إسرائيل تكثف التشويش على نظام GPS.. ما علاقة حماس وحزب الله؟

رسائل تحذير خاطئة ومشاكل في الطيران المدني جرّاء الخطوة الإسرائيلية

time reading iconدقائق القراءة - 8
رسم توضيحي يظهر شعار GPS (النظام العالمي لتحديد المواقع) مع نموذج الأقمار الاصطناعية الموضوعة على الخريطة. 25 سبتمبر 2022 - Reuters
رسم توضيحي يظهر شعار GPS (النظام العالمي لتحديد المواقع) مع نموذج الأقمار الاصطناعية الموضوعة على الخريطة. 25 سبتمبر 2022 - Reuters
دبي-محمد عادل

كثفت إسرائيل عمليات التشويش على نظام تحديد المواقع GPS لمنع أي هجوم جديد محتمل بطائرات مسيرة من جانب حركة "حماس" أو حزب الله ضد مدن وبلدات إسرائيلية، ما أثار مشكلات لدى الإسرائيليين وخدمات الطيران المدني، بحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

وذكرت الصحيفة أن باحثين أميركيين في جامعة تكساس تمكنوا من تحديد قاعدة عسكرية في شمال إسرائيل كنقطة انطلاق لعمليات التشويش على نظام (GPS)، مشيرة إلى أن إسرائيل ستنجح في تحقيق هدفها بتضليل مسيرات وصواريخ "حماس"، التي تعتمد على هذا النظام، لكنها ستؤثر في الوقت ذاته على الطيران المدني والإسرائيليين أنفسهم.

وذكرت الدراسة أن استخدام إسرائيل جهاز تشويش داخل قاعدة جوية في جبل ميرون شمال إسرائيل، أثر على حركة الطيران المدني في جميع أنحاء المنطقة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، تفعيله "التشويش الاستباقي" لنظام (GPS) بشكل عام في مناطق القتال لتلبية الاحتياجات التشغيلية المختلفة، ونبه الإسرائيليين إلى أن التشويش يمكن أن يسبب خللاً مؤقتاً في التطبيقات المستندة إلى الموقع.

"مركز عالمي للتشويش"

وقبل هجوم "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر الجاري، قال طيار مدني لصحيفة "هآرتس" إن هناك زيادة كبيرة مؤخراً في التشويش على نظام تحديد المواقع، مع تحذيرات شبه يومية من سلطات الطيران الإسرائيلية بشأن تعطيل الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية.

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن سماء شرق البحر المتوسط تحولت على مدار العام الماضي إلى "مركز عالمي للتشويش على نظام GPS"، مشيرة إلى أن "التأثير في أنظمة الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية يظهر على طول الساحل التركي الجنوبي، وكذلك في سوريا وإسرائيل ولبنان وقبرص".

وبحسب الصحيفة، زادت الاضطرابات العام الماضي ما أثر بشكل أساسي على هبوط ومغادرة طائرات الركاب في مطار "بن جوريون" الدولي بالقرب من تل أبيب، وكذلك في مطار بيروت ومطار لارنكا في قبرص.

تقليل كفاءة الطيران

ووفقاً للمنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية (يوروكتول)، فإن زيادة التشويش على نظام تحديد المواقع العالمي "يقلل من كفاءة نظام الطيران العام، ويزيد العبء على الطيارين ومراقبي الحركة الجوية".

وأوضح الطيار أن إحدى العواقب الرئيسية كانت إلغاء أسلوب RNP للهبوط في مطار "بن جوريون"، وهو إجراء توجيه قائم على نظام تحديد المواقع يسمح للطائرة بالهبوط بدقة إلى المدرج بناءً على نقاط ملاحية محددة مسبقاً، ولفت إلى أنه "نتيجة لذلك، يستخدم المطار حالياً نظام ILS (نظام الهبوط الآلي)، ما يتسبب في عبء أكبر على مراقبي الحركة الجوية الذين يجب عليهم توجيه كل طائرة شفهياً".

وذكر الطيار أن اضطرابات نظام الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية تتسبب أيضاً في قراءات خاطئة للارتفاع، ما يؤدي إلى تحذير غير صحيح للطيارين من أنهم قريبون بشكل خطير من الأرض، مبيناً أنه "عندما يحدث ذلك ليلاً، أو في ظروف غائمة، يتعين على الطيارين الطيران أولاً حول مدرج الهبوط للتأكد من مدى اقترابهم من الأرض، ومن ثم معاودة الارتفاع مجدداً والدوران حول المطار قبل تنفيذ الهبوط النهائي".

طرق عمل مختلفة

وعما إذا كانت إسرائيل تستخدم وسائل مختلفة لتعطيل نظام "جي بي إس" بهدف منع هجمات الطائرات بدون طيار، قال الجيش الإسرائيلي لـ"هآرتس": "نعمل بمجموعة طرق في كل قطاع. وهناك العديد من اللاعبين الآخرين الذين يعملون في المنطقة بطرق مختلفة لحماية أنفسهم، إلى جانب إسرائيل".

