قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأحد، إنه سيتم توقيع أكثر من 20 اتفاقية مع العراق خلال زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى بغداد، الاثنين، وهو ما أكدته الحكومة العراقية في بيان أصدره المتحدث باسمها باسم العوادي، ولفتت فيه إلى أن الاتفاقيات ستشمل ملف المياه.
وتُعد هذه الزيارة المرتقبة الأولى التي يقوم بها أردوغان إلى العراق منذ عام 2011، حيث شهدت علاقات البلدين خلال العقد الفائت توترات بشأن عدد من القضايا الخلافية.
وأوضح فيدان خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول، أنه تم إتمام الاتفاقات الأولية لتوقيع أكثر من 20 اتفاقية خلال زيارة أردوغان إلى بغداد، مشيراً إلى الأعمال الجارية المشتركة بين البلدين منذ فترة طويلة، والتي تشمل مجالات مثل الأمن والطاقة والزراعة والمياه والصحة والتعليم، بحسب ما أوردت وكالة "الأناضول" التركية.
وقال فيدان: "هدفنا تطوير العلاقات (مع العراق) بحيث يكون الاستقرار الإقليمي والازدهار والتنمية ممكنا، وإضفاء طابع مؤسسي على علاقاتنا، وبذل ما بوسعنا لتطوير النظام والازدهار في المنطقة"، مؤكداً على أهمية التنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي في العراق، وأن أنقرة "لا تريد أن تذكر المنطقة والعراق بالاضطرابات الداخلية والصراعات والحروب".
مشروع طريق التنمية
ومن المقرر أن يلتقي أردوغان خلال الزيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في بغداد، حيث سيُعقد اجتماع عمل، ويتم التوقيع على الاتفاقيات. كما سيلتقي أيضاً بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد.
وأعرب وزير الخارجية التركي عن اعتقاده بأن العلاقات التركية العراقية "ستكون مثالاً مهماً في المنطقة، وخاصة مع تنفيذ مشروع طريق التنمية الذي يوليه الرئيس أردوغان، أهمية كبيرة"، وقال إن المنطقة يجب أن تكون على جدول الأعمال بالتطور والتكنولوجيا والازدهار والاستقرار والثقافة والفن، وليس بالصراعات والاضطرابات وعدم الاستقرار.
وتسعى تركيا لتحقيق رؤيتها من خلال تجسيد مشروع "طريق التنمية"، الذي يهدف إلى الربط بين الخليج العربي وأوروبا عبر العراق، ويتوقع أن يلعب دوراً إيجابياً في تعزيز التجارة والتواصل الاقتصادي في المنطقة.
وفي شأنٍ آخر، لفت فيدان إلى أن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة ستتم مناقشتها أيضاW خلال زيارة الرئيس التركي إلى العراق، لافتاً إلى أن البلدين "يتشاركان نفس الحساسيات تجاه غزة"، وأضاف أن العراق قدم دعمه لمواقف تركيا فيما يتعلق بغزة بالمحافل الدولية، ووضع صوته مع صوت تركيا في هذا الصدد.
"نقطة انطلاق"
من جانبه، أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، أن زيارة أردوغان إلى بغداد ستشهد توقيع اتفاقيتين استراتيجيتين، أحدهما يخص ملف المياه وأكثر من 20 مذكرة تفاهم.
وبحسب ما نقلت وكالة الأنباء العراق، قال العوادي إن "زيارة الرئيس التركي إلى العراق تاريخية لأنها الأولى منذ 13 عاماً، وتنطلق أهميتها من الملفات التي ستبحثها، والتي تم الإعداد لها مبكراً".
وأضاف أنه "منذ العام الماضي، عملت فرق ولجان مشتركة على الإعداد للزيارة في ملفات الأمن والمياه والزراعة داخل العراق، والاقتصاد والتبادل التجاري، وعدة لجان أجرت زيارات متبادلة للعراق وتركيا للإعداد بشأنها بدقة خلال سنة كاملة، والزيارة ستأتي تتويجاً لمجمل الترتيبات التي اتفقت عليها اللجان التحضيرية لهذه الزيارة".
وأوضح العوادي أن الزيارة ستكون "نقطة انطلاق كبيرة جداً" بالعلاقات العراقية التركية، وستكون "بداية لتصفير المشاكل" بين البلدين.
وبشأن أبرز المحاور التي ستتطرق لها الزيارة، أوضح العوادي أنه ستكون هناك "مفاجأة كبيرة" تتعلق بتوقيع اتفاق استراتيجي حول ملف المياه، وسيضمن العديد من النقاط ومن البنود، معتبراً أن هذا الملف من "القضايا الحاسمة، إذ أن العراق يعاني من شحة مياه، والجانب التركي يرى ضرورة العمل على الاستثمار الأمثل لها".
كما يتمثل الملف الثاني في "طريق التنمية"، وأشار العوادي إلى احتمالية أن تجري النقاشات خلال زيارة أردوغان بحضور وزيري النقل من دولتي قطر والإمارات، تمهيداً لعقد اتفاق رباعي على المباشرة بوضع أسس طريق التنمية.
أما الملف الثالث، وفقاً للعوادي، سيتناول الجانب الاقتصادي والتبادل التجاري، إضافة إلى الملف الأمني المتعلق خاصة بحزب العمال الكردستاني الذي "يعتبر هاجساً كبيراً للجانب التركي، وحصلت فيه ترتيبات كبيرة جداً خلال الفترة الماضية واللجان الأمنية المشتركة بين العراق وتركيا تعمل بصورة مستمرة وتم وضع استراتيجية وحلول".
ولفت المتحدث باسم الحكومة العراقية إلى أن "هنالك اتفاقاً بين بغداد وأنقرة على وضع نفس المقاربة في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة، حيث سيكون هناك اتفاق شامل بين البلدين لمواجهة التحديات الأمنية وبشكل يصب بمصلحة البلدين".
كما سيتوجه أردوغان خلال الزيارة إلى مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، حيث سيلتقي مع مسؤولين هناك.