من هم "الليبرتاريون" الذين وعدهم ترمب بمناصب عليا حال فوزه؟

time reading iconدقائق القراءة - 8
الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب خلال المؤتمر الوطني للحزب الليبرتاري في واشنطن، الولايات المتحدة، 25 مايو 2024 - Reuters
الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب خلال المؤتمر الوطني للحزب الليبرتاري في واشنطن، الولايات المتحدة، 25 مايو 2024 - Reuters
دبي-الشرق

تعهد الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترمب، في خطابه أمام المؤتمر الوطني للحزب الليبرتاري The Libertarian Party، السبت، بتعيين أحد أعضاء الحزب في حكومته وتعيين جزء منهم في مناصب عليا إذا دعمه الحزب كمرشح له.

وأربك إشراك ترمب في الفعالية أعضاء بارزين في الحزب، ولكن بالنسبة للرئيس الأميركي السابق، فقد كانت فرصة لجذب الناخبين لدعمه بدلاً من مرشح الحزب الليبرتاري أو المرشح المستقل روبرت إف كينيدي جونيور

وقال ترمب عندما أطلق الجمهور صيحات الاستهجان: "استمروا في الحصول على نسبة الـ 3% كل 4 سنوات". وقبل لحظات من ذلك، وصف الرئيس السابق نفسه بأنه "ليبرتاري"، وقال إنه سيكون "صديقاً حقيقياً لليبرتاريين في البيت الأبيض"، وفق "أكسيوس".

وفي انتخابات عام 2016، فاز مرشح الحزب جاري جونسون بنسبة 3% من الأصوات، ولكن في عام 2020، حصلت المرشحة جو يورجنسن على حوالي 1% فقط.

وتعهد ترمب بتخفيف عقوبة السجن مدى الحياة بحق روس أولبريشت، مؤسس موقع بيع المخدرات غير القانوني "سيلك رود"، الذي يناصره الليبرتاريون على نطاق واسع، والذين يعطون الأولوية للحريات الفردية وتقليص دور الحكومة.

وبدأ المؤتمر الوطني للحزب الليبرتاري في الوقت الذي يواجه فيه ترمب احتمال إدانته بارتكاب جناية في القضية المتعلقة بدفع مبلغ 130 ألف دولار لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز لشراء صمتها.

ما هو الحزب الليبرتاري؟

هو حزب سياسي أميركي يكرس جهوده لمبادئ التحررية، ويعرف نفسه في موقعه الرسمي بأنه "يدعم اختيارات الأفراد وحقوقهم الأصيلة، ويضع نفسه في مواجهة السلطة التقليدية والقسرية للحكومات الفيدرالية وحكومات الولايات والحكومات المحلية".

وتأسس حزب الليبرتاري في وستمنستر بولاية كولورادو عام 1971، وقدم أول مرشح له للرئاسة في انتخابات العام التالي. 

وفي عام 1980، حقق ذروة نجاحه عندما حصل مرشحه الرئاسي، إدوارد إي. كلارك، وهو محام من كاليفورنيا، على 921.199 صوتاً. 

وعلى الرغم من أن هذا التصويت يمثل حوالي 1% فقط من الإجمالي الوطني، إلا أنه كان كافياً لجعل الحزب الليبرتاري ثالث أكبر حزب سياسي في الولايات المتحدة. 

وترشح المرشحون الليبرتاريون في كل انتخابات رئاسية لاحقة، وتم انتخاب العديد من أعضاء الحزب لمناصب محلية وحكومية، خاصة في الغرب.

وعلى الرغم من فشل الحزب لاحقاً في تكرار "إنجاز عام 1980"، إلا أن مرشحيه الرئاسيين اجتذبوا باستمرار مئات الآلاف من الأصوات، ومنذ عام 1992، تمكن الحزب من تأمين الوصول إلى صناديق الاقتراع في جميع الولايات الخمسين. 

وفي عام 2000، تنافس الحزب على أغلبية المقاعد في مجلس النواب، وعلى الرغم من عدم حصوله على أي مقعد، إلا أن مرشحيه فازوا مجتمعين بـ1.7 مليون صوت.

ويحتفظ الحزب بمكتب وطني في واشنطن العاصمة، وله فروع في كل ولاية. 

واعتباراً من مايو 2024، أصبح حزب الليبرتاري ثالث أكبر حزب سياسي في الولايات المتحدة من حيث تسجيل الناخبين. وفي انتخابات 2020، حصل على مقعد في مجلس نواب وايومنج، ما منحه أول فوز تشريعي في الولاية منذ عام 2000.

