هولندا.. دولة القانون تهتز تحت ضغط الجريمة المنظمة

time reading iconدقائق القراءة - 5
اجتماع أوروبي رفيع المستوى في لاهاي الهولندية لبحث تحرك دولي ضد عصابات مهربي البشر والجريمة المنظمة العابرة للحدود. 6 يوليو 2022 - AFP
اجتماع أوروبي رفيع المستوى في لاهاي الهولندية لبحث تحرك دولي ضد عصابات مهربي البشر والجريمة المنظمة العابرة للحدود. 6 يوليو 2022 - AFP
أمستردام- أ ف ب

أثارت سلسلة من الجرائم الخطيرة التي يقف خلفها عصابات للتهريب العابر للحدود، المخاوف في هولندا، بعدما أدّت تلك الجرائم إلى سقوط أشخاص وتهديد آخرين، ووصل الأمر إلى إثارة مخاوف بشأن سلامة الأميرة وريثة العرش.

وسلطت سلسلة من جرائم القتل المرتبطة بمحاكمة تاجر المخدرات رضوان التاجي، الضوء على عنف مافيا المخدرات المعروفة بسيطرتها على تجارة الكوكايين في أوروبا عبر موانئ أنتويرب وروتردام.

ورضوان التاغي، المحتجز في سجن شديد الحراسة في جنوب هولندا بعد اعتقاله عام 2019، متهم بأنه العقل المدبر لمنظمة وصفها الادّعاء بأنها "آلة قتل" ويشتبه في أنه تواصل مع الخارج.

يقول المعلقون إن محاكمة التاجي و16 شخصاً آخرين، المعروفة باسم "مارينجو"، لم يسبق لها مثيل في هولندا.

وسقط 3 أشخاص من أوساط الشاهد الأساسي في القضية "نبيل ب"، وهم شقيقه الذي اغتيل عام 2018 ومحاميه ديرك وايرسوم الذي لقي حتفه في 2019 كما قتل الصحافي المعروف بيتر أر دي فريس في 2021.

يقول جان ميوس الصحافي الهولندي المتخصص في قضايا الجريمة إن العنف الذي نجم عن ذلك "أثار صدمة كبرى وكشف العواقب الوخيمة لتهريب المخدرات" في البلاد.

وقال لوكالة "فرانس برس" بعد جلسة للمحكمة "إنها الاختبار الأخير للنظام القضائي الهولندي ولسيادة القانون".

"مخطط هروب"

كان بيتر ار دي فريس، الذي سقط بالرصاص في وسط أمستردام بعد مغادرته استوديو تلفزيوني، أكد أنه أدرج على لائحة تصفيات وضعها رضوان التاجي.

في سابقة في هولندا، يتولى الجيش حراسة المحكمة التي يحاكم فيها المجرم في أمستردام خلال الجلسات.

ويتوجه القضاة والمدعون إلى المحكمة بسيارات مصفحة. وقال ميوس إنه تم الكشف عن خطط لهروب المجرم تتضمن تنفيذ أعمال عنف خطيرة.

وقال الناطق باسم النيابة الوطنية فيم دو بروان لوكالة "فرانس برس" إن "دولة القانون الديمقراطية تهتز وهي تحت ضغط الجريمة المنظمة".

واضطرت وريثة العرش الهولندي الأميرة آماليا في الآونة الاخيرة إلى التخلي عن حياتها كطالبة عادية.

فقد ورد اسمها، بحسب وسائل الإعلام الهولندية، مع اسم رئيس الوزراء مارك روته في اتصالات للجريمة المنظمة ما أثار مخاوف من مخططات خطف او اعتداءات.

"تسهيل المخدرات"

عرفت "Mocro Maffia" بعنفها الوحشي. وأكد ممثلو الادعاء أن أعضاء المنظمة التي يرأسها التاغي وغالبيتهم من الشباب "ليس لديهم أي قيمة لحياة البشر" ويصفون الضحايا بـ"الكلاب" التي يجب أن "تنام".

وتتسبب سلسلة عمليات تصفية "عرضية" من قبل مجرمين يخطئون هدفهم بقلق إضافي في البلاد.

بحسب مراقبين فان هذا العنف كشف سذاجة السلطات الهولندية إزاء تزايد الجريمة المنظمة التي تستند إلى اقتصاد مواز يقدر بعدة مليارات من الدولارات.

وكانت نقابة الشرطة الرئيسية في البلاد NPB دقت ناقوس الخطر منذ عدة سنوات مؤكدة أن هولندا تواجه خطر التحول إلى دولة مخدرات.

وانتقد رئيسها يان سترويس في حديث مع وكالة "فرانس برس" سياسة هولندا المتساهلة تجاه المخدرات الخفيفة.

فقد تم إلغاء تجريم استهلاك القنب وبيعه في البلاد، لكن بقية سلسلة الإمداد الخاصة بـ"المقاهي" الهولندية الشهيرة تبقى غير شرعية.

وقال سترويس إن السلطات تغض الطرف، والمهربين خلقوا هيكليات مخيفة.

"ملاذ ضريبي"

لكن ماريين شيريفر المؤلفة المشاركة لكتاب "Mocro Maffia" الأكثر مبيعاً لديها تفسير آخر.

وقالت لـ"فرانس برس": "ما نحن عليه هو ملاذ ضريبي. نريد استيراد أكبر قدر ممكن إلى الموانئ لنقله مرة أخرى وهذا يجعل من هولندا المكان المثالي من الجانب اللوجستي".

لكن تفكيك شبكة كبرى في دبي في الآونة الأخيرة كانت توفر حوالى ثلث الكوكايين في أوروبا، يظهر أن المشكلة أبعد من أن تكون مشكلة هولندا فقط.

قد يكون "مهرب بارز" هولندي مرتبط برضوان التاجي، شكل تحالفاً مع قادة عصابات المخدرات الإيرلندية والإيطالية، وقد أوقفوا أيضاً.

وأعلن الناطق باسم يوروبول يان أوب جن أورث أن الشبكات "المرنة والمبدعة" باتت تعمل الآن معاً. وقال لوكالة "فرانس برس" "لم نعد بإزاء مجموعة ضد لأخرى. وهذا ما يجعلها خطيرة جداً".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات