اغتيال إسماعيل هنية في طهران.. ومرشد إيران: الثأر واجب علينا

time reading iconدقائق القراءة - 12
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية يهنئ الرئيس الإيراني الجديد مسعود بيزشكيان بمنصبه في العاصمة طهران، 30 يوليو 2024 - Reuters
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية يهنئ الرئيس الإيراني الجديد مسعود بيزشكيان بمنصبه في العاصمة طهران، 30 يوليو 2024 - Reuters
دبي -الشرقوكالات

أعلنت حركة "حماس" الفلسطينية، الأربعاء، اغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في إيران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشيكان.

وقالت "حماس"، في بيان، إنه اغتيل بـ"غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد".

وأكد الحرس الثوري الإيراني، في بيان، أيضاً نبأ الاغتيال، مضيفاً أن طهران ستفتح تحقيقاً في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وأن النتائج "ستعلن قريباً".

ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن الحرس الثوري قوله إن هنية اغتيل مع أحد حراسه الشخصيين في طهران.

وذكرت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء أن اغتيال إسماعيل هنية تم بقذيفة من الجو في حوالي الساعة 2:00 صباحاً بتوقيت إيران المحلي، حيث كان "متمركزاً في أحد مساكن المحاربين القدامى في شمال طهران".

وأعلنت حركة حماس، في بيان، أن مراسم تشييع إسماعيل هنية ستتم في العاصمة الإيرانية طهران، الخميس، على أن ينقل جثمانه إلى قطر، حيث كان يقيم، لتقام صلاة الجنازة عليه في الدوحة بعد صلاة الجمعة.

إيران تتوعد بالانتقام

من جانبه، قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن "النظام الصهيوني المجرم والإرهابي قتل ضيفنا العزيز في بلادنا، وجعلنا نحزن، لكنه مهد الطريق أيضاً لعقاب قاس لنفسه."

وأضاف في رسالة نشرتها وكالات الأنباء الإيرانية: "في هذا الحادث المرير والصعب الذي وقع في أراضينا، نعتبر أن من واجبنا الثأر له (إسماعيل هنية)".

وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن إيران "ستدافع عن وحدة أراضيها وكرامتها وشرفها وكبريائها، وستجعل المحتلين الإرهابيين يندمون على فعلتهم الجبانة" باغتيال إسماعيل هنية في طهران.

وتعهد الحرس الثوري الإيراني، في بيان، بأن يكون هناك "رد قاس وموجع" على اغتيال إسماعيل هنية.

وتوعد بأن "إيران ومحور المقاومة سيردان على هذه الجريمة"، في إشارة للحركات المسلحة المتحالفة مع إيران في أنحاء الشرق الأوسط.

واعتبر المتحدث بإسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن اغتيال هنية في طهران "سيعزز الروابط العميقة والمتينة بين إيران وفلسطين العزيزة والمقاومة".

وقال كنعاني، بحسب وكالة "فارس" الإيرانية، إن "الجهات المعنية الإيرانية تواصل دراسة أبعاد وتفاصيل هذا الحادث"، متوعداً بألا تذهب "دماء هذا المجاهد الصامد" سدى.

وأدان المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني إبراهيم رضائي اغتيال إسماعيل هنية، قائلاً: "ندين بشدة اغتيال القائد العظيم للمقاومة الفلسطينية، الشهيد إسماعيل هنية". وتوعد بأن "يتلقى مرتكبو هذا الحادث والعقول المدبرة له رداً على شرورهم وجرائمهم".

وأضاف أن اللجنة ستعقد اجتماعاً استثنائياً، الأربعاء، بشأن واقعة الاغتيال وأبعادها.

ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن القائد السابق للحرس الثوري الإيراني محسن رضائي تحذيره من أن "إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً" لاغتيال إسماعيل هنية في طهران.

واعتبر موقع "نورنيوز"، التابع للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن اغتيال إسماعيل هنية "مقامرة خطيرة لتقويض ردع طهران".

وأضاف الموقع أن "تجاوز الخطوط الحمراء كان دائماً مكلفاً للعدو".

تعليقات الفصائل الفلسطينية على اغتيال إسماعيل هنية

ووصف عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق اغتيال إسماعيل هنية بأنه "عمل جبان ولن يمر سدى".

ونقلت وكالة "رويترز" عن رئيس الدائرة السياسية لحماس في الخارج سامي أبو زهري قوله إن "اغتيال زعيم الحركة إسماعيل هنية في إيران تصعيد كبير يهدف إلى كسر إرادة  حماس والشعب الفلسطيني وتحقيق أهداف وهمية، ونحن نؤكد إن هذا التصعيد سيفشل في تحقيق أهدافه".

وأضاف: "حماس فكرة، وحماس مؤسسة، وليست أشخاصاً وسنمضي على هذا الدرب مهما بلغت التضحيات ونحن واثقون من النصر".

وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إن اغتيال هنية "حدث فارق وخطير"، وستكون له "تداعيات كبيرة" على المنطقة بأسرها.

وأضافت الكتائب، في بيان، أن اغتيال هنية "ينقل المعركة إلى أبعادٍ جديدة.. إن العدو قد أخطأ التقدير بتوسيعه لدائرة العدوان واغتيال قادة المقاومة في مختلف الساحات وانتهاك سيادة دول المنطقة".

وأردفت القول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "الذي أعماه جنون العظمة يسير بكيان الاحتلال نحو الهاوية ويعجّل بانهياره وزواله عن أرض فلسطين إلى الأبد".

وتوعدت الكتائب بأن "العدو سيدفع ثمن عدوانه من دمائه في غزة والضفة وفي داخل كيانه المسخ وفي كل مكان تصل إليه أيدي مجاهدي شعبنا وأمتنا".

من جانبها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إن اغتيال هنية لن يؤثر على استمرار "المقاومة" ضد إسرائيل.

وجاء في بيان للحركة: "عملية الاغتيال الآثمة التي نفذها العدو المجرم بحق رمز من رموز المقاومة لن تثني شعبنا عن استمرار المقاومة لوضع حد للإجرام الصهيوني الذي تجاوز كل الحدود".

وأضافت الحركة: "نؤكد على تلاحمنا مع إخواننا في حركة حماس في مقاومة الكيان الغاصب".

نتنياهو ومسؤولية إسرائيل

في إسرائيل، أمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزراء حكومته بعدم التصريح أو التطرّق لاغتيال إسماعيل هنية، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.

ووسط تعتيم إعلامي شبه كامل على رد الفعل الإسرائيلي، أشاد وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو باغتيال هنية على الرغم من عدم تبني إسرائيل رسمياً عملية الاغتيال.

وقال إلياهو: "هذه هي الطريقة الصحيحة لتنظيف العالم من هذه القذارة".

وأضاف: "لا مزيد من اتفاقيات الاستسلام الخيالية، ولا مزيد من الرحمة لهؤلاء البشر، واليد الحديدية التي ستضربهم، هي التي ستجلب السلام والقليل من الراحة وتعزز قدرتنا على العيش بسلام مع من يرغب في السلام".

عباس: عمل جبان وتطور خطير

وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشدة اغتيال إسماعيل هنية، واعتبره "عملاً جباناً وتطوراً خطيراً".

ودعا عباس، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، الشعب الفلسطيني إلى "الوحدة والصبر والصمود، في وجه الاحتلال الإسرائيلي".

واستنكر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ بشدة اغتيال هنية، داعياً عبر منصة إكس، إلى "ضرورة إنجاز وحدة القوى والفصائل الفلسطينية".

كما قالت حركة فتح، في بيان، إن اغتيال هنية يعد "جريمة بشعة وفعلاً جباناً"، مؤكدة أن "سياسة الاغتيالات لن تجدي نفعاً في كسر إرادة شعبنا لنيل حقوقه الوطنية في الحرية والاستقلال، بحسب الوكالة الفلسطينية.

ودعت الحركة الفلسطينيين إلى "التكاتف والتآزر والوحدة في هذه المرحلة الدقيقة من مسيرة شعبنا؛ من خلال تعزيز الصمود والتصدي للاحتلال، ورفض كافة المؤامرات التصفويّة لقضيّتنا، والحفاظ على الوحدة السياسيّة والجغرافيّة بين قطاع غزة والضفة الغربيّة، بما في ذلك، القدس باعتبارها وحدة سياسيّة وكيانيّة واحدة".

حزب الله: اغتيال هنية يعزز المقاومة

ونعت جماعة حزب الله اللبنانية إسماعيل هنية في طهران قائلة إن اغتياله سيزيد من "المقاومة" ضد إسرائيل.

وجاء في بيان لحزب الله: "شهادة القائد هنية ستزيد المقاومين المجاهدين في كل ‏ساحات المقاومة إصراراً وعناداً على مواصلة طريق الجهاد، وستجعل عزيمتهم أقوى ‏في مواجهة العدو الصهيوني قاتل النساء والأطفال ومرتكب الإبادة الجماعية في غزة ‏والمغتصب لأرض فلسطين ومقدسات الأمة".

ردود الفعل على اغتيال إسماعيل هنية

وأدانت قطر اغتيال إسماعيل هنية، واعتبرته "جريمة شنيعة وتصعيداً خطيراً وانتهاكاً سافراً للقانون الدولي والإنساني".

وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان: "عملية الاغتيال هذه والسلوك الإسرائيلي المستهتر باستهداف المدنيين المستمر في غزة من شأنها أن تؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى دائرة الفوضى وتقويض فرص السلام".

وأكدت الخارجية القطرية "موقف دولة قطر الثابت الرافض للعنف والإرهاب والأعمال الإجرامية، بما في ذلك الاغتيالات السياسية، مهما كانت الدوافع والأسباب".

