احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أميركية.. ماذا يحدث؟

time reading iconدقائق القراءة - 8
تجمع المؤيدون لفلسطين خارج جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك. 22 أبريل 2024 - AFP
تجمع المؤيدون لفلسطين خارج جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك. 22 أبريل 2024 - AFP
دبي-الشرقوكالات

تشهد جامعات أميركية أجواء متصاعدة من التوتر منذ عدة أيام بسبب تفاقم احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين، ومناهضة للحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، وسط حالات اعتقال وفصل وإيقاف عن الدراسة بحق عشرات الطلاب.

واتسع نطاق الاحتجاجات إلى المزيد من الجامعات والمدارس، مع إقامة عدد من مخيمات الاعتصام، فيما استدعت عدة جامعات الشرطة لاعتقال الطلاب، فضلاً عن دخول الساسة على خط الأزمة. 

ما أبرز الجامعات التي تشهد احتجاجات؟

جامعات كولومبيا وييل ونيويورك تشهد احتجاجات هي الأبرز، فيما شهدت كلية "إيمرسون" قيام الطلاب بنصب الخيام في زقاق بالقرب من المباني الأكاديمية في وسط مدينة بوسطن.

كما أطلق طلاب جامعة "تافتس" معسكراً صغيراً في حرم ميدفورد الجامعي.

وقد نصب الطلاب أكثر من 12 خيمة في حديقة الحرم الجامعي في معهد "ماساتشوستس للتكنولوجيا" في كامبريدج، في حين انضم طلاب جامعة هارفارد إلى المعهد، بعد أن قامت السلطات بتقييد الوصول إلى حديقة "هارفارد يارد"، وفق وسائل إعلام أميركية.

وعلى الساحل الشرقي، أقامت جامعة نورث كارولينا معسكراً لفترة وجيزة في الحرم الجامعي قبل أن يتم إخبارها بأن خيامها تتعارض مع اللوائح الجامعية.

وفي الغرب الأوسط، نصب المتظاهرون أكثر من 30 خيمة في الجزء الأوسط من حرم جامعة ميشيجان، فيما تم القبض على 9 طلاب مناهضين للحرب في جامعة "مينيسوتا"، بعد أن أزالت الشرطة مخيماً بعد ساعتين من نصبه أمام المكتبة.

في ولاية تكساس، فرقت قوات دورية الطرق السريعة، المزودة بمعدات مكافحة الشغب بدعم من أفراد شرطة يمتطون الخيول، احتجاجاً في جامعة تكساس بأوستن واعتقلت 20 شخصاً، الأربعاء.

وعلى الساحل الغربي، نصب الطلاب في جامعة كاليفورنيا الخيام في ساحة "سبرول بلازا"، لمواصلة دعوتهم للنظام الجامعي إلى التوقف عن التمويل غير المباشر لإسرائيل وإقامة برنامج للدراسات الفلسطينية.

وأعلنت جامعة جنوب كاليفورنيا إغلاق حرمها الجامعي وطلبت من قسم شرطة لوس انجليس فض المظاهرة. وقبضت الشرطة على الطلاب الذين استسلموا سلمياً واحداً تلو الآخر.

وقبل ذلك بساعات، أزالت شرطة الحرم الجامعي مخيم الاحتجاج وطلب المساعدة من شرطة لوس انجليس لمواجهة الطلاب.

وأعلنت جامعة "ولاية كاليفورنيا للفنون التطبيقية" أن حرمها الجامعي سيغلق حتى الخميس، بعد أن احتل المتظاهرون المبنى ليل الاثنين.

أما في سياتل بولاية واشنطن، أعلن المئات من طلاب المدارس الثانوية والجامعات، الاثنين، عن خطط للإضراب احتجاجاً على الحرب بين إسرائيل وغزة.

ما الذي يطالب به المتظاهرون؟

أطلق الطلاب في الجامعات، التي اندلعت فيها الاحتجاجات، دعوات لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإنهاء المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، وسحب استثمارات الجامعات من شركات توريد الأسلحة وغيرها من الشركات المستفيدة من الحرب، والعفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين تعرضوا لإجراءات تأديبية أو الطرد بسبب الاحتجاج.

من هم المتظاهرون؟

اجتذبت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين طلاباً وأعضاء هيئة التدريس من خلفيات مختلفة تشمل الديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية، ومن المجموعات المنظمة للاحتجاجات "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" و"الصوت اليهودي من أجل السلام".

كما شهدت المخيمات إقامة صلوات بين الأديان وعروض موسيقية، فضلاً عن مجموعة متنوعة من برامج التدريس.

وأنكر المنظمون مسؤوليتهم عن العنف ضد المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل أو تأييدهم له، غير أن بعض الطلاب اليهود قالوا إنهم يشعرون بعدم الأمان في الحرم الجامعي وبالقلق من الهتافات التي يقولون إنها معادية للسامية.

ماذا كان رد السلطات؟

اتخذ القائمون على إدارة الجامعات وسلطات إنفاذ القانون إجراءات صارمة ضد الاحتجاجات، فقد أوقفت جامعة كولومبيا وكلية "بارنارد" التابعة لها عشرات الطلاب المشاركين في الاحتجاجات. 

وأُلقي القبض على أكثر من 100 متظاهر في كولومبيا، حيث استدعت رئيسة الجامعة مينوش شفيق شرطة نيويورك لإخلاء المخيم بعد يوم من إدلائها بشهادتها أمام لجنة بمجلس النواب، إذ قالت إن المخيم "انتهك القواعد المناهضة للاحتجاجات غير المصرح بها".

وأوقف 93  شخصاً، الأربعاء، خلال تظاهرة في حرم جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجليس، وأفادت الشرطة في منشور على منصة إكس "لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات. وستستمر دوريات الشرطة في المنطقة"، الخميس.

واعتقلت شرطة ييل أكثر من 60 متظاهراً الاثنين، بعد أن منحتهم "عدة فرص للمغادرة وتجنب الاعتقال"، بحسب الجامعة.

وأعلنت شرطة نيويورك عن اعتقال 133 شخصاً في جامعة نيويورك، وأطلق سراحهم بعد صدور استدعاءات لهم للمثول أمام المحكمة.

وقال مسؤولو الجامعة إنهم طلبوا تدخل الشرطة بدعوى أن المتظاهرين لم يتفرقوا وكانوا "يؤثرون على سلامة وأمن مجتمعنا".

ما التأثير على الحياة العادية في الحرم الجامعي؟

بعد عقد جميع الفصول الدراسية افتراضياً، الاثنين، أعلنت جامعة كولومبيا أنها ستعتمد نظام دراسة مختلطاً من الحضور الشخصي والافتراضي لبقية الفصل الدراسي. 

وقالت رئيسة الجامعة مينوش شفيق، في بيان، إنها "لن تسمح لأي مجموعة بتعطيل حفل التخرج".

وألغت جامعة ولاية كاليفورنيا للفنون التطبيقية في هومبولت الحضور الشخصي حتى الأربعاء، بعد أن تحصن طلاب في مبنى إداري وطالبوا الجامعة بالكشف عن جميع العلاقات مع إسرائيل وقطع العلاقات مع جامعاتها.

وقالت جامعة ميشيجان إنها ستسمح بحرية التعبير والاحتجاج السلمي في احتفالات التخرج المقرر أوائل مايو، لكنها ستوقف "التعطيل الكبير" للدراسة.

ما موقف الرئيس الأميركي جو بايدن؟

قال الرئيس الديمقراطي جو بايدن، الاثنين، إنه يستنكر "الاحتجاجات المعادية للسامية وأولئك الذين لا يفهمون ما يحدث مع الفلسطينيين".

ثم عاد البيت الأبيض ليقول لاحقاً، الأربعاء، إن الرئيس، جو بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار: "يؤمن الرئيس بأهمية حرية التعبير والنقاش وعدم التمييز في حرم الجامعات".

وأضافت: "نحن نؤمن بقدرة الناس على التعبير عن أنفسهم بطريقة سلمية، لكن عندما نتحدث عن خطاب كراهية وأعمال عنف، علينا أن نسميها". 

وما موقف دونالد ترمب؟

وصف الرئيس السابق دونالد ترمب، المرشح الجمهوري لانتخابات عام 2024، الاحتجاج في الحُرم الجامعية بأنه "فوضوي".

ما موقف رئيس مجلس النواب؟

دان رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون (الجمهوري): "فيروس معاداة السامية"، داعيا رئيسة الجامعة إلى الاستقالة.

وقال جونسون: "إذا لم يتم احتواء ذلك بسرعة، وإذا لم يتم وقف هذه التهديدات والتخويف، هناك وقت ملائم للحرس الوطني". 

ما تعليق نتنياهو؟

وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية بأنها "مروعة"، قائلاً: "يجب أن تتوقف".

وقال نتنياهو في بيان: "ما يحدث في الجامعات الأميركية أمر مروع، فقد سيطرت جحافل معادية للسامية على جامعات رائدة".

واعتبر أن المتظاهرين "يطالبون بالقضاء على إسرائيل، ويهاجمون الطلاب اليهود، ويهاجمون أعضاء هيئة التدريس اليهود، وهو ما يذكرنا بما كان يحدث في الجامعات الألمانية في الثلاثينيات".

وتابع: "هذا أمر غير مقبول، ويجب أن يتوقف".

تصنيفات

قصص قد تهمك