افتتاح أضخم سجن في السلفادور لاعتقال عصابات "ماراس"

time reading iconدقائق القراءة - 6
ضباط أمن السجون في حراسة داخل السجن الذي تم افتتاحه حديثًا في منطقة ريفية منعزلة في واد بالقرب من تيكولوكا جنوب شرق سان سلفادور. 2 فبراير 2023 - AFP
ضباط أمن السجون في حراسة داخل السجن الذي تم افتتاحه حديثًا في منطقة ريفية منعزلة في واد بالقرب من تيكولوكا جنوب شرق سان سلفادور. 2 فبراير 2023 - AFP
تيكولوكا-أ ف ب

دشنت السلفادور، الثلاثاء، سجن تيكولوكو ، المخصص لأربعين ألفاً من أفراد العصابات التي تعتمد على تجارة المخدرات والابتزاز، في إطار خطة رئيسها نجيب أبو كيلة لمكافحة العصابات.

ولاحظ صحافيون أن لقطات بثها التلفزيون الوطني خلال تدشين الموقع لا تظهر الحقيقة كاملة، بينما ذكرت منظمة حقوقية أن ظروف الاعتقال فيه ستكون قاسية جداً.

وأشار مدير منظمة "لجنة حقوق الإنسان" السلفادورية ميجيل مونتينيجرو إلى "خطر نشوب أعمال عنف" في سجن "سيكون بلا شكّ مكتظاً"، بما في ذلك ما يتعلّق بقدرته الاستيعابية المُعلن عنها.

ويرجّح مونتينيجرو الذي يعتبر أن هذا السجن "عار على هذا البلد"، أن يتجاوز عدد المعتقلين فيه 40 ألف، إذ بلغ عدد أفراد العصابات المشتبه بهم الذين أُلقي القبض عليهم في خلال 10 أشهر من السماح بالاعتقال دون أمر قضائي 63 ألفاً.

وزار فريق من الصحافيين السجن، ولاحظ الفريق أن اللقطات، التي بثها التلفزيون الوطني عندما افتتح الرئيس نجيب بوكيلة السجن، لا تظهر أحياناً إلا جزءاً من الواقع.

وبُني سجن تيكولوكا (على بعد 74 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة) بأمر الرئيس الذي أعلن قبل 10 أشهر تقريباً "حرباً" بلا رحمة على العصابات أو الـ"ماراس".

والسجن مؤلف من 8 مبان تبلغ مساحتها 6 آلاف متر مربع وجدرانها من الخرسانة المسلّحة. وفي كل مبنى 32 زنزانة مساحتها مئة متر مربع تقريباً سيُكدّس فيها "أكثر من مئة" موقوف، حسبما قال وزير الأشغال العامة روميو رودريجيز, وستضمّ كل زنزانة مغسلتين ومرحاضين فقط.

 80 سريراً لكل مئة سجين   

ولن يكون بإمكان السجناء مغادرة زنزانتهم أبداً إلّا للذهاب إلى غرفة الاتصالات عبر الفيديو لحضور جلسات استماع قضائية أو إلى السجن الانفرادي الذي لا نوافذ ولا إضاءة فيه, ولن يكون تحت تصرفهم إلّا 80 سريراً معدنياً.

وقال مدير السجن للصحافيين، وهو يضع قناعاً على وجهه حتى لا يتم التعرف على هويته، "وفقًا لما تقرر بشأن المعتقلين، لن يكون هناك فراش في الزنازين".

وستسمح أبواب هذه الزنازين للحراس بمراقبتها باستمرار، لا سيما من خلال شبكة كبيرة من عشرات الكاميرات.

ويضمّ السجن أيضاً غرف طعام وغرف استراحة وصالات رياضية وطاولات لكرة الطاولة، للاستخدام الحصري للحراس.

وبُني هذا المكان، المعروف رسمياً باسم "مركز حجر الإرهاب"، على أرض مساحتها 166 هكتاراً منها 23 هكتاراً للمباني التي يلفّها جدار طوله كيلومتران وارتفاعه 11 متراً مع 7 أبراج مراقبة وسياج مكهرب.

30 ألف عامل

واستغرق بناء السجن عمل 3 آلاف عامل على مدى 7 أشهر، حسبما قال وزير الأشغال العامة. ولم يتم الكشف عن تكلفة "السجن الضخم" ولا موعد استقبال أول سجناء.

ورحّب الرئيس بوكيلة بـ"العمل الضخم" الذي "سيكون عنصراً أساسياً في النصر الكامل في الحرب على العصابات" التي أعلنها بعد موجة من 87 جريمة قتل خلال 3 أيام فقط في نهاية مارس 2022.

وندد الرئيس بإهمال الحكومات السابقة التي كانت تتيح، وفقًا له، اعتقال أفراد العصابات في سجون فيها جميع أنواع المعتقلين.

وستُشغَّل كاميرات وآلات مسح الجسم لفحص جميع الداخلين إلى موقع السجن, وسيراقب مجمع السجن ليلاً نهاراً 600 جندي و250 شرطي بينما ستمنع معدات التشويش الإلكترونية أي اتصال بالهواتف المحمولة للسجناء.

وقال نائب وزير العدل والأمن العام أوسيريس لونا: "سيقضي كل الإرهابيين الذين تسببوا بالحزن والمعاناة للشعب السلفادوري عقوباتهم في مركز حجر الإرهاب من خلال الخضوع لأشد الأنظمة قسوة".

وأضاف:" على المعتقلين العمل من أجل إصلاح جزء من الأضرار التي تسببوا بها في المجتمع".

وطالب رئيس جامعة أميركا الوسطى أندرو أوليفا بأن يجري عمل "إعادة تأهيل" للمعتقلين لأنهم "يستحقون فرصة ثانية"، وفق قوله. وأضاف:"وظيفة نظام السجون هي تغيير الناس".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات