قائد الجيش الأوكراني: عملية كورسك "ناجحة".. ونصد تقدم الروس في الشرق

قال قائد الجيش الأوكراني الجنرال أوليكساندر سيرسكي، الخميس، إن روسيا كانت تخطط لشن هجوم جديد على أوكرانيا من منطقة كورسك قبل التوغل المفاجئ عبر الحدود الذي شنته كييف، والذي يُوصف بأنه "أجرأ" هجوم منذ بداية الحرب.

وذكر سيرسكي في مقابلة مع شبكة CNN الأميركية، وهي الأولى من نوعها منذ تولي منصبه في فبراير الماضي، أنه يعتقد أن عملية كورسك كانت ناجحة، مضيفاً: "لقد قللت من خطر هجوم العدو. لقد منعناهم من التحرك. كما نقلنا القتال إلى أراضي العدو، حتى يتمكن من الشعور بما نشعر به كل يوم".

والشهر الماضي، اقتحمت القوات الأوكرانية كورسك في توغل عبر الحدود فاجأ حتى المسؤولين الأميركيين، إذ سلط الهجوم الضوء على بعض نقاط ضعف القوات الروسية، التي أٌجبرت على إخلاء المنطقة.

وحدد سيرسكي الأهداف الرئيسية للعملية بـ"منع روسيا من استخدام كورسك كنقطة انطلاق لهجوم جديد، وتحويل قوات موسكو من مناطق أخرى، وإنشاء منطقة أمنية، ومنع القصف عبر الحدود للأهداف المدنية، وأسر جنود روس، وتعزيز الروح المعنوية للقوات الأوكرانية والأمة بشكل عام".

وشدد القائد الأوكراني على أن موسكو نقلت عشرات الآلاف من القوات إلى كورسك، بما في ذلك نخبة قوات الهجوم المحمولة جواً.

وبينما اعترف بأن أوكرانيا كانت تحت ضغط هائل في المنطقة المحيطة ببوكروفسك، المدينة الاستراتيجية التي كانت لأسابيع مركز الحرب في شرق أوكرانيا، قال سيرسكي إن قواته تمكنت الآن من وقف التقدم الروسي هناك.

وتابع: "على مدى الأيام الستة الماضية لم يتقدم العدو متراً واحداً في اتجاه بوكروفسك. بعبارة أخرى، استراتيجيتنا ناجحة".

وقال إن القوات الأوكرانية سلبت من الروس القدرة على المناورة ونشر قوات التعزيز من اتجاهات أخرى. "وقد شعرنا بهذا الضعف بالتأكيد في مناطق أخرى. ونلاحظ أن كمية القصف المدفعي وكذلك شدة الهجوم قد انخفضت".

"خط الجبهة هو حياتي"

قال سيرسكي، إنه لا شك أن أوكرانيا أقل تسليحاً ورجالاً في محاولتها الدفاع عن نفسها ضد الهجوم الروسي، مشيراً إلى "أن العدو يتمتع بميزة في الطيران والصواريخ والمدفعية، وكمية الذخيرة التي يستخدمونها، بالطبع، في الأفراد والدبابات ومركبات المشاة القتالية".

لكن قائد القوات الأوكرانية قال أيضاً إن حقيقة أن روسيا تتمتع بمثل هذه الميزة المادية أجبرت أوكرانيا على أن تصبح أكثر ذكاءً وكفاءة في الطريقة التي تخوض بها الحرب.

وقال: "لا يمكننا القتال بنفس الطريقة التي يقاتلون بها، لذلك يجب علينا أولاً وقبل كل شيء استخدام النهج الأكثر فعالية واستخدام قواتنا ووسائلنا مع أقصى قدر من الاستخدام لخصائص التضاريس والهياكل الهندسية وأيضاً استخدام التفوق التقني"، مسلطاً الضوء على برنامج الطائرات بدون طيار المتقدم في أوكرانيا والأسلحة عالية التقنية الأخرى التي تم تطويرها محلياً.

وتم تعيين سيرسكي قائداً عاماً لجيش أوكرانيا في فبراير الماضي، بعد أن أقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي الجنرال فاليري زالوجني الذي تولى المنصب في وقت صعب بشكل خاص بالنسبة لأوكرانيا.

زيادة التجنيد

وتسببت التأخيرات التي استمرت شهوراً في تسليم المساعدات العسكرية الأميركية في نقص حاد بالذخيرة. وفي الوقت نفسه، كانت أوكرانيا تكافح لتجديد قواتها، المنهكة والمتقلصة بعد محاربة الهجوم الروسي المستمر لمدة عامين، وفق شبكة CNN.

وقال سيرسكي إن تجنيد المزيد من الجنود كان أولوية. ثم أقرت الحكومة الأوكرانية قانون تعبئة مثير للجدل، يتطلب من جميع الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 60 عاماً التسجيل في الجيش الأوكراني، وحمل وثائق التسجيل الخاصة بهم في جميع الأوقات، وهي محاولة لجعل عملية التجنيد أكثر شفافية وعدالة.

بعد 7 أشهر، وصل المجندون الجدد إلى الخطوط الأمامية. لكن العديد من القادة قالوا لشبكة CNN، إن الجنود الجدد ليسوا جميعاً مستعدين للقتال ويتخلون عن مواقعهم بشكل روتيني.

واعترف سيرسكي بأن قواته تتجه إلى ساحة المعركة بعد تلقي تدريب أقل مما يريده.

وأضاف: "بطبيعة الحال، الجميع يريد أن يكون مستوى التدريب هو الأفضل، لذلك نقوم بتدريب أفراد عسكريين محترفين مؤهلين تأهيلاً عالياً".

وأضاف: "في الوقت نفسه، تتطلب الديناميكية في الجبهة منا وضع المجندين في الخدمة في أقرب وقت ممكن"، موضحاً أن المجندين الجدد يحصلون على شهر واحد من التدريب العسكري الأساسي يليه نصف شهر إلى شهر كامل من التدريب الأكثر تخصصاً قبل إرسالهم للقتال.