معاناة متفاقمة.. استمرار قطع الاتصالات يشل الحياة في السودان

يحتاج حوالي 25 مليون شخص، أي ما يعادل أكثر من نصف السكان، إلى المساعدات

time reading iconدقائق القراءة - 4
مدنيون سودانيون يسيرون عبر طريق فارغ مع إغلاق معظم المتاجر لأسباب أمنية في مدينة القضارف بشرق السودان في 10 يناير 2024.AFP - AFP
مدنيون سودانيون يسيرون عبر طريق فارغ مع إغلاق معظم المتاجر لأسباب أمنية في مدينة القضارف بشرق السودان في 10 يناير 2024.AFP - AFP
القاهرة-رويترز

دخلت أزمة انقطاع الاتصالات والإنترنت في السودان، الاثنين، يومها الخامس، ما أدى إلى شلل عام في مناحي الحياة كافة، وعرقلة توصيل المساعدات، وترك السكان الذين تنهكهم الحرب وعددهم زهاء 50 مليون نسمة غير قادرين على سداد المدفوعات، أو الاتصال بالعالم الخارجي.

وألقت مصادر لـ"رويترز" مسؤولية قطع الاتصالات على قوات الدعم السريع التي تخوض قتالاً مع الجيش السوداني من أجل السيطرة على البلاد منذ أبريل في إطار حرب أودت بحياة الآلاف، ونزوح زهاء 8 ملايين شخص، وأثارت تحذيرات من حدوث مجاعة.

ووفق خبراء الأمم المتحدة، فإن العدد يشمل ما بين 10 آلاف و15 ألف شخص قتلوا في مدينة واحدة بإقليم دارفور غرباً.

وتسبب النزاع بكارثة إنسانية، إذ يحتاج حوالي 25 مليون شخص، أي ما يعادل أكثر من نصف السكان، إلى المساعدات، بينهم نحو 18 مليوناً يواجهون انعداماً حاداً للأمن الغذائي، وفق بيانات الأمم المتحدة.

وقالت 4 مصادر في قطاع الاتصالات السوداني لـ"رويترز"، إن قوات الدعم السريع بدأت وقف تشغيل شبكات الاتصالات في الخامس من فبراير، وقطعتها تماماً بعد يومين.

وباتت قوات الدعم السريع تسيطر على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم، وبعض البنى التحتية السودانية الموجودة فيها، ومنها المقار الرئيسية لشركات الاتصالات، وذلك بعد 10 أشهر من الصراع.

ولم تستجب قوات الدعم السريع لطلبات التعليق. وقال مصدر بـ"الدعم السريع"، في الخامس من فبراير إن قواته ليس لها علاقة بانقطاع خدمات الاتصالات.

وقالت المصادر إن جنوداً تابعين لقوات الدعم السريع هددوا بقطع الاتصالات ما لم يُعِدْ المهندسون الخدمة إلى منطقة غرب دارفور التي يسيطر عليها "الدعم السريع"، وتشهد انقطاعاً للاتصالات منذ شهور.

وأرجع مسؤول في قطاع الاتصالات الوضع في غرب دارفور إلى نقص الوقود وظروف العمل الخطيرة.

أجهزة ستارلينك

تنتشر في السودان أجهزة الاتصال بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية من خلال خدمة (ستارلينك) المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، على الرغم من قرار الحكومة بحظرها.

لكن معظم الأفراد لا يمكنهم استخدام هذه الخدمة في بلد تُستخدم فيه الهواتف الذكية في كل جوانب الحياة، وبإمكان كثير من الأفراد الوصول إلى شبكات (واي فاي)، أو شبكات الهواتف المحمولة.

وأصبحت التعاملات التجارية في السودان تعتمد إلى حد كبير على المحافظ الإلكترونية، مع توقف دخل الأفراد، وسرقة الممتلكات، وتعرض البنوك للإرهاق.

ونشر البعض مناشدات على وسائل التواصل الاجتماعي طلباً للمساعدة للتواصل مع أفراد أسرهم.

وقال الطبيب محمد النور (48 عاماً) الذي يعيش في الخارج: "أنا في حالة قلق كبير على أسرتي الموجودة في ولاية الجزيرة، ولا أستطيع الاتصال بهم، وكذلك هم يعتمدون عليَ في التحويلات المالية".

وأدى انقطاع التيار الكهربائي إلى تعطل العمل في غرف الاستجابة للطوارئ التي يعمل بها متطوعون، وتوفر مساعدات غذائية وطبية حيوية.

وقال متطوع من الخرطوم، خارج البلاد الآن: "نحن فقدنا البوصلة تماماً.. قد تحدث مجاعة.. والمرافق الطبية تواجه المشكلة نفسها".

أمر مرهق للغاية

وتقول ماتيلد فو، من المجلس النرويجي للاجئين إن وكالات الإغاثة تواجه الصعوبات نفسها في الدفع للموردين، وضمان سلامة الموظفين ما يؤدي إلى بطء الاستجابة لحالات تفشي الأمراض وموجات النزوح.

وأضافت: "نحن غير قادرين على دعم فرقنا في الوقت الحالي. إذا أرسلت أياً من زملائك إلى موقع للتوزيع، وحدثت أي مشكلة، فلن نتمكن من دعمهم. هذا أمر مرهق للغاية".

وقال مصدر حكومي إن الهيئة القومية للاتصالات تعمل مع الشركات لاستعادة الخدمات في أسرع وقت ممكن، نافياً وجود مفاوضات مع قوات الدعم السريع.

ولم ترد 3 من شركات الاتصال على طلبات من "رويترز" للتعليق، لكن شركة زين المملوكة لشركة كويتية وشركة (إم تي إن) المملوكة لجنوب إفريقيا قالتا في وقت سابق إن انقطاع الخدمة خارج نطاق سيطرتهما.

ولا يزال القتال مستمراً في العاصمة الخرطوم وغرب البلاد، حيث أعلن قائد قوات الدعم السريع تحقيق مكاسب في خطاب ألقاه، الأحد.

وقالت الأمم المتحدة إن القتال اندلع على أطراف مدينة الفاشر ذات الكثافة السكانية العالية.

تصنيفات

قصص قد تهمك