لاجئ سوري يفوز بمنصب رئيس بلدية قرية في ألمانيا

time reading iconدقائق القراءة - 4
ملصق انتخابي للشاب السوري ريان الشبل في قرية أوستلسهايم جنوب غرب ألمانيا. 22 مارس 2023 - AFP
ملصق انتخابي للشاب السوري ريان الشبل في قرية أوستلسهايم جنوب غرب ألمانيا. 22 مارس 2023 - AFP
برلين-أ ف ب

عندما وصل ريّان الشبل إلى جزيرة ليسبوس في اليونان على متن قارب، لم يكن يتخيّل أنه بعد 8 سنوات فقط سيصبح رئيس بلدية قرية هادئة في ألمانيا

وقبل توليه منصبه سرد قصته خلال مؤتمر صحافي في برلين قائلاً: "كان الوقت ليلاً، ولم يكن هناك أي ضوء على ساحل ليسبوس". 

وأضاف: "قبل ساعات قليلة، كنا في مدينة بسيطة على البحر الأبيض المتوسط في تركيا. ثم تغيّر الجو مع البرد والظلام وطبعاً الخوف الذي يرافق هذا النوع من الرحلات". 

وانتُخب الشبل البالغ 29 عاماً رئيساً لمجلس بلدية قرية أوستلسهايم الهادئة في جنوب غرب ألمانيا، في مارس الماضي، وسيتولى منصبه في يونيو الجاري.

وانتخابه غير مسبوق إذ إنه أول لاجئ سوري يتبوأ رئاسة بلدية في البلد المضيف، من بين مئات الآلاف الذين وجدوا ملاذاً في ألمانيا في 2015.  

متاعب اللجوء

عندما وصل إلى ألمانيا كان الشبل يبلغ 21 عاماً فقط. فر من بلاده سوريا الغارقة في حرب أهلية. والتحق بأخيه في ألمانيا الذي كان يحمل تأشيرة طالب. ثم لجأ 4 من أصدقائه أيضاً إلى ألمانيا لكن والديه وشقيقه الآخر بقوا في سوريا.

بعد وصوله إلى اليونان، عبر الشاب عدة دول من خلال وسائل النقل العام وعلى الأقدام، واستغرق وصوله إلى ألمانيا 12 يوماً. 

وتعلم الشبل لغة البلد المضيف بسرعة، قبل أن يتدرّب كمساعد إداري في دار البلدية في قرية ألتينجستيت المجاورة لأوستلسهايم. 

بعد سنوات من التواجد في ألمانيا، حصل أخيراً العام الماضي، على الجنسية الضرورية لتولي إدارة محلية.

وقال: "إذا كنتم في الريف، فلا خيار أمامكم". 

وأكد أن تجربته في المنفى جعلته "يتحمل المسؤولية"، قائلاً: "ليس فقط تجاه نفسي، ولكن أيضا تجاه الآخرين.. ذلك يبني الشخص، ويخلق شخصية جديدة." 

وترشح الشبل كمستقل في الانتخابات، وفاز بنسبة 55,41% من الأصوات في القرية التي تضم 2700 نسمة.

والشبل أيضاً عضو في حزب الخضر، لأن "حماية المناخ مهمة جداً" بالنسبة له، ويُعدّ انتصاره مدوياً في البلدة الواقعة بين التلال والحقول وتُعتبر محافظة. 

ورأى الشبل أن انتخابه يعود لقدرته على الاستماع لمشكلات السكان، وحملته التي ركزت على قضايا رعاية الأطفال والتكنولوجيا الرقمية.

ومع ذلك يعترف بأنه "لم يشعر بأي شيء" عند صدور النتائج، إذ "لم يكن مدركاً".

قصة ملهمة

وفي الأيام التي أعقبت فوزه، ومع تدفق رسائل التهنئة من جميع أنحاء العالم أدرك تدريجياً أن قصته "تخطت كونها مجرد انتخابات بلدية في بلدة صغيرة". 

وساهمت أزمة الهجرة الكبرى في 2015 بصعود حزب البديل لألمانيا اليميني المتشدد الذي قاد حملة عدائية تجاه المهاجرين مكنته من دخول البرلمان بقوة بعد عامين. 

ورأى الشبل في فوزه على مرشحَين محليَّين آخرين ترعرعا في المنطقة علامة على "انفتاح" الناخبين.

وقال: "إنها علامة على أن الناس لم يأخذوا الأصل في الحسبان، بل المؤهلات. إنها علامة على الانفتاح على العالم". 

ووالدة ريان معلمة في مدرسة ووالده مهندس زراعي.  

وعندما يتذكر البلد الذي غادره عام 2015 تنتابه "مشاعر مختلطة" على حد تعبيره. 

وقال: "إنه البلد الذي ولدت وترعرعت فيه، وحيث أمضيت طفولتي وشبابي، وحيث يوجد أصدقائي وعائلتي الكبيرة. وأفتقد الأشخاص الذين نشأت معهم.. لكنني سعيد لأن فرصة  العيش هنا أتيحت لي، بينما لم يحظ بها آخرون".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات