رئيس وزراء منغوليا: بدء إنشاء "باور أوف سيبيريا 2" لنقل الغاز الروسي للصين في 2024

time reading iconدقائق القراءة - 6
محطة لمعالجة الغاز تابعة لمشروع "باور أوف سيبيريا" الرابط بين الصين وروسيا ومنغوليا - 29 نوفمبر 2019 - REUTERS
محطة لمعالجة الغاز تابعة لمشروع "باور أوف سيبيريا" الرابط بين الصين وروسيا ومنغوليا - 29 نوفمبر 2019 - REUTERS
دبي -الشرق

توقع رئيس وزراء منغوليا لوفسانامسراي أويون-إردين، الاثنين، أن تبدأ روسيا في بناء خط الغاز "باور أوف سيبيريا 2" الذي يمر عبر أراضيها إلى الصين في غضون عامين، وذلك مع تحرك موسكو لربط حقول الغاز التي تمد أوروبا بآسيا لأول مرة.

وقال أويون-إردين لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية "أتوقع المُضي قدماً في أعمال البناء، رغم تأثير الحرب في أوكرانيا على التخطيط لخط الأنابيب (باور أوف سيبيريا 2)".

ويعتبر خط الغاز "باور أوف سيبيريا 2" أمراً هاماً لموسكو التي تواجه احتمالية خسارة السوق الأوروبي الذي يتهمه بتحويل إمدادات الغاز إلى سلاح لخلق أزمة أسعار، بحسب الصحيفة.

وأكد رئيس وزراء منغوليا، التي يبلغ عدد سكانها 3.3 مليون نسمة وتقع بين الصين وروسيا، انتهاء دراسة الجدوى الخاصة بالمشروع، معرباً عن اعتقاده بأن أعمال البناء  تبدأ "أعمال البناء في عام 2024".

وأوضح لوفسانامسراي أن تواجد بلاده بين "قوتين عظمتين خلق تعقيدات بسبب التوتر الجيوسياسي، وأن منغوليا اعتادت العمل بشكل وثيق مع كلا البلدين".

وسيربط خط الغاز "باور أوف سيبيريا 2" الحقول السيبيرية التي تُصدر الغاز إلى الدول الأوروبية- التي تعهدت بإنهاء الاعتماد على شركة "غازبروم" الروسية- بالصين، حيث يتزايد الطلب على الغاز.

وأشار لوفسانامسراي، إلى "عدم وجود أي زيادة كبيرة في الضغط من جانب روسيا لتسريع بناء خط الأنابيب"، رغم خطط "غازبروم" لتحويل تركيزها إلى آسيا.

وقال رئيس مجلس إدارة "غازبروم"، أليكسي ميلر، في وقت سابق إن الصين ستصبح العميل الرئيسي للشركة في المستقبل.

وكانت شركة "غازبروم" قد وقعت في بداية فبراير الماضي عقداً طويلاً مع شركة CNPC الصينية حول تصدير الغاز عبر الطريق في الشرق الأقصى.

لوفسانامسراي أوضح أن المسار النهائي لخط الأنابيب عبر منغوليا لا يزال "قيد المناقشة"، متوقعاً بأن يبدأ تشغيل خط الغاز "باور أوف سيبيريا 2"، الذي يبلغ طوله 2600 كيلومتر، في عام 2030، ولكن المسؤولين التنفيذيين في الصناعة يعتقدون أن يبدأ التشغيل قبل ذلك، في ظل حاجة موسكو لإيجاد أسواق لإمداداتها من الطاقة.

وأوضحت "فاينانشيال تايمز" أن رسوم مرور الغاز عبر أراضي منغوليا سيساعد اقتصاد البلاد الذي تضرر بشدة من جائحة فيروس كورونا. وكثيراً ما تغلق الصين طرق التصدير المنغولية بسبب محاولات السيطرة على الفيروس.

وتوقع لوفسانامسراي، أن "تسهم خطوط السكك الحديدة الجديدة مع الصين، التي ستُستخدم في نقل سلع مثل الفحم والنحاس، في تعزيز اقتصاد منغوليا هذا العام".

وعن الديون الخارجية لمنغوليا، قال لوفسانامسراي، إن بلاده "تواجه بعض المشكلات في حل هذه الأزمة"، ولكنه أشار إلى "اتفاق أُبرم مؤخراً مع اليابان لسداد مبكر لسندات مقومة بالين".

"باور أوف سيبيريا"

ووقعت العاصمة المنغولية أولان باتور، مذكرة تفاهم مع موسكو في عام 2019 لبحث بناء خط الأنابيب "باور أوف سيبيريا 2" والذي من المتوقع أن ينقل ما يصل إلى 50 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً عبر أراضيها.

يشار إلى أنه في عام 2014 وقعت شركة "غازبروم" الروسية، اتفاقاً مع مؤسسة البترول الوطنية الصينية بقيمة 400 مليار دولار لمدة 30 عاماً من أجل بناء خط أنابيب "باور أوف سيبيريا" الذي سيمتد بطول 3 آلاف كيلومتر في روسيا و5 آلاف كيلومتر في الصين. 

وتنص الاتفاقية على نقل 5 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي من روسيا إلى الصين في عام 2020، ثم يجب أن ينقل خط "باور أوف سيبيريا" 38 مليار متر مكعب في السنة بحلول عام 2025.

وبدأ خط أنابيب "باور أوف سيبيريا" بنهاية عام 2019 عمليات التسليم عبر خطوط الأنابيب، وفي عام 2020 بلغ حجم التصدير 4.1 مليار متر مكعب، فيما كانت "غازبروم" قد توقعت العام الماضي أن ينقل "باور أوف سيبيريا" 10 مليارات متر مكعب من الغاز إلى الصين خلال العام الجاري.

كما من المخطط زيادة حجم عمليات التسليم سنوياً حتى الوصول إلى الطاقة التصميمية البالغة 38 مليار متر مكعب بحلول عام 2025، ولكن ومع مراعاة الاتفاقية الجديدة التي تم توقيعها في فبراير الماضي بين موسكو وبكين، يمكن أن تصل الطاقة الإجمالية للشحنات إلى الصين إلى 48 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً.

يأتي ذلك وسط توقعات لشركة "ماكينزي" الرائدة في مجال الاستشارات بأن يتضاعف الطلب الصيني على الغاز بحلول 2035، فيما نشرت شركة "​سينوبك"​ الصينية بيانات في سبتمبر الماضي، أظهرت أن استهلاك الصين السنوي من الغاز يُتوقع أن يرتفع إلى 620 مليار متر مكعب بحلول عام 2040.

وفي حالة حدوث ذلك، سيتجاوز الغاز النفط ويحتل مرتبة أعلى كمصدر رئيسي للوقود في الصين بحلول عام 2050، وفقاً لما أشارت إليه "سينوبك" الرائدة في مجال الطاقة في الصين.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات