصة، وتفعل "كل ما هو ضروري لحماية نفسها"، حتى لو كان ذلك مخالفاً للنصيحة التي قدمها حلفاؤها.

تصريحات نتنياهو جاءت عقب لقائه وزيري خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون وألمانيا أنالينا بيربوك، وسط ضغوط على إسرائيل من حلفائها للامتناع عن الرد على الهجوم الذي نفذته إيران بالصواريخ والطائرات المسيَّرة، وتعهدات واشنطن وبروكسل بتشديد العقوبات على طهران.

وفيما بدا أنه يقدّر نصائح بيربوك وكاميرون، قال نتنياهو خلال اجتماع مجلس الوزراء، إن الوزيرين قدما "جميع أنواع الاقتراحات والنصائح"، ورغم ذلك "ستقوم إسرائيل بصنع قراراتها الخاصة، وستقوم دولة إسرائيل بكل ما هو ضروري للدفاع عن نفسها"، وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وخلال أول زيارة لوزيرين غربيين لها منذ الهجوم الصاروخي الإيراني، حض وزيرا خارجية بريطانيا وألمانيا إسرائيل على الهدوء، محذرين من أن أي أعمال قتالية مباشرة إضافية مع إيران يمكن أن تدفع الشرق الأوسط إلى "حرب شاملة".

دعوات "لضبط النفس"

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون: "نحن حريصون جداً على تجنب التصعيد، ونقول لأصدقائنا في إسرائيل، لقد حان الوقت للتفكير بالعقل والقلب، وهذه هزيمة مزدوجة لإيران من نواحٍ عديدة".

وأضاف في تصريحات صحافية: "لم يكن هجومهم فشلاً ذريعاً فحسب، بل يمكن لبقية العالم أيضاً أن يرى مدى تأثيرهم الخبيث في المنطقة".

وتابع: "في حين أن من الواضح أنه سيكون هناك انتقام ضد طهران، إلا أنه يأمل أن يتم تنفيذه بطريقة ذكية وصارمة، وألا يسبب ذلك سوى أقل قدر ممكن لتصعيد هذا الصراع".

وكانت بيربوك أكثر صراحة في معارضتها لخطة إسرائيل للرد على إيران، لكنها شددت على أنه مع ذلك، لا تزال بلادها متضامنة تماماً مع إسرائيل.

وقالت: "يجب عدم السماح لإيران، وأذرعها مثل حزب الله، أو الحوثيين بصب الوقود على النار"، مشيرة إلى أنه ستكون هناك عواقب للضربة الإيرانية، إذ يعمل الاتحاد الأوروبي على فرض مزيد من العقوبات على طهران.

وكررت الوزيرة الألمانية دعوتها لإسرائيل لممارسة ضبط النفس، وقالت إنه "يجب على الجميع الآن التصرف بحكمة ومسؤولية".

وأضافت: "أنا لا أتحدث عن الاستسلام. أتحدث عن ضبط النفس الحكيم، والذي لا يقل عن القوة الفعلية، لأن إسرائيل قد أظهرت بالفعل قوتها من خلال النصر الدفاعي الذي حققته في عطلة نهاية الأسبوع".

وقالت: "لن يستفيد أحد من الرد على إيران. لا أمن إسرائيل، ولا العشرات من المحتجزين لدى حماس، ولا سكان غزة الذين يعانون، ولا العديد من الأشخاص في إيران الذين يعانون تحت النظام، ولا الدول الثالثة في المنطقة التي ترغب ببساطة العيش في سلام".

نتنياهو: تلقيت جميع أنواع النصائح

لكن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، قال لوزيري خارجية بريطانيا وألمانيا إن إسرائيل "تحتفظ بالحق في حماية نفسها"، وفق بيان أصدره مكتبه.

وبعد لقائه بالوزيرين، ألقى نتنياهو كلمة أمام مجلس الوزراء قال فيها إنه تلقى "جميع أنواع الاقتراحات والنصائح" من حلفاء بلاده.

وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي: "مع ذلك، أود أيضاً أن أوضح أننا سنتخذ قراراتنا بأنفسنا".

وتفاقمت التوترات في الشرق الأوسط وخاصة بعد أن توعدت إيران بالرد إذا شنت إسرائيل أي هجمات أخرى، في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر.

رئيسي يتوعد بـ"رد قاس وعنيف"

وخلال الاحتفال بيوم الجيش، عُرضت في طهران، الأربعاء، مجموعة من الأسلحة الإيرانية بما في ذلك طائرات هجومية مسيَّرة وصواريخ باليستية بعيدة المدى.

وأشاد الرئيس إبراهيم رئيسي بالهجوم الذي نفذته إيران رداً على استهداف قنصليتها في دمشق والذي اتهمت إسرائيل بتنفيذه، وقال محذراً "إذا ارتكب الكيان الصهيوني أدنى عدوان على أرضنا سيؤدي ذلك إلى رد قاسٍ وعنيف".

وأطلقت إيران في وقت متأخر السبت، أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة بحمولة إجمالية تبلغ 85 طناً، قالت إسرائيل إنها تمكنت من اعتراض معظمها بمساعدة حلفائها، ولم تخلف سوى أضرار محدودة.

فيما تعهد قائد الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي "بالرد" على أول هجوم مباشر لإيران على الإطلاق، وشدد المتحدث العسكري دانييل هاجاري أيضاً على أن إيران "لن تفلت من العقاب".

ولم يتضح كيف ومتى قد تضرب إسرائيل، وما إذا كانت ستستهدف إيران مباشرة، أو تهاجم مصالحها أو حلفاءها في الخارج في أماكن مثل لبنان وسوريا والعراق واليمن.

إسرائيل تبحث موعد وكيفية الرد

وأفاد مراسل "الشرق" في القدس، بأن هناك إجماعاً داخل المؤسسات السياسية والعسكرية الإسرائيلية بشأن ضرورة الرد على الهجوم الإيراني على أراضي إسرائيل، موضحاً أن النقاش الآن يدور "حول كيفية وموعد الرد".

وذكر أن بعض الأصوات نادت باستغلال الوضع الحالي "لضرب منشآت نووية إيرانية"، مشيراً إلى أنه "ربما تم استبعاد هذا الخيار".

وأضاف أن الحديث في إسرائيل حول خيارات أخرى، تتضمن استهداف القواعد العسكرية التي انطلقت منها المسيرات والصواريخ الإيرانية باتجاه إسرائيل، أو هجوم سيبراني مكثف، بالإضافة لعمليات جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد)، لاستهداف مرافق حيوية وعسكرية في إيران دون تبني الهجمات رسمياً.

وأشار إلى أن الضغط الدولي على إسرائيل لعدم الرد على إيران، "مرحب به" في الحكومة الإسرائيلية باعتباره أعاد نوعاً من "الشرعية"، كانت تل أبيب فقدتها بعد خلافات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ولفت إلى أن "الإجماع الغربي الذي حظيت به إسرائيل في بداية الحرب على غزة في طريقه للعودة، وهناك مطالب في إسرائيل باستغلال الإجماع الغربي، في إدخال البرنامج الصاروخي الإيراني والمسيرات إلى منظومة العقوبات الدولية، خاصة أن ذلك كان مطلباً إسرائيلياً منذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015".

تشديد العقوبات ضد طهران

وقالت واشنطن، الحليف الأكبر لإسرائيل، إنها لن تنضم إلى أي هجوم على إيران، ودعت إلى وقف التصعيد، كما فعل عدد من الزعماء الغربيين والعرب الآخرين.

وتعهدت واشنطن بفرض مزيد من العقوبات التي تستهدف برنامج الصواريخ والطائرات المسيرة الإيراني و"الحرس الثوري"، ووزارة الدفاع الإيرانية.

تصنيفات

قصص قد تهمك