وكتب وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، على منصة إكس، أن "نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد المقصود ضد المدنيين في غزة في كل مرحلة من مراحل التفاوض، يدفع إلى التساؤل: كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته؟".

في القاهرة، أدانت مصر ما وصفته بـ"سياسة التصعيد الإسرائيلية الخطيرة" خلال اليومين الماضيين.

واعتبرت مصر، في بيان لوزارة الخارجية، أن "هذا التصعيد الخطير، ينذر بمخاطر إشعال المواجهة فى المنطقة بشكل يؤدي إلى عواقب أمنية وخيمة"، محذرة من مغبة سياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة الدول الأخرى وتأجيج الصراع في المنطقة.

وطالبت مصر مجلس الأمن والقوى المؤثرة دولياً، "الاضطلاع بمسئوليتهم في وقف هذا التصعيد الخطير في الشرق الأوسط، والحيلولة دون خروج الأوضاع الأمنية في المنطقة عن السيطرة، ووضع حد لسياسة حافة الهاوية".

واعتبرت مصر أن "تزامن هذا التصعيد الإقليمي، مع عدم تحقيق تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة، يزيد من تعقيد الموقف ويؤشر إلى غياب الإرادة السياسية الإسرائيلية للتهدئة، ويقوض الجهود المضنية التي تبذلها مصر وشركائها من أجل وقف الحرب في قطاع غزة ووضع حد للمعاناة الإنسانية للشعب الفسطيني".

وأدان الأردن "بأشد العبارات" اغتيال إسماعيل هنية، وأعتبره "خرقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وجريمة تصعيدية ستدفع باتجاه المزيد من التوتر والفوضى في المنطقة".

وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية سفيان القضاة، في بيان، "موقف الأردن الثابت في رفض خرق سيادة الدول والقانون الدولي، وفي إدانة الاغتيالات السياسة والعنف والإرهاب مهما كانت دوافعهما."

في روسيا، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن ميخائيل بوجدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، وصفه اغتيال إسماعيل هنية بأنه "جريمة سياسية غير مقبولة على الإطلاق".

وحذر بوجدانوف من أن الاغتيال "سيؤدي إلى مزيد من التصعيد في التوترات"، وسيكون له تداعيات سلبية على محادثات وقف إطلاق النار في غزة.

وأدان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي اغتيال إسماعيل هنية في طهران، ونقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام عن ميقاتي القول، في مستهل اجتماع للحكومة، إن اغتيال هنية يشكل "خطراً جدياً بتوسع دائرة الخطر في المنطقة".

في تركيا، ندد الرئيس رجب طيب أردوغان باغتيال إسماعيل هنية، وكتب على موقع إكس: "هذا الاغتيال عمل خسيس يهدف إلى صرف الانتباه عن القضية الفلسطينية والمقاومة الباسلة في غزة والكفاح المشروع لأشقائنا الفلسطينيين وكسر إرادة الفلسطينيين وترهيبهم".

وأضاف: "لكن مثلما هو الحال حتى اليوم لن تحقق الهمجية الصهيونية أهدافها".

أبناء إسماعيل هنية وأحفاده

وكتب عبد السلام هنية عن والده إسماعيل هنية، عبر منصة إكس: "تعرض لأربع محاولات اغتيال خلال مسيرته البطولية، واليوم من الله عليه بالشهادة التي كان يتمنى أن ينالها".

وأضاف: "لقد كان حريصاً على ترسيخ الوحدة الوطنية، وسعى إلى وحدة كل الفصائل الفلسطينية، ونؤكد أن هذا الاغتيال لن يثني المقاومة التي ستواصل النضال حتى تحقيق الحرية".

وكانت حركة "حماس" أعلنت، في أبريل، أن إسرائيل قتلت 3 من أبناء إسماعيل هنية، بقصف سيارة مدنية كانت تقلهم، فيما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن 3 من أحفاده أيضاً لقوا حتفهم في الغارة الإسرائيلية نفسها.

وأضافت "حماس" أن إسرائيل قتلت أبناء هنية الثلاثة، حازم وأمير ومحمد بعد قصف السيارة التي كانوا يستقلونها في مخيم الشاطئ بغزة. 

ونقلت الحركة عن هنية، آنذاك، قوله، بعد علمه بقتل أبنائه وأحفاده، إن الاغتيالات لن تكسر عزيمة الشعب الفلسطيني و"هذه الدماء لن تزيدنا إلا ثباتاً على مبادئنا وتمسكاً بأرضنا".

وأضاف: "لن نرضخ للابتزاز الذي يمارسه الاحتلال فالشعوب التي تستسلم لا تسلم، ولن نتنازل ولن نفرط مهما بلغت تضحياتنا".

تصنيفات

قصص قد تهمك