"خطأ هواة" لأميرة ويلز يحرج الأسرة الملكية البريطانية

time reading iconدقائق القراءة - 8
صورة نشرها قصر كنسينغتون للأميرة كيت، زوجة ولي العهد البريطاني، وحولها أطفالها الثلاثة. 11 مارس 2024 - @KensingtonRoyal
صورة نشرها قصر كنسينغتون للأميرة كيت، زوجة ولي العهد البريطاني، وحولها أطفالها الثلاثة. 11 مارس 2024 - @KensingtonRoyal
لندن-بهاء جهاد

صورة عائلية تقليدية بمناسبة عيد الأم، وضعت الأسرة الملكية البريطانية في مرمى نيران الإعلام المحلي والعالمي، وأثارت تكهنات بشأن صحة أميرة ويلز كيت ميدلتون، وعلاقتها بزوجها وليام، ولي العهد وأمير ويلز، خصوصاً وأن قصر باكنجهام بدا مرتبكاً جداً خلال الأشهر القليلة الماضية نتيجة أحداث عدة، على رأسها مرض الملك تشارلز الثالث.  

الصورة التي جمعت أميرة ويلز مع أولادها الثلاثة، نُشرت في حسابات الأسرة الملكية على مواقع التواصل، وتناقلتها وسائل إعلام محلية ودولية، ولكن بعد ساعات قليلة حذفتها 5 وكالات عالمية بحجة وجود خلل فيها.

واختلفت كلمات الوكالات في تبرير الأمر، لكن المشترك بينها هو أن شكوكاً تدور حول مصداقية المحتوى بعناصره وتوقيته.  

وأكدت الأميرة كيت شكوك وكالات الأنباء، وبرّرت ما ظهر من أخطاء في الصورة بمحاولة "هاوٍ" لمعالجتها وتحريرها.

لكن حديث الأميرة لم يكن كافياً لتهدئة عاصفة التكهنات التي عمّت الشارع البريطاني، على أرض الواقع وعلى منصات التواصل الاجتماعي، وارتفعت المطالب بإصدار ما يؤكد أن لا شيء يعكر صفو حياة ولي العهد وزوجته.

اعتذار الأميرة

عبر حساب أميرة وأمير ويلز الرسمي على منصة "إكس"، اعتذرت الأميرة كيت عن "أي ارتباك" سببته تلك الصورة التي نشرتها بمناسبة عيد الأم في العاشر من مارس الجاري.

وأشارت الأميرة كيت إلى أن الأمير وليام هو من التقط هذه الصورة، ثم قامت هي بنفسها بمحاولة تعديلها إلكترونياً ولكنها لم توفق، واصفة نفسها بـ"محاولة من هاو" لتعديل هذه الصورة.

وذيلت منشور الاعتذار على منصة "إكس" بالحرف C، الذي يشير إلى أول حرف من اسمها. وهو ما فُسر من قبل وسائل إعلام محلية بمحاولة كيت تحمل مسؤولية ما حدث وتبرئة زوجها والمكتب الإعلامي للقصر، من تداعيات نشر الصورة.

وقال مصدر قريب من القصر لصحيفة "جارديان"، إن كيت وضعت تغيرات بسيطة على الصورة قبل نشرها، منوهاً إلى أن أمير وأميرة ويلز أرادا أن تبدو الصورة "عائلية وعفوية لأقصى حد"، لذلك لم يستعينا بمصورين محترفين.

وأضاف المصدر أن "الأمير وليام قام بالتصوير، فيما تولت كيت تعديل تفاصيل قليلة قبل نشر الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي للأسرة الملكية".  

ولفت المصدر إلى أن الأميرة والأمير "أمضيا مع أطفالهما الثلاثة مناسبة عيد الأم، في أجواء عائلية طبيعية، لا يوجد فيها ما يمكن وصفه بغير العادي".

تكتم يزيد التعقيد

محاولة تبسيط ما جرى، لم تكن مقنعة برأي المؤرخ التاريخي جون ماكهوجو، بسبب غياب الأميرة كيت عن الفعاليات العامة أو الظهور الإعلامي منذ خضوعها لعملية جراحية قبل نحو شهرين. وجاءت الصورة أصلاً لطمأنة الناس بعد ازدياد الشائعات حول صحتها وحياتها الزوجية.      

ولفت ماكهوجو في حديث لـ"الشرق"، إلى أن مرض الأميرة كيت وعلاجها تم إحاطته بكثير من التكتم منذ البداية، وبسبب هذه السرية، وبقاء الأميرة ضمن دائرة ضيقة جداً من أفراد العائلة والأشخاص المشرفين على تعافيها بعد العمل الجراحي، ازدادت تساؤلات الناس، وكان الأمل بأن تبدد صورة عيد الأم كل الشكوك حول ما تواجهه كيت في هذه الفترة.

وأشار المؤرخ البريطاني إلى أن تزامن مرض الأميرة كيت مع الملك تشارلز الثالث، زاد الأمور تعقيداً. ولكن التعامل الإعلامي مع مرض الملك وتشخيصه بالسرطان، كان أكثر انفتاحاً ومهنية، ما تسبب في حصد تعاطف الشارع. 

وأشار ماكهوجو إلى أن مرض الملك وأميرة ويلز أربك القائمين على شؤون الإعلام في قصر باكنجهام، وما يحدث مع العائلة الملكية بسبب المرض منذ بداية العام الحالي، يعتبر "تحدياً حقيقياً في عهد الملك تشارلز الثالث"، خصوصاً وأنه يترافق مع شائعات حول خلافات بين ولي العهد وزوجته، لا زال كثير من البريطانيين يتناقلونها ويبحثون عن حقيقتها.  

حذف الصورة

وفي السابع عشر من يناير الماضي، خضعت الأميرة كيت إلى عملية جراحية في البطن، لم يفسر سببها في التصريحات الرسمية، ولكنها بقيت في المستشفى لنحو أسبوعين، ومن ثم غادرت لتخضع للرقابة والعناية الطبية في قصر كنسينجتون.

وفي 5 مارس الجاري، ظهرت كيت لأول مرة وهي تقود سيارتها إلى جانب والدتها قرب قلعة وندسور، ولكن وسائل الإعلام المحلية لم تنشر الصورة التزاماً بمعايير الخصوصية. 

وتعتبر الصورة التي نشرتها كيت بمناسبة "عيد الأم" هي الأولى رسمياً لأميرة ويلز بعد خضوعها للعملية الجراحية قبل نحو شهرين، لذلك كانت محط اهتمام كبير وسريع من قبل وكالات الأنباء الدولية ووسائل الإعلام المحلية.

ولكن بعد ساعات فقط، سارعت لحذفها 5 وكالات عالمية، وهي Reuters وAP و Getty وAFP وPA.  

وبينما قالت وكالة "رويترز" إن الصورة سحبت على ضوء مراجعة جرت بعد النشر، أوضحت AP أن "المصدر تلاعب بالصورة"، فيما قالت Getty إنها لم تتلق من قصر كنسينجتون ما يوضح حقيقة الصورة.

ووضعت وكالة PA علامة تدل على أن الصورة ليست أصلية وقد تم التلاعب بها، كما أصدرت AFP إشعاراً بعدم صلاحية الصورة للنشر.    

ونشرت وسائل الإعلام المحلية اعتذار أميرة ويلز بشأن تعديلها لصورة عيد الأم، ولكن الكثير من التقارير طرحت أسئلة يتناقلها البريطانيون، من قبيل لماذا لم يستعن ولي العهد وزوجته بمصور محترف لالتقاط صورة كان من المعروف أنها ستكون موضع تدقيق وتمحيص من قبل الجمهور والإعلام؟  

وتساءل المذيع البريطاني الشهير بيرس مورجان عبر حسابه على منصة "إكس"، عن سبب عدم نشر الصورة الأصلية التي التقطها الأمير وليام قبل قيام زوجته بتعديلها، ليظهر كل شيء على حقيقته أمام البريطانيين. 

وهناك من استفسر عن إمكانية مشاركة وليام وكيت في فعالية عامة قصيرة، لإثبات تعافيها صحياً من جهة، وخلو حياتهما من المشاكل من جهة أخرى.

وظلت كل الأسئلة معلقة، وبعد ساعات من اعتذارها عن صورة "عيد الأم" ظهرت أميرة ويلز إلى جانب زوجها في سيارة تغادر قلعة وندسور.

وكان الأمير وليام متجهاً إلى كنيسة وسط العاصمة البريطانية لندن للمشاركة في قداس خاص بمجموعة دول الكومنولث، بينما مضت الأميرة كيت بمفردها إلى موعد خاص نحو وجهة غير معروفة، وفق ما تناقلته وسائل إعلام محلية، نشرت الصورة في سياق تغطيتها لتداعيات حادثة عيد الأم. 

مرحلة حساسة للعائلة الملكية

وقال الباحث في الشأن البريطاني رياض مطر، إن كل الأسئلة التي تدور في بال البريطانيين بشأن أميرة ويلز "مشروعة ومبررة"، ومن واجب العائلة الملكية تقديم دلائل حقيقية على أن الأميرة بخير صحياً، وأن علاقتها بزوجها تسير على خير ما يرام. واعتبر أن البديل عن ذلك "سيكون مزيداً من الشائعات المضرة بالعائلة الملكية في هذا الوقت الحرج عموماً".    

وأشار مطر في حديث لـ"الشرق"، إلى وجود انطباع عام في الشارع البريطاني بأن درجة التكتم حول حياة العائلة الملكية، ازدادت في عهد تشارلز الثالث، والأمر يرتبط بالأولاد أكثر من الملك والملكة.

وأضاف أن "الأمر يبدو للناس وكأن الأمراء يعيشون مع زوجاتهم وعائلاتهم، في حالة من التعالي والعجرفة، لم تكن موجودة في زمن الملكة الراحلة إليزابيث الثانية".  

ولفت رياض مطر إلى أن العائلة الملكية تمر بمرحلة تساؤلات بشأن مستقبلها. فالملك مريض بالسرطان ولا أحد يعرف كيف يسير علاجه، ومتى ينتهي. وحياة ولي العهد مملوءة بشائعات كثيرة حول صحة زوجته، ومدى انسجام العلاقة بينهما. أما الأمير هاري فمشكلاته مادة دسمة وحاضرة بقوة في الإعلام.  

تصنيفات

قصص قد تهمك