وعلَّقت هيئة المطارات الإسرائيلية على تقرير "هآرتس" قائلة: "على غرار المطارات في جميع أنحاء العالم، يستخدم مطار بن جوريون أيضاً مجموعة متنوعة من أنظمة المساعدة الملاحية لمسارات الهبوط والإقلاع". وأضافت أن "الاضطرابات في في نظام (GPS) موجودة منذ أكثر من 7 سنوات، دون تأثير على عمليات الهبوط والمغادرة من المطار".

"خطر أمني محتمل"

ولا يقتصر الأمر على حركة الطيران فقط، إذ يؤثر التشويش واسع النطاق في قدرة الأجهزة على تحديد موقعها الجغرافي بشكل كامل، أو عدم دقتها بشكل يؤدي إلى إظهار أجهزة، مثل الهواتف الذكية، بيانات الموقع بشكل خاطئ.

وأفاد تقرير "هآرتس" بأن تطبيق الملاحة Waze، التابع لشركة جوجل، أظهر مواقع مستخدميه بشكل غير صحيح، الأحد، لافتاً إلى أن بعض سكان حيفا (غرب إسرائيل) أبلغوا عن ظهور موقعهم بالخطأ بالقرب من الحدود الشمالية، كما قال آخرون في الضفة الغربية إن هواتفهم أظهرت الموقع على أنه داخل غزة.

ولفت التقرير إلى أن التشويش على "جي بي إس" يمثل "خطراً أمنياً محتملاً" على الإسرائيليين الذين يستخدمون تطبيق IDF Home Front Command، والذي يوفر تحذيرات من الصواريخ القادمة بناءً على موقع هاتف المستخدم، موضحاً أنه "على سبيل المثال، إذا حدد هاتف أحد سكان حيفا على نحو خاطئ أن موقعه هو منطقة الحدود الشمالية، فقد يرسل التطبيق تحذيراً كاذباً بناءً على هجوم صاروخي حقيقي على الحدود اللبنانية".

ولهذا نصح الجيش الإسرائيلي المستخدمين بتحديد مدينة إقامتهم يدوياً في التطبيق، حتى يتلقوا تحذيرات في الوقت الحقيقي، بغض النظر عن خدمات الموقع التي قد لا تعمل بسبب التشويش.

كيف يعمل نظام GPS؟

نظام تحديد المواقع العالمي هو نظام أميركي للملاحة يعتمد على شبكة ضخمة من الأقمار الاصطناعية تدور حول الأرض، ويوفر لجميع مستخدميه المدنيين في جميع أنحاء العالم بشكل متواصل ودون انقطاع خدمات مجانية لتحديد الموقع الجغرافي وتحديد الوقت والملاحة.

ويتكون النظام من 3 أجزاء: أقمار اصطناعية تدور حول الأرض، ومحطات رصد على الأرض، وأجهزة استقبال يملكها مستخدمو النظام لتلقي الإشارات من الأقمار الاصطناعية، ومن ثم تعرضها على المستخدم بشكل ثلاثي الأبعاد.

ويعمل نظام "جي بي إس" من خلال إرسال الأقمار الاصطناعية موجات راديو محملة ببيانات حول موقعها الدقيق خارج الأرض وتوقيت إرسال تلك البيانات، ومن ثم تبدأ أجهزة الاستقبال، مثل الهواتف الذكية، في التقاط وجمع البيانات الواردة من مختلف الأقمار القريبة منها، وعند ذلك تتمكن الأجهزة من تحديد موقعها بدقة على الأرض.

بدائل دولية

ونظام GPS هو المنصة الدولية الأكثر استخداماً في عمليات تحديد الموقع الجغرافي عبر الأقمار الاصطناعية، لكنه في الأساس مطور من قبل الجيش الأميركي. لذلك، فإن الدول الكبرى مثل الصين وروسيا تمتلك بدائل خاصة بها في هذا المجال، حفاظاً على أمنها القومي.

وتمتلك روسيا نظام GLONASS للتتبع الجغرافي، والذي أطلقته عام 1995، ويعد ثاني الأنظمة العالمية من حيث الدقة، إذ يعتمد على 24 قمراً اصطناعياً في نفس مدارات أقمار GPS. ويقدم مستوى دقة فائق ما بين 5 إلى 10 أمتار، مقارنة بمستوى دقة GPS الذي يبلغ 4 إلى 7 أمتار.

كما أطلقت الصين في عام 2000 نظامها الخاص بتحديد الموقع الجغرافي BeiDou، والذي يعتمد على 29 قمراً اصطناعياً حول الأرض، لتقديم خدمات الملاحة والتتبع الجغرافي داخل الحدود الصينية.

تصنيفات

قصص قد تهمك