إندونيسيا.. العجز المالي وتغيير القيادة يعيقان مشروع العاصمة الجديدة

time reading iconدقائق القراءة - 5
مشهد عام للعاصمة الإندونيسية الجديدة "نوسانتارا" - المصدر: بلومبرغ
مشهد عام للعاصمة الإندونيسية الجديدة "نوسانتارا" - المصدر: بلومبرغ
دبي -الشرق

تستعد إندونيسيا لافتتاح عاصمتها المستقبلية غير المكتملة في وسط غابة نائية على جزيرة بورنيو، حيث تثقل الصعوبات التمويلية والمواعيد النهائية الفائتة والتغيير في قيادة البلاد، كاهل المشروع الذي تبلغ تكلفته عدة مليارات من الدولارات، وفق "بلومبرغ".

ومن المقرر أن يعلن الرئيس جوكو ويدودو، افتتاح نوسانتارا، السبت، بمناسبة يوم استقلال البلاد. لكن المشروع الطموح لا يزال قيد التنفيذ، إذ أن معظم الطرق والمباني بعيدة عن الاكتمال، فيما أكد الرئيس الإندونيسي المعروف أيضاً باسم جوكوي، أن جاكرتا ستظل العاصمة الرسمية عندما يترك منصبه في أكتوبر المقبل.

وذكرت "بلومبرغ"، أن الاحتفالات الخاصة بالمشروع "بدت خافتة"، بعدما قررت السلطات حذف الآلاف من قائمة الضيوف بسبب نقص الغرف، وبالكاد ذكر ويدودو، نوسانتارا، في خطابه الأخير عن حالة الأمة وخطاب الميزانية أمام البرلمان، الجمعة، باستثناء قوله إن التمويل سيستمر.

وأعلن ويدودو، عن نقل العاصمة في عام 2019 لتخفيف الضغط على جاكرتا. نظراً لأن جاكرتا تغرق بسرعة حيث يبلغ منسوب الأمطار بها حوالي 30.5 سنتيمتر سنوياً، ويتوقع الخبراء أن يغرق ثلث المدينة تحت الماء بحلول 2050. كما أن حوالي 40% من جاكرتا تقع بالفعل تحت مستوى سطح البحر.

كما أن النمو السكاني والتوسع الحضري السريع، قد طغى على البنية التحتية القائمة للعاصمة التجارية والسياسية للبلاد التي تعود إلى قرون من الزمان، حيث تعج جاكرتا الكبرى بحوالي 30 مليون شخص.

وبالإضافة إلى تخفيف مشكلات الازدحام المروري والتلوث، يهدف ويدودو إلى أن تساعد نوسانتارا، في توزيع ثروة الأمة، التي تتركز حالياً في جزيرة جاوة، بشكل أكثر توازناً بين أكثر من 278 مليون مواطن.

مشكلات التمويل 

وبحسب "بلومبرغ"، فإن العاصمة الجديدة من المفترض أيضاً أن تكون محور إرث جوكوي، فقد شرع في حملة بنية تحتية طموحة تكلف مئات المليارات من الدولارات خلال عقد من الزمان في السلطة، بهدف تعزيز التنمية، ووضع البلاد على المسار لتصبح اقتصاداً مرتفع الدخل بحلول عام 2045.

وتقع نوسانتارا على بعد حوالي 800 ميل شمال شرق جاكرتا، وتتضمن عملية بناء نوسانتارا، 5 مراحل، ومن المقرر أن يكتمل المشروع بحلول عام 2045. وبحلول ذلك الوقت، تعتزم الحكومة نقل حوالي 1.9 مليون شخص من جاكرتا لتخفيف الازدحام.

ولكن المشروع، الذي تبلغ تكلفته حوالي 29 مليار دولار، وفقاً للتقديرات الرسمية، كان يعاني من مشكلات منذ البداية.

وحتى قبل بدء البناء في أغسطس 2022، كافحت الحكومة لتأمين التمويل الخاص. تريد الإدارة دفع 20% فقط من الفاتورة، مع تحمل الباقي من قبل المستثمرين من القطاع الخاص. في ميزانية 2024، خصصت 42.5 تريليون روبية (267 مليون دولار و551 ألفاً)، وهو أعلى من 26.7 تريليون روبية (165 مليون و629 دولار ألفاً) في عام 2023.

وكانت العاصمة الجديدة، تفتقر إلى استثمارات كبيرة، حتى استثمرت مجموعة من أباطرة المال المحليين في المشروع. ومع ذلك، فإن هذا ليس كافياً ولم يؤمن المشروع بعد استثمارات خاصة أجنبية ملزمة حتى مع ترويج الحكومة لاهتمام كبير من الشركات الأجنبية وتوزيع حوافز ضريبية خاصة، وفق "بلومبرغ".

"عدم يقين"

كما أضافت الاستقالات المفاجئة لرئيس الوكالة المشرفة على تطوير المشروع ونائبه، مع عدم توضيح الحكومة لأسباب رحيلهما، إلى تكريس حالة عدم اليقين بشأن المشروع.

كما أن التحرك لإصدار مرسوم رئاسي لتعيين نوسانتارا كعاصمة جديدة معلق أيضاً، إذ قال جوكوي، إن هذا يمكن أن يتم من قبل الزعيم القادم برابو سوبيانتو، بعد أن يؤدي اليمين الدستورية كثامن رئيس لإندونيسيا في أواخر أكتوبر.

أما بالنسبة للإدارة القادمة، فقد تعهد برابو، بمواصلة سياسات جوكوي، بما في ذلك مشروع العاصمة الجديدة. لكن مجتمع الأعمال لا يزال غير متأكد مما إذا كان ذلك سيكون أولوية، نظراً لأن الزعيم المقبل للبلاد، لديه خطط إنفاق طموحة خاصة به، تتضمن برنامج وجبات مجانية للطلاب مع زيادة الرعاية الصحية والتعليم.

وفي يوليو، قال صهر برابو، سويرادجاد جيواندونو، محافظ البنك المركزي السابق وأحد مستشاري فريق التحول الاقتصادي للزعيم القادم، إنه يفضل متابعة برنامج الوجبات المجانية الذي يمكن تحقيقه في الأمد القريب على العاصمة الجديدة. وأرسل ذلك إشارة إلى المراقبين بأن المشروع العقاري "لن يكون ذا أهمية كبيرة" في ظل الإدارة الجديدة.

تصنيفات

قصص قد تهمك