كشفت فنلندا خططها لفرض حظر شامل على بيع العقارات لبعض الأجانب، في ضوء مخاوف أمنية تتعلق بعمليات الشراء المرتبطة بروسيا، والتي تتم في مواقع قريبة من البنى التحتية الأساسية في البلاد، حسبما ذكرت "بلومبرغ".
وقالت "بلومبرغ" إن وزير الدفاع الفنلندي أنتي هاكانين، قدم الاثنين، مقترحاً لمنع الروس من إجراء أي عمليات شراء في فنلندا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو" التي تمتلك أطول حدود برية مع روسيا. إذ من المتوقع تقديم مشروع قانون إلى البرلمان قبل نهاية العام.
وأوضح هاكانين للصحافيين في هلسنكي، أن هذه الخطوة "تستند إلى الحرب العدوانية التي شنتها روسيا والتقييم المتعلق بها"، مضيفاً أن المقترح "لن يذكر صراحة الدولة المُجاورة بالاسم".
وأوضح وزير الدفاع الفنلندي، أن القانون سيطبق على مواطني الدول التي قامت بـ"انتهاك السلامة الإقليمية، وسيادة، واستقلال دولة أخرى"، وقد تشكل تهديداً لأمن فنلندا". كما سيشمل الحظر الكيانات القانونية "الموجودة في أراضي تلك الدولة، أو التي تملكها أو تتأثر بمواطن أو كيان من تلك الدولة".
وستعمل الحكومة أيضاً على إيجاد "وسائل أكثر فعالية" لمصادرة الأصول ومراقبتها، والتي تُعتبر "أساسية لأمان المجتمع وأمن الإمدادات".
وتزايدت المخاوف الأمنية بين واضعي الاستراتيجيات الأمنية، والسياسيين، في فنلندا بشأن "عمليات شراء العقارات من قبل الأفراد المرتبطين بروسيا أو القادمين منها"، بحسب "بلومبرغ".
وكانت فنلندا، التي انضمت إلى الناتو في أبريل من العام الماضي 2023، قد أقرت بالفعل قانوناً يتيح للدولة التدخل في معاملات العقارات قبل إتمامها، لأسباب تتعلق بالأمن القومي، كما منعت عدداً من الصفقات، بما في ذلك بيع دار رعاية سابقة غرب البلاد قرب موقع عسكري.
وقال رئيس وزراء فنلندا، بيتيري أوربو، في مقابلة مع "بلومبرغ نيوز" في يونيو الماضي، إن الخطر يكمن في أن مثل هذه الممتلكات "يمكن أن تُستخدم لأغراض تخريبية أو ربما كنقطة انطلاق لعمليات أكبر".
ويأتي مقترح منع الروس من شراء العقارات في فنلندا، بعد أقل من شهرين من إقرار قانون يسمح برد المهاجرين الذين يتم إرسالهم إلى الحدود الشرقية من قبل روسيا كجزء من الحرب الهجينة التي يشنها الكرملين، وفق "بلومبرغ".
وأوضحت "بلومبرغ" أن هذا القانون المؤقت يهدف إلى "مواجهة ما تعتبره هلسنكي محاولة من الكرملين لزعزعة الأمن الوطني للبلاد، من خلال استخدام الهجرة على طول الحدود التي تمتد لمسافة 1300 كيلومتر (800 ميل) بين البلدين".