قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لدى وصوله إلى نيويورك الأربعاء، إن طهران أطلعت الولايات المتحدة على قراراها بالرد على قصف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق مطلع أبريل، بعد اتخاذه مباشرة، مضيفاً أنها وجهت لواشنطن رسالة أخرى بعد العملية أفادت فيها بأنها "لا تسعى وراء تصعيد التوتر في المنطقة".
ووصل عبد اللهيان إلى نيويورك الأربعاء، بعد أيام على الهجوم غير المسبوق الذي شنته طهران على إسرائيل، وسط ترقب لرد إسرائيلي محتمل على العملية الإيرانية.
ولدى وصوله لحضور اجتماع مجلس الأمن الخميس، قال عبد اللهيان لوكالة "إرنا" الإيرانية شبه الرسمية، إن إيران مارست ضبط النفس لفترة طويلة منذ سقوط مستشاريها العسكريين في سوريا، تفهماً للوضع في المنطقة، مضيفاً أنها كانت تبلغ بانتظام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن مجلس الأمن يجب أن يقوم بواجبه في مواجهة تصرفات إسرائيل.
وأضاف: "أطلعنا أميركا منذ أن اتخذ القرار الإيراني، بأنه يجب الرد اللازم على الكيان الإسرائيلي في إطار القانون الدولي والدفاع المشروع، وتوجيه الإنذار والعقاب اللازمين"، وفق قوله.
وأوضح: "قلنا للأميركيين بصراحة ووضوح أن القرار في إيران، في المجلس الأعلى للأمن القومي برئاسة رئيس البلاد، بالرد على الكيان الإسرائيلي أمر محسوم، وتم تبادل رسائل قبل العملية أيضاً، وبعد تنفيذ العملية، أي حوالي الساعة 2:30 من فجر الأحد (الحادية عشرة مساء السبت بتوقيت جرينتش) من هذا الأسبوع، وجهنا رسالة أخرى إلى الولايات المتحدة عبر القنوات الدبلوماسية، حيث سعينا أن نقول بصراحة ووضوح للولايات المتحدة في هذه الرسائل إننا لا نسعى لتصعيد التوتر في المنطقة، وما يمكن أن يزيد من تصعيد التوتر هو سلوك الكيان الصهيوني".
لن نستهدف المصالح الأميركية
ولفت وزير الخارجية الإيراني إلى أن إيران أبلغت الجانب الأميركي قبل الهجوم بوضوح أنها "لن تستهدف القواعد والمصالح الأميركية في المنطقة، إلا إذا أرادت واشنطن حين نرد على الكيان الصهيوني اتخاذ إجراء في الدعم الحربي له".
وأضاف أمير عبداللهيان: "يتم تبادل الرسائل خاصة عبر القناة السويسرية باعتبارها راعية المصالح الأميركية، والقنوات الدبلوماسية الرسمية، بهدف خلق فهم صحيح للعمل الإيراني وبهدف الحيلولة دون توسع نطاق التوتر والأزمة في المنطقة".
اجتماعات مجلس الأمن
ورداً على سؤال لمراسل التليفزيون الإيراني بشأن الغرض من زيارته إلى نيويورك، أوضح وزير الخارجية الإيراني أنه في نيويورك لحضور اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي سيعقد الخميس، لبحث التطورات الشرق الأوسط، والتركيز على قضية فلسطين.
وتابع: "الاجتماع سيعقد على مستوى وزراء الخارجية؛ بالنظر إلى التطورات التي تشهدها المنطقة، وحقيقة أن الوضع في غزة قد وصل بالفعل إلى نقطة الغليان".
وقال إن الاجتماع "فرصة لشرح وجهات نظر إيران، بما يتماشى مع ضرورة إحلال السلام والأمن المستقرين في المنطقة، وفي الوقت نفسه، استغلال فرصة الحضور في الأمم المتحدة للاجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة وبعض وزراء الخارجية وكبار مدراء المنظمات الدولية، للتباحث من أجل الخروج من هذه المشكلة ووقف الحرب فوراً في غزة، وإرسال مساعدات إنسانية واسعة النطاق إلى القطاع وغيرها من القضايا المتعلقة بقضية فلسطين وأمن المنطقة".
عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
والأربعاء، أفادت مصادر دبلوماسية لوكالة "فرانس برس"، أنّ الجلسة التي يفترض أن يعقدها مجلس الأمن الدولي الخميس، للتصويت على منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتّحدة قد تتأجّل إلى الجمعة، إفساحاً في المجال أمام إجراء مزيد من المداولات.
وكانت مصادر دبلوماسية عديدة قالت لفرانس برس الثلاثاء، إنّ المجلس سيصوّت الخميس، على الطلب الذي قدّمته السلطة الفلسطينية لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتّحدة، لكنّ هذا الموعد لم يعد مؤكّداً بعدما دعا بعض الأعضاء إلى تأخير الجلسة حتى الجمعة.
وحتى عصر الأربعاء لم يكن قد تمّ البتّ بموعد الجلسة، وفق مصادر دبلوماسية عديدة.
وقال سفير سلوفينيا لدى الأمم المتّحدة صامويل زبوغار لعدد من الصحافيين عصر الأربعاء، إنّ "الأمر لا يزال معلّقاً" بين أن تعقد الجلسة الخميس أو الجمعة.
بالمقابل، قال السفير الفلسطيني لدى المنظمة الدولية رياض منصور إنّ "التصويت سيجري الخميس، عند الساعة الثالثة بعد الظهر. أنا متأكد من ذلك. إذا كنتم لا تصدقّوني فسترون غداً".
لكنّ البعثة الدبلوماسية المالطية التي تتولّى حالياً الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي لشهر أبريل لم تؤكّد هذا الموعد كما أنّها لم تنفه.
وبغضّ النظر عن موعد الجلسة فإنّ نتيجة التصويت تبدو محسومة سلفاً في ظلّ معارضة الولايات المتّحدة لمشروع القرار الذي قدّمته الجزائر والذي "يوصي الجمعية العامة بقبول دولة فلسطين عضواً في الأمم المتحدة".