رئيس المجلس الأوروبي: القمة مع "التعاون الخليجي" لحظة سياسية مهمة

شارل ميشيل: ندعم حل الدولتين.. وطالبنا إيران بوقف زعزعة استقرار المنطقة

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل يتحدث إلى مراسلة صحيفة "عرب نيوز" لمى الحموي في العاصمة السعودية الرياض- أغسطس 2024 - Arab News
رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل يتحدث إلى مراسلة صحيفة "عرب نيوز" لمى الحموي في العاصمة السعودية الرياض- أغسطس 2024 - Arab News
دبي-الشرق

قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إن القمة المشتركة المقبلة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي ستعمل على تعميق التعاون الثنائي بين الطرفين، وستتناول العديد من القضايا، بما في ذلك الأوضاع في الشرق الأوسط، واصفاً إياها بأنها "لحظة سياسية مهمة".

وفي مقابلة مع صحيفة "عرب نيوز"، تحدث ميشيل عن القمة المقرر انعقادها 16 أكتوبر المقبل في بروكسل، حيث من المتوقع أن يناقش زعماء الكتلتين مجموعة واسعة من القضايا، من الأزمة في الشرق الأوسط إلى الحرب الروسية في أوكرانيا.

وقال ميشيل إن "السنوات الأخيرة شهدت الكثير من العمل على تعزيز الروابط وتحسين العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والسعودية في مجالات مختلفة، ونشعر أنه يمكننا العمل معاً بشكل أكبر في مجالات التجارة والاستثمار والنمو الاقتصادي والتغير المناخي والطاقة والهيدروجين. وبالطبع، في ما يتعلق بالتحديات الجيوسياسية، نحتاج إلى التعاون والتنسيق بشأن الحرب في غزة، والوضع في الشرق الأوسط، والحرب الروسية ضد أوكرانيا".

"لحظة سياسية مهمة"

وتابع: "من المهم بالنسبة لي أن ألتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للاستماع منه مباشرة عن توقعات المملكة للقمة، حتى نتمكن من التحضير بشكل جيد. وأنا متفائل جداً بأن هذه القمة يمكن أن تكون لحظة سياسية مهمة، لأننا مع قادة دول الخليج والاتحاد الأوروبي نريد ترقية علاقتنا إلى مستوى استراتيجي أكبر. ونسعى إلى أن تكون هذه العلاقة مستدامة وطويلة الأمد".

ويعتقد ميشيل أن المزيد من التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي يمكن أن يلعب دوراً مفيداً في المستقبل.

التعاون الاقتصادي

كما تطرق رئيس المجلس الأوروبي إلى التعاون الاقتصادي بين منظومة اليورو ودول مجلس التعاون الخليجي، وقال: "نحن ندرك أن هناك الكثير من الجهود في البلاد فيما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية، والإرادة السياسية، لبناء المزيد من الازدهار، وتنويع الاقتصاد".

وتابع: "نحن نراقب أيضاً كيف أن المجتمع الاقتصادي بأكمله في البلاد يعمل على الاستثمار وتطوير البلاد. ونشعر أن هذه القمة (مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي) التي ستُعقد في أكتوبر هي أيضاً مناسبة جيدة لإرسال إشارة إلى الاتحاد الأوروبي، والقطاع الخاص في الاتحاد، وأن هناك إمكانيات واسعة لمزيد من التعاون الاقتصادي، ولمزيد من الاستثمار".

وأوضح شارل ميشيل أن الاتحاد الأوروبي مستعد لأن يكون "شريكاً مخلصاً" لدعم الجهود التي تتماشى مع "رؤية 2030" للتحول في السعودية، بما في ذلك تنويع اقتصاد المملكة.

كما شجع استضافة السعودية لكأس العالم عام 2034، واصفاً هذا الحدث الرياضي بأنه مناسبة لجمع الناس من مختلف الثقافات، وتعزيز التواصل بين البلدان".

الحرب في غزة

وحول تطورات الحرب في غزة ومسار المفاوضات، اعتبر ميشيل أن هناك أمران مهمان يجب أن يتم تحقيقهما: "أولاً، من الضروري للغاية أن نحصل على وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين، ونحن ندعم جميع الجهود التي يبذلها من يعملون بجد لتحقيق ذلك".

وأشار إلى أنه أجرى محادثة قبل أسبوعين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأضاف: "مرّرنا رسالة واضحة جداً بأننا نريد وقفاً لإطلاق النار، وإطلاق سراح المحتجزين، وخفض التصعيد. هذه هي النقطة الأولى المهمة، والنقطة الثانية أننا نريد حل الدولتين. كما تعلمون، الاتحاد الأوروبي داعم قوي لذلك، وبعض الدول الأعضاء قررت قبل بضعة أشهر، الاعتراف بفلسطين. نحن نشعر أن السلام سيكون أفضل أمان".

وتابع رئيس المجلس الأوروبي: "أعتقد أنه من المهم تشجيع الشعب الفلسطيني على تنظيم أنفسهم مع سلطات شرعية، وربما تكون الإصلاحات أيضاً ضرورية. نحتاج إلى دعم جميع الذين يستثمرون في المجتمع، ويعملون من أجل تحقيق تلك الإصلاحات. كما أنه من المهم للغاية، على المدى القصير، توفير المساعدات الإنسانية للأشخاص المحتاجين، لأننا نشهد كارثة إنسانية. ولهذا قرر الاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع الدول الأعضاء، تعبئة الكثير من الدعم والأموال والمساعدات لتقديم  للمحتاجين في غزة والضفة الغربية".

"التواصل مع إيران"

وفي رده على سؤال بشأن التصعيد المتبادل بين إسرائيل وجماعة "حزب الله" اللبنانية المدعومة من إيران، أكد ميشيل أن الاتحاد الأوروبي يُشجع على تحقيق المزيد من الاستقرار، وحث إيران على عدم القيام بأدوار من خلال وكلائها تؤدي إلى عدم الاستقرار في المنطقة.

وأضاف: "على الرغم من الاختلافات بين إيران والاتحاد الأوروبي، فقد قررنا التواصل مع الرئيس الإيراني الجديد، لمناقشة خلافاتنا، ومعرفة كيف يمكننا محاولة تحقيق بعض التقدم، بما في ذلك فيما يتعلق بالتحدي النووي".

وقال: "نحن إلى جانب شعب لبنان، لأنهم ضحايا كل هذه الصعوبات في البلاد".

واعتبر رئيس المجلس الأوروبي أن تطبيع العلاقات الدبلوماسية في جميع أنحاء المنطقة أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.

الحرب في أوكرانيا

وفي ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، اعتبر رئيس المجلس الأوروبي أن "هناك معتد، وهو روسيا التي قررت غزو جارتها".

وقال: "أوكرانيا دولة تضم 40 مليون نسمة. وغزوها يُعد سابقة عالمية خطيرة جداً. هل يمكنك أن تتخيل إذا قرر جارك غزو بلدك؟ ما هي العواقب؟ لهذا نحن نؤمن بميثاق الأمم المتحدة، لأنه الأساس لسلامة الأراضي والسيادة. وهو عنصر أساسي لمزيد من الاستقرار في العالم. ولهذا نعتقد أنه من المهم أن نكون واضحين تماماً أن روسيا ارتكبت خطأً جوهرياً".

وأضاف: "هذا غير مقبول. نحن ندعم كييف من الناحية العسكرية والمالية والسياسية. تعلمون أن أوكرانيا اقترحت صيغة السلام العادل، وهي محاولة لبدء محادثات استناداً إلى ميثاق الأمم المتحدة.

تصنيفات

قصص قد تهمك