ويوجد حالياً 178 ليبرتارياً يشغلون مناصب منتخبة. واعتباراً من ديسمبر 2023، كان هناك 741.930 ناخباً مسجلين على أنهم ليبرتاريين في 31 ولاية.

ماذا عن انتخابات 2024؟

استبعد المرشح الرئاسي المستقل روبرت إف كينيدي جونيور في السابق الانضمام إلى الحزب الليبرتاري، ولكن مع انعقاد المؤتمر الوطني للحزب السبت والأحد، انتشرت تكهنات بشأن إمكانية ترشيح كينيدي باسم الحزب في الانتخابات الرئاسية.

وفي أبريل، قال كينيدي لشبكة ABC News: "لن نواجه أي مشكلات في الحصول على بطاقة الاقتراع بأنفسنا، لذا لن نترشح باسم الحزب الليبرتاري".

ومن المرتقب أن يتوج المؤتمر الوطني للحزب الذي خاطبه ترمب السبت، بتصويت مندوبيه، لتحديد من سيرشحه لبطاقة الحزب الرئاسية.

وإذا صوت مندوبو الحزب لصالح كينيدي، فهذا يعني أنه من المحتمل أن يحصل على بطاقة الاقتراع في عدد كافٍ من الولايات ليحصل نظرياً على 270 صوتاً في المجمع الانتخابي اللازمة للتأهل إلى المناظرة الرئاسية.

وينشط الحزب أساساً في الولايات، يوتا ونيو هامشاير وهاواي ونيفادا وميشيغان ونورث كارولينا وأيداهو ونبراسكا وأيوا وكاليفورنيا وديلاوير وأوهايو وأوكلاهوما وتكساس ونيوجيرسي.

ما موقفه من تجارة الأسلحة والإجهاض؟

يدافع الحزب عن فكرة أساسية مفادها أن الحكومة يجب أن تكون لديها سيطرة أقل على حياة مواطنيها، ويجب أن تسمح لهم بالمسؤولية عن أنفسهم دون تدخلها.

ويؤمن الليبرتاريون بحرية حركة الأشخاص والسلع في كل مناطق العالم، "يجب أن يكون الانتقال من فرنسا إلى إسبانيا، أو من المكسيك إلى أميركا، سهلاً مثل الانتقال من باريس إلى نيس، أو من إنديانابوليس إلى شيكاغو"، وفق موقع الحزب.

ويؤكد الحزب الليبرتاري أن السوق الحرة تماماً هي شرط اقتصادي ضروري لتحقيق الرخاء والحرية. ولتحقيق هذه الغاية، يدعو معظم الليبرتاريون إلى إلغاء ضرائب الدخل الشخصية وضرائب الشركات، واستبدال معظم الخدمات التي تقدمها الحكومة، بما في ذلك الضمان الاجتماعي ومكتب البريد، بترتيبات خاصة وطوعية، وإلغاء اللوائح، بما في ذلك قوانين الحد الأدنى للأجور ومراقبة الأسلحة، وتفكيك كافة الهيئات التنظيمية التي لا تشجع التجارة المتعاقد عليها بحرية. 

ومن خلال دعم "حق الفرد في حرية التعبير والعمل"، يعارض الحزب جميع أشكال الرقابة، ويصر على الحق في الاحتفاظ بالأسلحة النارية وحملها، ويدافع عن اختيار الإجهاض. 

كما يدعم الحزب محاكمة العنف الإجرامي والاحتيال، ولكنه يدعو أيضاً إلى إلغاء القوانين ضد الجرائم "التي لا ضحايا لها" مثل المقامرة وتعاطي المخدرات والدعارة.

لماذا يدعم تناول المخدرات؟

كما يدافع الحزب عن حق الأشخاص في الاستقلال الجسدي "وهذا يعني أن كل واحد منا هو الحكم النهائي والمسؤول على ما يدخل إلى أجسادنا وما لا يدخل إليها، سواء كان طعاماً أو شراباً أو دواءً أو عقاقير ترفيهية، وإذا قررت تعاطي المخدرات، فلا أحد لديه أي سلطة شرعية لمنعك. قد يكون أو لا يكون قراراً حكيماً بتعاطي المخدرات، لكن هذا القرار قرارك أنت، وليس قرار أي شخص آخر، لأن جسدك ملكك، وليس ملكاً لأي شخص آخر". وفقاً لما يقول الحزب في موقعه الإلكتروني.

كما يضيف الحزب أنه "إذا أدى تعاطي المخدرات إلى إيذاء الآخرين أو الفشل في تنفيذ التزاماتك، فأنت مسؤول أخلاقياً وقانونياً - تماماً كما ستكون لو قضيت حياتك كلها رصيناً".

تصنيفات

قصص قد تهمك