تعزيزات دفاعية إسرائيلية بالبنية التحتية تحسباً لهجوم إيران

اتصالات عبر الأقمار الاصطناعية وأجهزة راديو قديمة الطراز ضمن استعدادات "حرب شاملة"

time reading iconدقائق القراءة - 6
منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية المضادة للصواريخ تعترض صواريخ أطلقت من قطاع غزة على عسقلان. 9 أكتوبر 2023 - Reuters
منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية المضادة للصواريخ تعترض صواريخ أطلقت من قطاع غزة على عسقلان. 9 أكتوبر 2023 - Reuters
دبي -الشرق

عززت إسرائيل، في إطار استعداداتها لمواجهة هجوم إيران المحتمل، استعداداتها الدفاعية بالبنية التحتية، بما يشمل الاتصالات وأمن الطاقة والخدمات اللوجيستية الخاصة بالتعامل مع سيناريو "حرب شاملة".

وبدأت السلطات المحلية، في تجهيز صافرات الإنذار التي تعمل بالبطاريات، كما وفرت هواتف تعمل بالأقمار الاصطناعية لفرق الإنقاذ، بالإضافة إلى خدمة الاتصال بالإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية والتي تقدمها شركة "ستارلينك الأميركية، إلى جانب أجهزة راديو قديمة الطراز، يمكن أن تكون الوسيلة الوحيدة لنقل للمعلومات في حالة اندلاع "حرب شاملة"، حسبما ذكرت "بلومبرغ"، فضلاً عن رفع كفاءة الملاجئ "تحت الأرض".

وفي مواجهة الخطر المتزايد للهجمات الإيرانية، التي تأتي في إطار رد طهران على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران، تعمل إسرائيل على تنويع وتعزيز إمدادات الطاقة، إذ يعتبر الحفاظ على التدفق المستمر للطاقة ضرورياً، وخصوصاً بالنسبة للاقتصاد، الذي يعتمد بشكل كبير على قطاع التكنولوجيا.

وتعيش إسرائيل على وقع "هدوء حذّر" منذ اغتيال هنية في 31 يوليو الماضي، وذلك بعدما صمدت تل أبيب في وجه هجوم إيراني واسع استخدمت فيه الصواريخ والطائرات المسيرة في أبريل الماضي، وتمكنت من التعامل مع هجمات منتظمة من "حزب الله" اللبناني، والحوثيين في اليمن.

ولكن على الرغم من ذلك، فإن السلطات الإسرائيلية تستعد للأسوأ، عبر تخزين وقود احتياطي لمحطات الطاقة في حالة انقطاع الإمدادات العادية.

أولوية أمن الطاقة

تامار فيكلر، نائبة الرئيس للعمليات والخدمات اللوجستية والأمن في شركة الكهرباء الإسرائيلية، وهي أكبر مورد للطاقة الكهربائية محلياً، قالت: "لقد اشترينا كميات لا حصر لها" من الوقود. وأضافت أنه منذ هجمات 7 أكتوبر، قامت شركة الكهرباء الإسرائيلية، ببناء دفاعات في مواقع محطات الطاقة التابعة لها.

ونقلت "بلومبرغ" عن مسؤول إسرائيلي مطلع، قوله إنه حال اندلاع حرب شاملة في الشمال، ستقرر إسرائيل إغلاق منصات الغاز البحرية والمعرضة إلى خطر هجمات من "حزب الله"، بشكل منفرد، مما يرجح ألا يتم وقف الإنتاج بشكل كامل.

وحتى انقطاع التيار الكهربائي لوقت قصير، قد يجعل من الصعب إبقاء الإسرائيليين على اطلاع دائم بالأحداث، ما دفع السلطات إلى تركيب مولدات ديزل احتياطية أو بطاريات "ليثيوم" لأكثر من نصف أبراج الهواتف الخلوية في شمال إسرائيل، بما في ذلك في مدينة حيفا الساحلية. وفي تل أبيب، يتم توصيل العشرات من الأبراج بمولدات الشركات القريبة أو المرافق البلدية.

