رئيس السلفادور نجيب بوكيلة يبدأ ولاية ثانية في ظل أزمة اقتصادية

time reading iconدقائق القراءة - 4
الرئيس السلفادوري نجيب بوكيلي يلقي كلمة أمام الحضور بعد أداء اليمين الدستورية في القصر الوطني. سان سلفادور. السلفادور. 1 يونيو 2024 - AFP
الرئيس السلفادوري نجيب بوكيلي يلقي كلمة أمام الحضور بعد أداء اليمين الدستورية في القصر الوطني. سان سلفادور. السلفادور. 1 يونيو 2024 - AFP
سان سلفادور-رويترزأ ف ب

جرت، السبت، مراسم تنصيب نجيب بوكيلة رئيساً للسلفادور لولاية ثانية، فيما تواجه شعبيته الجارفة الناجمة عن حملة شرسة على الجريمة تحديات جديدة على صعيد إنعاش الاقتصاد والتصدي للفقر.

بوكيلة (42 عاماً) مدير سابق لملهى ليلي، وأعيد انتخابه رئيساً بعد فوز ساحق بأكثر من 80% من الأصوات في فبراير. وسيتولى الرئاسة لمدة 5 سنوات أخرى بعد قرار محكمة مهد الطريق لإعادة انتخابه، بالرغم من أن الدستور يحظر ذلك.

وأقيمت مراسم أداء اليمين في العاصمة سان سلفادور وسط مخاوف أمنية بعدما قالت الشرطة إنها أحبطت مخططاً لتفجير قنابل.

وأعلنت الشرطة الخميس، إلقاء القبض على 7 أشخاص بتهمة التخطيط لتفجير عبوات ناسفة في مواقع مختلفة من البلاد، مضيفة أن المشتبه بهم ينتمون لما يسمى لواء التمرد السلفادوري.

ونال بوكيلة شعبية هائلة خلال ولايته الأولى، بسبب التحول الكبير الذي حققه في الوضع الأمني في البلد الذي يبلغ عدد سكانه 6.3 مليون نسمة والذي كان يوماً من بين أخطر دول العالم.

وعلقت السلطات الحريات المدنية لتعتقل أكثر من 80 ألف سلفادوري دون توجيه اتهامات، الأمر الذي أثار انتقادات من منظمات حقوق الإنسان، لكنه أكسب بوكيلة أنصاراً مخلصين.

وبعدما حل الأمان، تحول القلق الشعبي إلى الاقتصاد الذي سيكون على الأرجح التحدي الأكبر أمام بوكيلة خلال ولايته الثانية. ويعيش أكثر من ربع سكان السلفادور في فقر، بينما يرتفع معدل البطالة.

"سرطان العصابات"

وصل بوكيلة الذي يفضل ارتداء الجينز وقبعة بيسبول، إلى السلطة عام 2019 بعد حملة وعد فيها بالقضاء على العصابات التي حملها مسؤولية قتل 120 ألف شخص خلال 3 عقود. وقُتل أكثر من 75 ألف شخص في الحرب الأهلية في السلفادور بين 1980 و1992.

ونفذ وعوده باعتقال أكثر من 80 ألفاً من أفراد العصابات المفترضين بموجب حالة طوارئ لا زالت قائمة منذ مارس 2022 تسمح له باعتقال أشخاص دون مذكرات توقيف. وقام ببناء أكبر سجن في أميركا اللاتينية لاستيعابهم.

وقال متباهياً إن النتيجة كانت تحويل "عاصمة القتل في العالم، أخطر بلد في العالم، إلى أكثر البلدان أمناً في النصف الغربي للكرة الأرضية".

لكن ترتب على ذلك تكلفة. فقد أفادت منظمتا "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية" عن حالات قتل وتعذيب وسط معتقلين، مشيرة إلى أن بينهم آلاف الأبرياء، ومن ضمنهم قصر.

ويشدد بوكيلة على أن الإجراءات الجذرية ضرورية لشفاء البلد من "سرطان" العصابات.

"فترة ازدهار"

وستكون لدى الرئيس صلاحيات أوسع في ولايته الثانية بعد أن وافق المجلس التشريعي على إصلاح من شأنه أن يسهّل عليه المضي قدماً بتعديلات دستورية.

ويأمل كثيرون في أن يستخدم ذلك لتنفيذ وعود حملة إعادة انتخابه بتحقيق "فترة ازدهار" في بلد وصلت فيه نسبة الفقر إلى أكثر من 27% وتجاوز التضخم في أسعار المواد الغذائية الزيادة على الرواتب.

وتبرز مشكلة أخرى لبوكيلة، فقد ارتفع الدين العام للسلفادور خلال عهده إلى أكثر من 30 مليار دولار، أو 84% من الناتج المحلي الإجمالي.

ومن المتوقع أن يتراجع النمو إلى 3% هذا العام مقارنة بالمعدل المسجل في 2023 الذي بلغ 3.5% وفاق التوقعات، لأسباب أهمها وفق بوكيلة، انخفاض الجرائم العنيفة.

وفي مسعى لتنشيط اقتصاد السلفادور الذي يعتمد على الدولار والتحويلات المالية، جعل بوكيلة في 2021 البيتكوين عملة قانونية في خطوة هي الأولى لدولة في العالم.

واستثمر مبلغاً لم يكشف عنه من أموال دافعي الضرائب في العملة المشفرة، رغم تحذيرات مؤسسات عالمية بشأن مخاطر التقلبات. ومذاك انخفضت قيمة البيتكوين إلى 16 ألف دولار، ثم ارتفعت في مارس إلى مستوى قياسي بلغ 73 ألفاً و797 دولاراً.

تصنيفات

قصص قد تهمك