تحذيرات أميركية لشركات التكنولوجيا من تجسس سفن صينية على كابلات بحرية

time reading iconدقائق القراءة - 6
سفينة إصلاح الكابلات Fu Hai تصل إلى ميناء ماوي في فوتشو بمقاطعة فوجيان جنوب غربي الصين. 18 أكتوبر 2012 - AFP
سفينة إصلاح الكابلات Fu Hai تصل إلى ميناء ماوي في فوتشو بمقاطعة فوجيان جنوب غربي الصين. 18 أكتوبر 2012 - AFP
دبي -الشرق

وجه مسؤولون أميركيون تحذيراً غير معتاد "بشكل سري" لشركات الاتصالات؛ من أن كابلات بحرية تنقل حركة البيانات على الإنترنت عبر المحيط الهادئ، ربما تكون عُرضة لـ"الاختراق" من قبل سفن إصلاح صينية وهو ما نفته الصين، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".

ونقلت الصحيفة الأميركية، الأحد، عن مسؤولين بوزارة الخارجية الأميركية قولهم إن "شركة S.B. Submarine Systems، وهي شركة صينية مملوكة للدولة تساعد في إصلاح كابلات دولية، بدا أنها تخفي مواقع سفنها عن أنظمة الاتصال اللاسلكية، وأنظمة التتبع بالأقمار الصناعية"، وهو ما يعتقد المسؤولون وآخرون، أنه "أمر يفتقر للتفسير".

واعتبر المسؤولون، أن التحذيرات تسلط الضوء على "المخاطر الأمنية"، التي تواجه كابلات الألياف الضوئية البحرية ويجري تجاهلها.

وتمتلك كبرى الشركات في وادي السيليكون، مثل جوجل وميتا، العديد من الكابلات بشكل جزئي، وتستثمر في المزيد؛ لكن هذه الشركات تعتمد على شركات متخصصة في البناء والإصلاح، من بينها شركات أجنبية. ويخشى مسؤولون أميركيون من أن هذه الشركات ربما تعرض أمن البيانات التجارية والعسكرية للخطر.

وأشارت "وول ستريت جورنال"، إلى أن تركيز إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على سفن الإصلاح يُعد جزءاً من جهد واسع النطاق للتصدي لأنشطة الصين البحرية في غرب المحيط الهادئ.

وذكر مسؤولون، أن بكين اتخذت خطوات في العقود الأخيرة لـ"مواجهة القوة العسكرية الأميركية في المنطقة، وغالباً ما تفعل ذلك من خلال البحث عن طرق لعرقلة اتصالات وزارة الدفاع (البنتاجون) وغيرها من نقاط التفوق التكنولوجي في حالة نشوب صراع حول تايوان أو أي صراع آخر"، بحسب الصحيفة.

تحذيرات لعمالقة التكنولوجيا

وأبلغ مسؤولون أميركيون شركات، من بينها جوجل وميتا، بمخاوفهم من أن شركات صينية ربما تهدد أمن الكابلات المملوكة للولايات المتحدة. وفي بعض الحالات، تضمنت المحادثات شركة S.B. Submarine Systems، ومقرها شنغهاي، وفقاً لمصدر مطلع.

وقال المصدر إن "مسؤولين كباراً في إدارة بايدن تلقوا أيضاً إحاطات في الأشهر الأخيرة بشأن المخاطر التي تشكلها شركات صينية تعمل على إصلاح الكابلات البحرية، بما في ذلك شركة S.B. Submarine Systems.

وقال مجلس الأمن القومي الأميركي في بيان، إن "أمن الكابلات البحرية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بقدرة الكيانات الموثوقة على بنائها، وصيانتها، وإصلاحها بطريقة شفافة وآمنة"، مشيراً إلى أن تتبع السفن عبر الأقمار الصناعية يُعد "أحد التدابير التي تدعم مراقبة السفن وسلامتها".

وذكرت "وول ستريت جورنال"، أن الإدارة الأميركية رفضت التعليق على أنشطة شركة S.B. Submarine Systems، وأن شركتي جوجل وميتا رفضتا التعليق على مخاوف الإدارة إزاء الشركة الصينية، التي لم ترد بدورها على طلبات الصحيفة للتعليق على الأمر.

وقال مصدر آخر مطلع على شؤون S.B. Submarine Systems، إن الثغرات في بيانات الشركة الخاصة بمواقع السفن، ربما تكون ناجمة عن انقطاع في تغطية الأقمار الصناعية، وليس محاولة لإخفاء مواقع السفن.

وأوضح المصدر، أن "الشركات المالكة للكابلات غالباً ما يكون لديها ممثلون على متن سفن الإصلاح في البحر، ما يجعل إخفاء أي تدخل محتمل في معدات الكابلات أمراً صعباً".

ووجدت "وول ستريت جورنال" من خلال تحليلها لبيانات الشحن أن السفن الصينية، التي تحمل أسماء Fu Hai، وFu Tai، وBold Maverick، كانت تختفي بشكل منتظم عن أنظمة تتبع السفن عن الأقمار الصناعية أثناء العمل قبالة تايوان، وإندونيسيا، ومواقع ساحلية أخرى في آسيا. وكان ذلك يحدث لعدة أيام في بعض الأحيان.

وقال مسؤولون وخبراء في الصناعة، إن الثغرات الموجودة في البيانات ليست مألوفة بالنسبة لسفن الكابلات التجارية، ولا يوجد تفسير واضح لها. 

تحالف إقليمي

وتُعد شركة S.B. Submarine Systems جزءاً من تحالف إقليمي من الشركات، توفر السفن لإصلاح كابلات بحرية، والتي ينتمي بعضها لشركات أميركية كبرى، عن طريق رفعها إلى سطح البحر، واستبدال الألياف التالفة، التي تحمل بيانات الإنترنت، وإعادة خطوط كابلات الألياف إلى قاع البحر.

وقالت "وول ستريت جورنال"، إن المسؤولين الأميركيين ومسؤولي الكونجرس الذين أبدوا قلقاً من الشركة الصينية، لم يوضحوا ما إذا كانت مخاوفهم ناتجة عن معلومات استخباراتية سرية بشأن تجسس بحري أم مجرد تهديدات محتملة للبنية التحتية للإنترنت. لكنهم قالوا إن بيانات التتبع عبر الأقمار الصناعية المتاحة تجارياً، أظهرت "ثغرات عديدة أثناء تواجد سفن الشركة في البحر".

وقال مسؤولون أميركيون، إن الكابلات البحرية تكون مُعرضة للاختراق، عندما ترفع إلى سطح البحر لإصلاحها. وقال مسؤولون آخرون إن سفن إصلاح الكابلات تشكل "تهديداً أمنياً"؛ لأنها ربما تشارك في "مراقبة تدفقات البيانات عبر الكابلات البحرية، أو رسم خرائط لقاع المحيط لمعرفة قنوات الاتصال العسكرية الأميركية، أو سرقة الملكية الفكرية المستخدمة في صناعة معدات الكابلات، لافتين إلى إمكانية "زرع كابلات للجيش الصيني".

رداً على هذه الاتهامات، قال المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن ليو بينجيو، للصحيفة إنه ليس على دراية بالمخاوف الأميركية بشأن شركة S.B. Submarine Systems.

وأضاف بينجيو: "لا يوجد شيء خاطئ في قيام الشركات الصينية بأعمال عادية وفقاً للقانون. نعارض بشدة التعميم الأميركي لمفهوم الأمن القومي، ومهاجمة وتشويه الشركات الصينية".

تصنيفات

قصص قد تهمك