زيلينسكي: الدعم الأميركي الجديد فرصة لتحقيق النصر

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يزور  منطقة أوديسا في جنوب أوكرانيا. 8 يوليو 2023 - AFP
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يزور منطقة أوديسا في جنوب أوكرانيا. 8 يوليو 2023 - AFP
دبي-الشرق

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، إن الدعم الأميركي الجديد سيمنح بلاده القدرة على "استعادة زمام المبادرة" في المعركة ضد روسيا، و"فرصة لتحقيق النصر".

وتأتي الحزمة الأميركية التي تبلغ قيمتها ما يقرب من 61 مليار دولار من المساعدات العسكرية والاقتصادية، والتي وافق عليها مجلس النواب الأميركي، فيما أعلنت روسيا، الأحد، سيطرتها على بلدة بوغدانيفكا في شرق أوكرانيا.

وأضاف زيلينسكي في مقابلة مع شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية: "أعتقد أن هذا الدعم سيقوي القوات المُسلحة.. سيكون لدينا فرصة لتحقيق النصر إذا حصلت أوكرانيا بالفعل على نظام الأسلحة الذي نحتاجه بشدة، ويحتاجه آلاف الجنود بشدة". 

وتابع الرئيس الأوكراني قائلاً: "نحن بحاجة إلى إقرار هذه المساعدات سريعاً، نحن بحاجة إلى الحصول على موافقة مجلس الشيوخ". 

وأضاف: "وبعد ذلك، نحن بحاجة إلى إنجاز الأمور في أسرع وقت ممكن، حتى نتمكن من تقديم بعض المساعدات الملموسة للجنود على الخطوط الأمامية في أقرب وقت ممكن ليحرزوا التقدم، وليس في غضون 6 أشهر أخرى".

أسلحة بعيدة المدى

وأشاد زيلينسكي بمنظومة الصواريخ التكتيكية العسكرية "أتاكمس" (ATACMS) في مشروع قانون مجلس النواب، علماً أن الكلمة الأخيرة بشأن تسليم هذه الأنظمة لأوكرانيا ستكون للرئيس الأميركي جو بايدن.

وقال زيلينسكي إن "القدرة على ضرب أهداف روسية على مسافة أبعد، ودعم الدفاع الجوي الأوكراني، هي الأولويات القصوى في الوقت الحالي".

وأضاف: "نحن بحاجة إلى أسلحة بعيدة المدى كي لا نفقد أفراداً على الخطوط الأمامية، لأننا تكبدنا خسائر بسبب عدم امتلاكها، لأن أسلحتنا ليست بعيدة المدى" وتابع: "نحن بحاجة إلى (هذه الأسلحة) ودفاعات جوية. هذه هي أولوياتنا في الوقت الحالي".

وعند سؤاله عما إذا كانت هذه المساعدات ستساعد أوكرانيا على الفوز بالحرب، أم ستؤدي إلى إطالة أمدها، قال الرئيس الأوكراني: "الأمر يعتمد على الوقت الذي سنحصل فيه بالفعل على هذه الأسلحة".

وأضاف: "إذا حصلنا عليها في غضون نصف عام، فستتعثر العملية وسنتكبد خسائر في عدة اتجاهات؛ خسائر في الرجال وفي المعدات".

وأشار زيلينسكي إلى أن قوات بلده لديها "فرصة لتثبيت الوضع وأخذ زمام المبادرة. ولذلك نحن بحاجة إلى الحصول على أنظمة الأسلحة".

ويرى الرئيس الأوكراني أن منح الولايات المتحدة إطاراً زمنياً محدداً للحرب، يعتمد على مدى سرعة حصول أوكرانيا على المساعدات. وقال: "هناك الكثير من المتغيرات والكثير من العوامل".

"نقاتل بدل الجيش الأميركي"

ورد زيلينسكي على الانتقادات القائلة إن الولايات المتحدة أنفقت الكثير من الأموال في الحرب، وستظل مضطرة إلى القيام بذلك، قائلاً إن أميركا "في المقام الأول تحمي الحرية والديمقراطية في جميع أنحاء أوروبا".

