من "القيامة الصغرى" إلى كارثة 2023.. تاريخ تركيا مع الزلازل المدمرة

time reading iconدقائق القراءة - 12
رجل يقف أمام منزل منهار بعد زلزال مرادية بولاية وان جنوب شرقي تركيا. 24 نوفمبر 1976 - AFP
رجل يقف أمام منزل منهار بعد زلزال مرادية بولاية وان جنوب شرقي تركيا. 24 نوفمبر 1976 - AFP
دبي-الشرق

مثَّل الزلزال الذي ضرب تركيا فجر الاثنين، الحلقة الأحدث في سلسلة ممتدَّة من الزلازل التي ضربت البلاد على مدى 5 قرون، وأوقعت آلاف الضحايا.

وتقع تركيا ضمن منطقة جغرافية نشطة زلزالياً، إذ تحيط بها 3 صفائح تكتونية، وهي الصفيحتان العربية والإفريقية جنوباً، والصفيحة الأوراسية شمالاً.

وتنشط داخل حدود تركيا 3 خطوط زلزالية هي: صدع غرب الأناضول المتشعب والأكثر حركة ويمر بمناطق بحري إيجة ومرمرة، والثاني صدع شمال الأناضول بطول 1350 كيلومتراً ويمر بالمناطق المقابلة للبحر الأسود وصولاً إلى أسفل بحر مرمرة غرباً، وصدع شرق الأناضول بطول 530 كيلومتراً يبدأ بمدينة هاتاي وينتهي بمدينة موش، بحسب ما نقلت شبكة "تي آر تي" التركية عن خبراء الجيولوجيا.

وتتعرض تركيا كل 6 إلى 7 سنوات لزلازل قوية وفق "تي إر تي"، وأسفرت هذه الزلازل عن كوارث إنسانية كانت لها تداعيات سياسية واجتماعية واقتصادية.

ونستعرض هنا أبرز الزلازل التي شهدتها تركيا خلال الخمسة قرون الماضية:

1509: "القيامة الصغرى" 

وقع هذا الزلزال في 10 سبتمبر 1509، وكان مركزه بحر مرمرة، وكان لمدينة إسطنبول النصيب الأكبر من الدمار، إذ قُدرت قوته بـ7.2 درجة.

وأطلق عليه اسم "يوم القيامة الصغرى"، وقُدّر عدد الضحايا بعشرات الآلاف، مع تدمير 1070 مبنى. وتشير معطيات الأرشيف العثماني إلى وقوع هزات ارتدادية لـ40 يوماً تلت يوم الزلزال الكبير، إضافة إلى زلازل متفرقة على مدار السنوات الثلاث اللاحقة.

1719: دمار في إسطنبول

ضرب زلزال قوي إسطنبول في 24 مايو 1719، وبلغت قوته بحسب التقديرات 7.1 درجة على مقياس ريختر، كما امتدّ على مساحة واسعة حتى وصلت أضراره إلى مدينة إزميت جنوب إسطنبول.

1894: موجات تسونامي

ضرب زلزال حوض بحر مرمرة في 10 يوليو 1894، وكان تأثيره الأكبر على مدينة إسطنبول، إلى جانب ولايتي يالوفا وكوجا إلي.

وتشير التقديرات إلى أنَّ قوته بلغت 7 درجات على مقياس ريختر، وتسبَّب في حدوث موجات مد عالٍ (تسونامي) انسحبت فيها مياه البحر مسافة 200 متر، تبعتها موجات ضربت موانئ المدينة مما تسبَّب في تحطيم عدد كبير من السفن.

وأُطلِقَ على هذا الزلزال حينها اسم "حركة الأرض الكبرى"، حيث أدى إلى دمار أبنية في المدينة القديمة، وتحديداً في منطقتي إمينونو والفاتح.

1766: 3 أشهر من الهزات الارتدادية 

وقع هذا الزلزال أيضاً في مدينة إسطنبول في 22 مايو 1766، وأعقبته هزات ارتدادية لثلاثة أشهر تسبب في دمار أجزاء من أبنية المدينة. وامتدَّ تأثيره من ولاية إزميت جنوب إسطنبول حتى ولاية تكير داغ شمالها.

1939: أحد أكبر الزلازل عالمياً

ضرب زلزال ولاية أرذينجان وسط تركيا، في 27 ديسمبر 1939، وكان من أشد الزلازل التي ضربت منطقة الأناضول، ومن بين الأكبر عالمياً، إذ بلغت قوته 7.9 درجات.

وبعد هذا الزلزال، الذي تسبب في سقوط 33 ألف ضحية، وإصابة نحو 100 ألف آخرين، اكتشف الجيولوجيون الصدع التكتوني شمال الأناضول.

1942: آلاف الضحايا

ضرب زلزال قضاء إربا بولاية طوقات شمالي تركيا، في 20 ديسمبر 1942، وبلغت قوته 7.0 درجات، وتسبب في سقوط 3 آلاف ضحية.

1966: زلزالان قويان

شهد قضاء فارتو بولاية موش، شرقي الأناضول في عام 1966، زلزالين قويين، الأول كان في شهر مارس، وأودى بحياة 14 شخصاً، والثاني في 19 أغسطس من العام نفسه، وتجاوزت قوته 7 درجات، وأودى بحياة ألفين و400 شخص.