حذر إضافي "مبرر"

السلطات الإسرائيلية ترى أن الحذر الإضافي "مبرر"، في ظل ارتفاع التوترات مع إيران وحلفائها، خاصة وأن طهران جددت تعهدها بالانتقام لاغتيال هنية، إذ قال وزير الخارجية بالوكالة، علي باقري، إن الرد على إسرائيل سيكون "مشروعاً وحازماً".

وفي حين لم تظهر إيران أو "حزب الله" أي إشارة إلى المكان الذي من المحتمل استهدافه في إسرائيل، إلا أن تل أبيب تعكف على التركيز الدفاعي اللبنية التحتية الحيوية والاتصالات.

وقالت المديرة العامة لوزارة الاتصالات الإسرائيلية، إنبال مشاش، في تصريحات لـ"بلومبرغ"، إن "الهاتف الخلوي أمر بالغ الأهمية في حالة الطوارئ". وأوضحت أن إسرائيل تحاول تمديد استمرار خدمة الهاتف المحمول إلى ما يصل إلى 24 ساعة بعد انقطاع التيار الكهربائي، ارتفاعاً من ساعتين عادة.

وكإجراء احتياطي، تم تزويد الوزراء والمسؤولين ومنسقي أجهزة الطوارئ بهواتف تعمل بالأقمار الصناعية. وقالت مشاش، إن خدمة الإنترنت "ستارلينك" التي تقدمها شركة "سبيس إكس" المملوكة لإيلون ماسك، ستكون متاحة قريباً لتمكين الاتصال بالإنترنت في البلديات.

وحتى الآن، في الحرب المستمرة منذ 10 أشهر، كان على الإسرائيليين عادة قضاء بضع دقائق فقط في غرف محصنة أو ملاجئ عامة، إذ أسقطت الدفاعات الجوية للبلاد معظم الصواريخ التي أطلقت من غزة أو جنوب لبنان.

ولكن في حالة شن هجوم "عنيف ومستمر" من إيران أو وكلائها، فقد تحتاج هذه الدفاعات إلى التركيز على حماية المنشآت الاستراتيجية، مما يجعل المدنيين يعتمدون بشكل متزايد على الملاجئ التي يمكن لجدرانها السميكة أن تحد من إشارات الهاتف المحمول العادية.

تعزيزات عسكرية أميركية

وكانت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، أعلنت، الأحد، أن الوزير لويد أوستن، أبلغ نظيره الإسرائيلي، يوآف جالانت، بخطط واشنطن بشأن نشر مجموعة حاملة الطائرات USS Abraham Lincoln في منطقة الشرق الأوسط، تحسباً للهجمات الإيرانية.

وقال البنتاجون، في بيان، إن أوستن أبلغ جالانت أيضاً في اتصال هاتفي، بأنه أمر بإرسال غواصة الصواريخ الموجهة USS Georgia (SSGN-729)، وهي غواصة صواريخ باليستية من طراز أوهايو، إلى منطقة القيادة المركزية في الشرق الأوسط "سنتكوم".

وفي 5 أغسطس الجاري، أعلنت الولايات المتحدة إجراءات لتعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط لدعم إسرائيل في مواجهة "هجوم إيراني محتمل"، أبرزها إرسال حاملة الطائرات USS Theodore Roosevelt إلى منطقة عمليات الأسطول الخامس، والتي تشمل منطقة الخليج والبحر الأحمر وخليج عمان، وأجزاء من المحيط الهندي.

وقالت القيادة المركزية الأميركية، إن نشر حاملة الطائرات Roosevelt في المنطقة له "أهمية استراتيجية قصوى"، إذ يخدم عدة أغراض رئيسية، بما في ذلك "تعزيز الأمن البحري"، و"توفير الدعم الحاسم للعمليات"، و"تعزيز الردع والاستقرار"، و"تمكين عمليات الاستجابة السريعة"، و"تسهيل التدريب"، و"تعزيز الشراكة".

تصنيفات

قصص قد تهمك