وأضاف: "الجيش الأميركي الآن ليس مضطراً للقتال من أجل حماية دول الناتو، الأوكرانيون يفعلون ذلك، الأمر لا يتطلب سوى الذخائر التي يقدمها العالم المتحضر، وأعتقد أنه قرار جيد".

وعلّق زيلينسكي أيضاً على التقارير التي أفادت مؤخراً بأن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، سيضغط في حال إعادة انتخابه، من أجل تنازل أوكرانيا عن بعض الأراضي لروسيا مقابل إنهاء الحرب. وقال: "شائعات وروايات مختلفة. لا أصدق ذلك".

كما شكّك زيلينسكي في موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على هذه التسوية والتزامه بها. وقال: "لا يمكن الوثوق ببوتين على الإطلاق".

وأضاف زيلينسكي: "استراتيجية إنهاء الحرب يجب ألا تستند إلى العبارات التي يقولها بوتين، أو بعض الأشخاص الآخرين المحيطين به، بل على شيء محدد للغاية، شيء ملموس للغاية، وهو تمتع أوكرانيا بالاستقلال والديمقراطية".

وتابع: "أثق بأن الجميع يريدون ذلك. جميع القادة السياسيين مهتمون أيضاً بأن تكون أوكرانيا مستقلة، وذات سيادة، وديمقراطية. إنه أمر يريده الجمهوريون والديمقراطيون". 

تقدم روسي على الجبهة الشرقية الأوكرانية

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، إن "وحدات من القوات الجنوبية حررت بالكامل منطقة بوغدانوفكا (الاسم باللغة الروسية) في جمهورية دونيتسك الشعبية".

وتقع بوغدانيفكا، وهي بلدة صغيرة، على بعد أقل من 10 كيلومترات من تشاسيف يار المدينة التي يتركز عليها الهجوم الروسي بعد السيطرة على باخموت شرقاً في ربيع 2023.

وتقع تشاسيف يار على مرتفع يبعد أقل من 30 كيلومتراً جنوب شرق كراماتورسك، المدينة الرئيسية في منطقة دونيتسك الخاضعة للسيطرة الأوكرانية، والتي تعد محطة مهمة للسكك الحديد، والخدمات اللوجستية للجيش الأوكراني.

ومن شأن السيطرة على تشاسيف يار أن تتيح للجيش الروسي فرصة التقدّم في المنطقة.

ولم يذكر الجيش الأوكراني بوغدانيفكا في تقريره الصباحي، لكن وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف كان قد أقر بأن "الوضع متوتر" على الجبهة الشرقية حيث الجيش الروسي "متفوّق من حيث العديد".

نقص في الذخيرة

ويعاني الجيش الأوكراني نقصاً في الذخيرة، بالإضافة إلى صعوبة تجنيد متطوعين جدد، بعد أكثر من عامين من حرب أنهكته.

وميدانياً، لا تسير الأمور في صالح أوكرانيا بعد أشهر من فشل الهجوم المضاد الذي شنته في صيف العام 2023، وباتت روسيا تحتلّ نحو 20% من أراضيها.

وفي حين يتوقع أن تسمح المساعدات الأميركية للقوات الأوكرانية بالتقاط أنفاسها في مواجهة الجيش الروسي، إلا أنّ الشحنات الأولى من القذائف والذخيرة الموعودة لن تؤثر على سير المعارك "قبل عدة أسابيع"، حسبما أكد المعهد الأميركي لدراسة الحرب في تقريره الأخير.

ورأى الكرملين من جهته أن المساعدات الأميركية الجديدة "لن تغير  شيئاً" على الأرض.

وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، السبت، أن قرار توفير مساعدة لأوكرانيا "سيزيد الولايات المتحدة ثراءً وأوكرانيا دماراً بقتل مزيد من الأوكرانيين بسبب نظام كييف".

ورحّب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بقرار مجلس النواب الأميركي، معتبراً أنه "يوجه إشارة واضحة إلى الكرملين".

تصنيفات

قصص قد تهمك