1943:  تدمير 75% من مباني لاديك

ضرب هذا الزلزال قضاء لاديك بولاية صامسون شمالي تركيا، في 26 نوفمبر 1943، وبلغت قوته 7.6 درجة على مقياس ريختر، وامتد تأثيره على مساحات واسعة في مناطق البحر الأسود.

وتسبَّب الزلزال في تدمير 75% من مباني المنطقة، وأودى بحياة ألفين و300 شخص، وإصابة 5 آلاف بجروح.

1976: برد شديد وزلزال مدمر

كان مركز هذا الزلزال قضاء مرادية بولاية وان جنوب شرقي تركيا في 24 نوفمبر 1976، وبلغت قوته 7,5 درجة، أودى بحياة 3 آلاف و840 شخصاً، وتسبب بإصابة 500 شخص.

وفقد معظم الأشخاص حياتهم تحت الأنقاض بسبب البرد، إذ بلغت درجة الحرارة عند وقوع الزلزال 17 درجة تحت الصفر، ورافق ذلك عاصفة ثلجية ضربت المنطقة.

1999: زلزال يعصف بالحكومة

وقع هذا الزلزال في ولاية كوجالي شمال غربي تركيا في 17 أغسطس 1999. بلغت شدته 7.4 درجة، واستمر لمدة 45 ثانية، ليُسجَّل كأطول مدة زمنية لزلزال بتاريخ البلاد.

وامتدَّ تأثير هذا الزلزال على حوض بحر مرمرة كافة، حيث شعر به سكان العاصمة أنقرة (وسط) وإزمير (غرب).

كما تسبَّب أيضاً في خسائر فادحة بالأرواح والممتلكات في ولاية كوجالي، إلى جانب مدينتَي إسطنبول ويالوفا. وتشير الأرقام الرسمية إلى تسجيل 17 ألفاً و118 ضحية، وإصابة 25 ألفاً آخرين بجروح، معظمهم بولاية كوجالي.

وبحسب "بلومبرغ"، أسهم هذا الزلزال في حجم ضحاياه وأضراره الاقتصادية، في صعود نجم الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان، إذ طوقت الكارثة الناتجة عن الزلزال تحالف يسار الوسط الحاكم في ذلك الوقت، ما مهَّد الطريق لأزمة مالية عميقة ساعدت حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان في الوصول إلى السلطة.

كما وقع زلزال آخر ولاية دوزجه شمالي تركيا في 12 نوفمبر 1999، وبلغت قوته 7.2 درجة، واستمر لمدة 30 ثانية، وشعر به سكان معظم الولايات المحيطة.

وتسبَّب الزلزال المذكور في سقوط 894 ضحية، وإصابة ألفين و679 آخرين، كما ترك آلاف الأشخاص من دون مأوى بعد تدمير 16 ألفاً و666 منزلاً، و3 آلاف و837 محلاً تجارياً وصناعياً، حسب أرقام إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد).

2010: زلزال إيلازيج 

ضرب زلزال بقوة 6.0 درجات إقليم إيلازيج شرق تركيا، مما أسفر عن سقوط 51 ضحية. ودمرت قرية واحدة إلى حد كبير وتضررت 4 قرى أخرى بشدة.

وضرب زلزال ثانٍ قوته 5.6 درجة المنطقة نفسها نتيجة لعشرات الهزات الارتدادية التي أعقبت الزلزال الأول.

2011:  زلزال تابانلي

كان مركز هذا الزلزال قضاء تابانلي بولاية وان جنوب شرقي تركيا، حيث ضرب المنطقة في 23 أكتوبر عام 2011، وبلغت قوته 7.2 درجة، واستمر لمدة 25 ثانية.

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أسفر الزلزال عن سقوط 138 ضحية على الأقل، وإصابة نحو 350.

2020: بحر إيجة

تسبب زلزال بقوة 7 درجات بالقرب من جزيرة ساموس اليونانية في بحر إيجة قرب الساحل التركي، في سقوط 24 ضحية على الأقل في تركيا.

كما ضرب زلزال آخر في عام 2020 بقوة 6.7 درجة شرق تركيا، ما أسفر عن سقوط أكثر من 22 شخصاً وإصابة المئات، وإحداث هزات أرضية في سوريا، وجورجيا، وأرمينيا.

2022: أردوغان يحذر من زلازل مدمرة

وفي نوفمبر الماضي، شهدت تركيا اختبار جاهزية للزلازل، بمناسبة الذكرى السنوية لزلزال ولاية دوزجة في عام 1999.

وقال أردوغان آنذاك في رسالة مصورة، إنَّ العلماء يجمعون على احتمالية حدوث زلازل كبيرة في تركيا الواقعة على أهم خطوط الصدع في المنطقة، وهذا الاحتمال "يزداد يوماً بعد يوم"، وفق قوله.

وأشار أردوغان إلى استحالة منع وقوع الزلزال، لكن في الوقت نفسه شدد على ضرورة اتخاذ التدابير التي من شأنها أن تحول دون وقوع خسائر بشرية ومادية، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات