انهيار أرضي يدفن مئات الأشخاص ويطمر أكثر من ألف منزل في بابوا غينيا الجديدة

time reading iconدقائق القراءة - 7
فرق الإنقاذ تصل إلى موقع انهيار أرضي هائل، في شمال بابوا غينيا الجديدة للبحث عن ضحايا تحت أكوام من الأنقاض. 25 مايو 2024 - AFP
فرق الإنقاذ تصل إلى موقع انهيار أرضي هائل، في شمال بابوا غينيا الجديدة للبحث عن ضحايا تحت أكوام من الأنقاض. 25 مايو 2024 - AFP
سيدني -رويترزأ ف ب

وصلت فرق الإنقاذ، السبت، إلى الموقع الذي شهد انزلاقاً للتربة واسع النطاق في منطقة جبلية في بابوا غينيا الجديدة لمساعدة السكان على البحث عن مئات الأشخاص الذين طمرهم الوحل والأنقاض.

وقالت صحيفة "بوست كوريير"، نقلاً عن عضو البرلمان إيموس أكيم، إن الانهيار الأرضي دفن أكثر من 300 شخص و1182 منزلاً.

وذكرت هيئة الإذاعة الأسترالية، السبت، أنه تم انتشال 4 جثامين من المنطقة، بعد أن وصلت فرق الطوارئ إلى المنطقة ذات الكثافة السكانية المنخفضة، ومن المتوقع ارتفاع عدد الضحايا.

وقالت الإذاعة الأسترالية، إن الانهيار الأرضي منع الوصول إلى الطريق السريع، ما جعل الطائرات الهليكوبتر هي الطريقة الوحيدة للوصول إلى المنطقة.

ووقعت الكارثة في وقت متأخر، الجمعة، في ولاية إينجا في وسط هذا الأرخبيل، وباغتت السكان النيام، حسبما ذكرت السلطات المحلية.

وفي بلدة كاوكالام الأكثر تضرراً من الكارثة، قال الزعيم المحلي مارك إيبويا: "لا نزال نبحث عن الجثث المطمورة"، معبراً عن خشيته من وجود "أكثر من 300 من أبناء البلدة تحت التراب".

وقال سرحان أكتوبراك، وهو موظف في الأمم المتحدة، إنه "ثمة الكثير من المنازل التي يغطيها الركام، ولا يمكن الوصول إليها"، مقدراً عدد سكان البلدة الواقعة على سفح تلة بنحو 3 آلاف نسمة.

وأكد أكتوبراك، أن "التربة تستمر بالانزلاق والتحرك ما يجعل عمليات الإنقاذ محفوفة بالمخاطر".

وأفادت منظمات إنسانية، بأن الكارثة أتت على المواشي والبساتين المزروعة وموارد المياه العذبة في البلدة.

تضاريس وعرة

وباشر فريق يضم أطباء وعناصر من الجيش والشرطة، الوصول إلى المنطقة المنكوبة بعد رحلة معقدة، بسبب تضاريس المنطقة الوعرة والطرقات الرئيسية المتضررة جراء الكارثة.

وذكرت منظمة "كير" الإنسانية، عند وصول أولى التعزيزات: "مع أن المنطقة ليس فيها كثافة سكانية، إلا أننا نخشى أن يكون عدد الضحايا كبيراً".

وأظهرت الصور، المنطقة، وقد اجتاحها مزيج من الصخور والأتربة التي انفصلت عن جبل مونجالو.

وبدأ عمال حفاة مستعينين بفؤوس بإزالة التراب والأنقاض في محاولة لإخراج ناجين، في حين راح آخرون يفتشون بين أكوام من الصفيح كانت تشكل مساكن لهم.

وقال نيكسون باكيا، رئيس غرفة التجارة والصناعة في مدينة بورجيرا، التي تضم مناجم ذهب والواقعة قرب المنطقة المنكوبة، إنه لن يُحرز أي تقدم يذكر طالما لم يتم إصلاح الطرقات ما يسمح باستقدام آلات فعالة في عمليات البحث والإنقاذ.

طمر كامل للمنازل

وأكد المسؤول المحلي ستيفن كانداي، أن الكثير من السكان لم يتمكنوا من الفرار، موضحاً: "فجأة حصل انزلاق تربة ضخم، وانهار الجبل بشكل مباغت فيما كان السكان نياماً... طُمرت منازلهم بالكامل".

وتقاطر عشرات الرجال والنساء من المنطقة، وتسلقوا أكوام الصخور والتراب. وراح بعضهم يحفرون بحثاً عن ناجين، فيما وقف آخرون غير مصدقين من هول الصدمة.

ويعزو سكان المنطقة الكارثة إلى تساقط أمطار غزيرة في الأسابيع الأخيرة.

وأفاد البنك الدولي، بأن مناخ بابوا غينيا الجديدة هو من الأكثر رطوبة في العالم، وأن متساقطات كثيفة جداً تنهال بانتظام على مناطقها الرطبة في الهضاب العالية.

ويرى علماء أن تفاوت أنظمة المتساقطات بسبب تغير المناخ يزيد مخاطر حصول انزلاقات التربة فيها.

وفي مارس الماضي، أودى انزلاق في التربة بحياة ما لا يقل عن 23 شخصاً في ولاية مجاورة.

إعادة الإعمار

وأثارت الكارثة ردود فعل تضامنية على مستوى عالمي، وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه "صُدم بالخسائر في الأرواح وبالدمار".

وأضاف بايدن أن الولايات المتحدة "مستعدة للمشاركة" في جهود إعادة الإعمار مع شركاء مثل أستراليا ونيوزيلندا.

وأُرسل إلى المنطقة المنكوبة فريق للاستجابة العاجلة، يضم أطباء وعسكريين، وعناصر من الشرطة، ووكالات من الأمم المتحدة لتقييم الأضرار، ومساعدة الجرحى.

وامتنع المكتب الوطني لإدارة الكوارث، عن إصدار حصيلة على الفور.

وأكدت وكالات إغاثة منها الصليب الأحمر المحلي، ومنظمة كير أنها في حالة جهوزية، وتعمل على جمع مزيد من المعلومات.

وقالت الأمينة العامة بالوكالة للصليب الأحمر في بابوا غينيا الجديدة، جانيت فيليمون، إن انزلاق التربة وقع في منطقة نائية، وقد تحتاج أجهزة الطوارئ والمساعدات إلى يومين للوصول إليها.

وقدَّر الصليب الأحمر، احتمال أن يراوح عدد الوفيات أو الجرحى بين 100 و500، لكن فيليمون قالت إنها تحاول "الحصول على صورة أوضح عن الوضع".

وأوضحت أن الصليب الأحمر على أهبة الاستعداد لتقديم مساعدات أولية، وبطانيات، ومواد غير غذائية للمتضررين.

وذكرت أنه "لا تتوافر أي مؤشرات على حصول هزة أو أي شيء قد يكون تسبب بالحادث. إنها منطقة تضم مناجم ذهب".

لكنها أشارت إلى أن الكارثة قد تكون ناجمة عن تساقط أمطار غزيرة.

بحسب تقارير، فإن بابوا غينيا الجديدة دولة نامية، يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة، وهي الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في جنوب المحيط الهادئ بعد أستراليا. معظم سكان بابوا غينيا الجديدة يعملون بالزراعة، ويعيشون على الكفاف، ويتحدثون 800 لغة ولهجة.

تصنيفات

قصص قد تهمك